الجمعة، 12 أكتوبر 2012

خطأ عظيم ولن نكرره

ثورة تانى من جديد

أضف تعليقك تعليقات : 0
نشر فى : الجمعة 12 أكتوبر 2012 - 8:25 ص
آخر تحديث : الجمعة 12 أكتوبر 2012 - 8:25 ص
أخطأنا وأجرمنا فى حق الثورة إلى درجة الخطيئة حين ابتلعنا أكذوبة أن المجلس العسكرى حمى الثورة وعمل على نجاحها، لكن الخطيئة الأكبر أننا ادعينا الحكمة والكياسة ولم نستمع لأصوات أصحاب الثورة الحقيقيين ومارسنا عليهم ضغوطا سخيفة كى يغادروا أرض الميدان ويعودوا إلى بيوتهم مطمئنين وأن الثورة فى أيد أمينة.

لكن الأيام أثبتت أن اليد الأمينة تخضبت بدماء الثوار ومارست القتل والتوحش ضد الثوار، حيث تحولت تلك الـ(أمينة) إلى خادمة فى قصور الثورة المضادة، وراحت تمارس كل أنواع التلاعب والتآمر والتعبير عن الكراهية للثورة.

أخطأنا وأجرمنا فى حق أنفسنا والجميع عندما طلبنا من الشباب إخلاء الميادين بعد ١١ فبراير ٢٠١١، واعتبرنا أننا فعلنا ما علينا حين ساهمنا بجنيهات لطلاء الأرصفة وكنس الشوارع وأن الثورة نجحت وتمت بمجرد التقاط الصور التذكارية فوق الكبارى للشعب الفرحان بزوال المخلوع.

أجرمنا فى حق مصر حين قبلنا أن يكون رجل مبارك وظله الأعوج رئيسا لحكومة ما بعد الثورة ولو لساعة واحدة، وتواطأنا بالصمت على جلوسه فى مقعد رئيس الوزراء لأكثر من ثلاثة أسابيع كانت كافية جدا للتخلص من كل وثائق إدانة عصابة مبارك فى حق الثورة، وتأمين تجريف مليارات مصر للخارج.

ارتكبنا خطيئة حين فرحنا بتعيين وزير سابق فى حكومات مبارك رئيسا لحكومة أطلقنا عليها «حكومة الثورة» واحتفلنا بتنصيبه بكلام كذب، وعلى المستوى الشخصى يشعر كاتب هذه السطور تحديدا بالخجل لأنه كتب يوما أن عصام شرف رئيس وزراء من ميدان التحرير، حتى وإن استدركت الخطأ بعد فوات الأوان وأدركت أنه خطر على الثورة.

إن هذه البراءات التى هطلت على جميع المتهمين فى فضيحة العصر الشهيرة بـ«موقعة الجمل» بدأت منذ استسلمنا لوهم إمكانية الحصول على شىء ذى قيمة من مزج التبن بالتبر، وخضعنا لدغدغة المشاعر بكلام ناعم ومنمق عن أن ثورتنا بيضاء وطيبة وبنت حلال ولا يليق بها أن تجنح للانتقام من أعدائها.

وحين تركنا أنفسنا لموجات الابتزاز التى راحت ترهبنا بالصراخ الكذوب من محاكم التفتيش ومحاولة تصوير المطالبة بالقصاص والحساب العادلين للقتلة وحاشية القتلة من إعلاميين ومحللين سياسيين على أنها نزعات مكارثية دموية.

أخطأنا حين أكرهونا على مباركة الزواج الحرام بين الثورة والثورة المضادة، والسكوت على حكومات سفاح، سواء مع المجلس العسكرى أو مع محمد مرسى، وكأنه غير مسموح على الإطلاق أن يرأس حكومة مصر بعد الثورة شخصية لم تتلوث بالعمل مع النظام القديم، وراجع الأسماء من أحمد شفيق مرورا بعصام شرف والجنزورى وانتهاء بالشاب هشام قنديل، ستكتشف أنهم كلهم من بقايا النظام القديم.

إننا لم نقبل بمحمد مرسى رئيسا لكى يواصل لعبة التوأمة والمواءمة بين الثورة والثورة المضادة.. بين النظام القديم والجديد، ونذكره بأنه تعهد بإعادة التحقيق فى قضايا شهداء الثورة تحقيقا للعدل، وهذا لن يتأتى إلا إذا كانت هناك جدية فى القطيعة التامة مع زمن الفساد والاستبداد.

إن كل ما تطلبه الثورة هو القصاص والتطهير.. لقد أعطاك الناس أصواتهم من أجل «العدل» وليس من أجل «الحرية والعدالة».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق