الخميس، 4 أكتوبر 2012

لماذا يتم إخفاء مثل هذاالتاريخ؟؟؟؟ حتي يتم ترسيخ الكراهية و الفتن


شهادة الأسقف يوحنا النقيوسي ـ د. محمد عمارة


كنا نعد كتاب (فتوح مصر وأخبارها) لابن عبد الحكم (214هـ ـ 829م) ـ أقدم المصادر التي تحدثت عن الفتح الإسلامي لمصر.. حتى ترجم عن الحبشية ـ ونشر بالقاهرة سنة 2000م ـ كتاب (تاريخ مصر ليوحنا النقيوس: رؤية قبطية للفتح الإسلامي) ـ والذي ترجمه وقدم له الدكتور محمد صابر عبد الجليل ـ فوجدنا فيه شهادة شاهد عيان على الفتح الإسلامي لمصر..

كتبها أسقف أرثوذكسي، وتحدث فيها عن تحرير الإسلام للنصرانية الأرثوذكسية، وإنقاذها من الإبادة الرومانية.. معتبرًا هذا التحرير الإسلامي للنصرانية عقابًا إلهيًا للرومان الظلمة، الذين اغتصبوا كنائس الأرثوذكس وأديرتهم، وطاردوا البطرك الوطني "بنيامين" (39هـ 659م) ثلاثة عشر عامًا.. وحجبوا الشرعية عن النصرانية الشرقية.. حتى جاء الفتح الإسلامي، فحرر الأرض.. وحرر الضمائر والمعتقدات.. وأعاد الكنائس والأديرة إلى أهلها الوطنيين.. وأمن البطرك الوطني، وأعاده إلى كنيسته ورعيته، في مهرجان من الفرح ـ سجلته سطور الأسقف يوحنا النقيوسي

الذي شهد ذلك كله، وكتب عنه فقال:


" إن الله ـ الذي يصون الحق ـ لم يهمل العالم، وحكم على الظالمين ولم يرحمهم لتجرئهم عليه، وردهم إلى أيدي الإسماعيليين ـ العرب المسلمين ـ ثم نهض المسلمون وحازوا كل مدينة مصر.

وكان هرقل(610 ـ 641م) حزينا .. وبسبب هزيمة الروم الذين كانوا في مدينة مصر، وبأمر الله الذي يأخذ أرواح حكامهم .. مرض هرقل ومات.

وكان عمرو بن العاص يقوى كل يوم في عمله، ويأخذ الضرائب التي حددها، ولم يأخذ شيئا من مال الكنائس، ولم يرتكب شيئا ما، سلبا أو نهبا، وحافظ عليها [الكنائس] طوال الأيام" .

كذلك، وصف الأسقف يوحنا النقيوسي مهرجان الفرح الوطني لنصارى مصر، عندما أعاد عمرو بن العاص البطرك الوطني بنيامين.. واستقبله.. وأكرمه.. ورد إليه الكنائس والأديرة التي كان الرومان قد اغتصبوها من الأرثوذكس.. وأعاده إلى كرسي بطركيته.. وعزل البطرك الذي كان قد عينه الرومان..

وصف يوحنا النقيوسي هذا الفرح الوطني الذي فتح المسلمون أبوابه أمام أهل مصر ـ فقال:
" ودخل الأنبا بنيامين ـ بطرك المصريين ـ مدينة الإسكندرية، بعد هربه من الروم ثلاثة عشر عاما وسار إلى كنائسه، وزارها كلها.. وكان كل الناس يقولون:

هذا النفي، وانتصار الإسلام، كان بسبب ظلم هرقل الملك ، وبسبب اضطهاد الأرثوذكسيين على يد البابا "كيرس" ـ البطرك المعين من قبل الدولة الرومانية في مصر ـ وهلك الروم لهذا السبب، وساد المسلمون مصر.."

ثم يورد الأسقف يوحنا النقيوسي فقرة من خطبة الأنبا "بنيامين" ـ في هذا الفرح الوطني، عندما جاء إلى كنيسته بالإسكندرية.. عندما خطب في "دير مقاريوس" ـ بعد التحرير الإسلامي ـ فقال:
لقد وجدت في الإسكندرية زمن النجاة والطمأنينة اللتين كنت أنشدهما، بعد الاضطهادات والمظالم التي قام بتمثيلها الظلمة المارقون"!.

تلك شهادة الأسقف يوحنا النقيوسي ـ شاهد عيان ـ على الفتح الإسلامي لمصر، الذي حرر الدين والدنيا جميعًا من القهر والاضطهاد والنهب والاستبداد الذي دام عشرة قرون..


وبعد خمسة قرون من شهادة الأسقف يوحنا النقيوسي/ شهد الأسقف "ميخائيل السرياني" فقال:
" إن إله الانتقام لما رأي شرور الروم الذين لجأوا إلى القوة فنهبوا كنائسنا، وسلبوا أديارنا في كافة ممتلكاتهم، وأنزلوا بنا العقاب من غير رحمة ولا شفقة، أرسل أبناء إسماعيل من بلاد الجنوب ليخلصنا على أيديهم من قبضة الروم .. ولم يكن كسبا هينا أن نتخلص من قسوة الروم وأذاهم وحنقهم وتحمسهم العنيف ضدنا، وأن نجد أنفسنا في أمن وسلام"!..

وهنا نسأل : أين هذه الشهادات ـ على حقائق التاريخ ـ من ثقافتنا الوطنية ـ ومن مناهجنا في التربية والتعليم؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق