السبت، 30 يونيو 2018

هل يغفل الله عن القصاص؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


القصاص
راودني  خاطر سنة 90 و كنت اعيش في شمال نييورك و قدراً كنت اشاهد فيلم رعب مع شباب العائلة الصغار,,,و الفيلم يدور حول منطقة ملعونة يصيب اهلها الكوارث العجيبة و الموت الرهيب و الحرائق ووووو....
في أخر الفيلم يكتشفون ان هناك لعنة حلت بهذه المنطق بسبب ان بها هنود حمر تم قتلهم ظلماً ,""فهامت ارواحهم تنكيلاً و انتقاماً"......
فكرت في الأمر...سبحان الله,من صانعوا هذا الفيلم ليسوا مسلمين و لكنهم قدموا تجسيداً للآية " و لكم في القصاص حياة".... و نحن نعلم تفسيرها ان الحياة لا تستمر بدون القصاص لمن تم قتلهم ظلماً و عدواناً!!!..... هؤلاء الأمريكيون الهوليوديون كيف فطنوا للأمر؟؟؟؟,,,,,,,انها الفطرة البشرية و التارخ الطويل الذي تكررت فيه اخطاء الناس الاف المرات.......سبحان الله....فهم هؤلاء ولم يفهم بعد بتوع 30 يونية و من شمت قبلهم في دماء الشباب في التحرير و ماسبيرو و كل ميادين مصر و لا يزالون يشمتون فيمن يتم قتلهم كل يوم.....لم يفهم المسلمون الملتحون و النصاري "المتدينون"......
الحياة في مصر اوشكت علي الإنهيار و ارواح الشهداء بلعنة من الله تضرب انحاء مصر كلها ولا حول ولا قوة الا بالله.......و ربنا يستر....
د.رضا هلال


الجمعة، 29 يونيو 2018

إيه ده!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

عندما يتحدث الكلاب في شؤن الأمة::
https://www.facebook.com/1531852007141730/videos/2061992567461002/?t=14

تعليقي علي محب للإشتراكية ..............

هناك افكار طيبة في كل المنظومات الفكرية ,فإن البشر في النهاية خلق الله ولابد ان تجد قدر من الفطرة لايزال موجود فيهم,,,ولكن الإشتراكية كغيرها من الأفكار الوضعية لا تشمل كل جوانب البشر فواضعيها لا يعلموا كل شئ كما يعلم ربهم....ولذلك تحدث المشكلات نتيجة النقص هذا.......طبعاً ستجد قدر من الخير بالشيوعية و الإشتراكية ووووو,و أتذكر بيت شعر لشوق في قصيدته ولد الهدي و كان يقول:,الاشتراكيون أنت إمامهم *** لولا دعاوي القوم والغلواء"... ,,ولكنها في النهاية افكار تنظيمية ناقصة و اذا انصفت جانب ظلمت أخر و هذه طبيعة الفكر البشري القاصر.
اذكرك ايضاً ان واضع الفكر الأصلي هو ماركس و هو يهودي متصارع ضد النظام في انجلترا و قد أكد ان الشيوعية سوف تبدأ من لندن!!!!!
و من العجيب ان تجد اول و اكبر احزاب شيوعية في مصر كانت ليهود!!!
هنري كوريل,,,,مارسيل إسرائيل,,,,جاك رولو....!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ديننا نجهله بشدة ولكنه شامل فهو كلام العليم الخبير و شريعته لا توقع ظلماً و لا تُفرط ولا تفرّط....
د.رضا هلال

الخميس، 28 يونيو 2018

اليهود و موقف نهائي

اليهود
لو لم يعلن اليهود المتدينون و بوضوح و عالمياً تبرؤهم من اسرائيل و الصهاينة فسيظل كل من ظلمهم الصهاينة يعادون جميع اليهود بدون تميز,,,,,اما اعلان المواقف المحترمة سراً او في نطاق ضيق فهذا عبث و تأيد غير مباشر للصهاينة بمنطق نتبع السحرة لو كانوا هم الغالبين....
د.رضا هلال

عدد خفيف




الثلاثاء، 26 يونيو 2018

العالم المتحضر المش ارهابي


الثلاثاء، 26 يونيو 2018

المؤرخة ميريام جيبهارت : هكذا اغتصب الجنود الامريكان مئات الاف النساء

قام الجنود الأمريكيون باغتصاب ما يقارب من 190 ألف أمرأة وفتاة وطفلة المانية خلال الحرب العالمية الثانية.. وهذا نصيب الأمريكيين فقط دون حلفائهم .. حيث قام الجنود البريطانيون باغتصاب 45 ألف فتاة، والقوات الفرنسية 50 الف فتاة .. وهكذا !!
بالإضافة لذلك قام الجنود الأمريكان باغتصاب 3,500 فتاة فرنسية، على الرغم من أن الفرنسيين كانوا حلفاء لهم!!
يقول مايكل ميركسمولر ، وهو راهب في قرية رامساو بالقرب من بيرشتسجادن، في 20 تموز 1945، على سبيل المثال: “ثمانية فتيات ونساء تعرصن للاغتصاب، وبعض منهم أمام والديهم”.
يكتب الراهب اندرياس وينجاند من بلدة هاغ دير امبير، وهي قرية صغيرة تقع الى الشمال مباشرة من حيث مطار ميونيخ ، في 25 يوليو 1945:"كان أتعس حدث أثناء التقدم ثلاث حالات إغتصاب، واحدة منهم كانت امرأة متزوجة، وأخرى امرأة غير متزوجة والثالثة فتاة عذراء عمرها 16 سنة ونصف. ارتكبت من قبل الأمريكيين وهم في حالة سكر شديد
يكتب الراهب الويس شيمي من مونسبرج في 1 أغسطس 1945: "بأمر من الحكومة العسكرية الأمريكية، كان لابد من تعليق لائحة على كل باب منزل تتضمن أسماء جميع المقيمين وأعمارهم ,ونتائج هذا المرسوم ليس من الصعب أن نتخيلها. 
سبعة عشر فتاة وأمرأة أحضرت إلى المستشفى، بعد أن تعرضوا لسوء المعاملة جنسيا مرة واحدة أو عدة مرات".
أصغر ضحية مذكورة في هذا التقارير كانت فتاة عمرها سبع سنوات. واكبرهم امرأة عجوز عمرها 69 عاما.
ثم نجد أناس من بني جلدتنا يتشدقون بعدل الغرب وحضارتهم ويتهمنا نحن بالإرهاب!
لا ياعزيزي، لم تقم أصلا حضارة الغرب إلا على الأشلاء والدماء، فاقرأ تاريخهم قبل أن تتحدث.
المصدر: 
– المؤرخة ميريام جيبهارت, عندما أتى الجنود
Miriam Gebhardt: When the Soldiers Came

أقسم بالله و بالرغم من كراهيتي للظلم بشدة الا انني ايضاً اشعر بخوف علي اصدقاء و علي افراد و ضباط محترمين ,,,الداخلية تصعب النهايات جداً جداً,لعنة الله علي الغباء

منقول من مواقع عديدة ...... والله لم يفلح فرد او دولة بهذا ابداً,,,كل مايحدث تكرار لأحداث قديمة و و يكررها من لا يقرأ التاريخ او بتوع "ماتقلقش,كله تحت السيطرة",,,,الداخلية سوف تتسبب في طوفان يدهسنا جميعاً.................................
لييييييييييييييييييييييييييييه؟
كل الحكاية انه اتشتم من امين شرطة
و هو قاعد على القهوة
فرد الشتيمة
بس هو ده كل اللى عمله
فكانت نهايته زاى ما فى الصورة
3 ساعات من بعد وصوله القسم
اتبلغ اهله يستلموا جثته من المشرحة
يعنى كل اللى قعده فى القسم ساعة او ساعتين بالكتير
و الساعة التالتة عقبال ما تأكدوا من موته
و ودوه للمشرحة و قرروا يبلغوا اهله
ده اختصار قصة الشعب
من بعد اعلان الاحتلال فى 3 يوليو 2013 الى الان
يعنى طول ما انت ساكت
هو ده مصيرك فى اى وقت
و بخص بالكلام اللى بيتفزعوا لو حد قال عليهم اخوان
لو انت خايف على نفسك فعلا و على عيالك ثور
لو انت خايف على مالك ثور
لو انت خايف على دنياك ثور
لو انت خايف على اخرتك ثور
لو انت خايف على الاتنين ثور
و اياك تنتظر ان المنافقين
و من ختم الله على قلوبهم
من القردة و النسانيس
انهم يثوروا
بل اعرفهم و علم عليهم
#ارحل_يا_سيسي
#ارحل_يا_عرص
#الثورة_هى_الحل
#يسقط_الاحتلال_الصهيوماسونى
#كوكب_القرود
#جمهورية_النسانيس
#الغوييم
#المينيونز

من يعرف ماهو بنك الإحتياط الفيدرالي,سوف يفهم هذا الحدث

ملف هام و كلام حقيقي برجاء قرأته بتأني:::

التــايـتـانـيك..أذكى جريمة بالتاريخ؟؟؟

القصة الحقيقية.... بعيداً عن الحب و الرومانسية....

تخيلوا ان الماسون بنوا سفينة ( تيتانيك)  العملاقة و كلفوها هذه التكاليف الخيالية , فقط من أجل أن يقتلوا 3 رجال اعمال فقط بها ؟؟!!
بنوها مبهرة  ليغروهم  بالسفر على متنها , ثم يغرقوهم بها , و يهووا فى قاع المحيط و يدفن السر معهم للأبد !! 
لماذا ؟لمجرد أنهم  كانوا معارضين لفكرة انشاء بنك الإحتياط الفيدرالى !!
أحبوا أن يتخلصوا منهم كي يمهدوا للنظام العالمى الجديد !!

 بالمناسبة، فالحاكم الفعلى للولايات المتحدة الامريكية ليس الرئيس الامريكي و لا الكونجرس ولا اي شىء اخر...
الحاكم الحقيقى فى امريكا هو :
((نظام الاحتياطي الفيدرالي))
هذا النظام الإحتياطي الفيدرالي الامريكي قام علي يد ثلاث عائلات يهوديه عتيدة: عائله روتشيلد , و روكفيلر  , و مورغان....ولا يرأسه عبر التاريخ سوي اليهود فترأسته اليهودية جانيت يلين
وسبقها اليهودي بن شالوم برنانكي وقبله اليهودي الان جرينسبان وقبله اليهودي كارنيجي كل من يرأسه منذ لحظة تأسيسه هم اليهود ولا احد سواهم..

فعندما سيطر ال روتشيلد علي اوروبا و بريطانيا عن طريق بنوكهم هناك  , سعوا أيضاً ان يكون لهم بنك مركزي في الولايات المتحدة الامريكية,
- للسيطرة التامة عليها ,
-  و من اجل الاستحواذ علي المزيد من الاموال و إشعال المزيد من الحروب! 

بالفعل في عام 1910  تقابل سبعة رجال في جورجيا لكي يؤسسوا هذا البنك المركزي  , واطلقوا عليه النظام الاحتياطي الفيدرالي...
هؤلاء كانوا
Nelson adrich
Frank vanderlip 
ممثلان لامبراطورية روكفييلير 
Henry Davidson
Charles Nortonو
Benjamin strontium و
ممثلون مؤسسة جي بي مورغان
Paul warburg
ممثل آل روتشيلد

لكن تمت معارضة فكرة انشاء هذا الاحتياطي الفيدرالي , من قبل ثلاثة رجال اعمال اثرياء أصروا علي استخدام نفوذهم و ثرائهم لمنع انشاء هذا النظام....
و الذي سيكون له التأثير السلبي علي مصالحهم...
هؤلاء الثلاثة هم :
benjamin guggenheim بنجامين جوجنهايم
Isador strauss ايزيدور اشتراوس
John Jacob astor جون جاكوب استور
فقرر جي بي مورغان التخلص منهم !!بالرغم من انهم كانوا ينتمون لعائلات ماسونية .. 

فتمت دعوة الثلاثة لأول رحلة بالسفينة الجديدة الأسطورة التي اطلق عليها ( تيتانيك )....
والتي تم الترويج عالميا بأنها ( السفينة التي لا تغرق)...
وذلك من قبل شركة وايت ستار لاين صانعة السفينة ( و التي يملكها جي بي مورغان نفسه !)

هؤلاء الثلاثة تم خداعهم بتشجيعهم للذهاب للرحلة علي سطح تيتانيك ..و بالفعل هؤلاء الثلاثة هلكوا في قاع المحيط !! فى 1912....

بعد وفاتهم بسنة واحدة , تم انشاء الاحتياطي الفيدرالي فى 1913 وبعد سنة اخري تم إشعال الحرب العالمية الاولي 1914....

فقد كانت الخطة هي انشاء الاحتياطي الفيدرالي , ومنه سيتم تمويل الحرب العالمية الاولي و اشعال الثورة الروسية !

الجدير بالذكر انه تخلف عن هذه الرحلة وقبل إبحار السفينة على اخر لحظة جي بي مورغان نفسه ....بذريعة سوء حالته الصحية !

كانت خطه اليهود ليست أكثر من(( قنبلة )) وضعوها في قاع السفينة ,ثم دبروا قصه الجبل الثلجي , ونقص عدد قوارب النجاة.....؟؟؟!!!

طبعا شاهد الجميع فيلم تايتنك المزيف ..الذى حول الجريمة التاريخية لقصة حب تاريخية !!!!!!!!

فقد تبين حديثا وبعد تحديد موقع غرق التيتانيك باستخدام معدات حديثة أن

⚫أقرب جبل من الجبال الجليدية يبعد قرابة ثمانية أميال بحرية عنها..
⚫ تبين ايضا أن السفينة قد انقسمت لنصفين بعد فترة وجيزة من غرقها قريبة من السطح
وقبل أن تصل لقاع المحيط ..
🔘الغريب انه تمت كتابة رواية لمورغان روبرتسون اسمها (العبث) عام 1898 اي قبل حادث تيتانيك ب 14 عام ......
تدور حول اصطدام أضخم سفينة في العالم بجبل جليدي و غرقها في المحيط الاطلنطي ليلا وكان اسم السفينة (تايتان)وو اعتبرها المؤلف أيضاً انها السفينة التي( لا تغرق أبدا )...
💠كانت قوارب النجاة أيضاً فيها غير كافية مثل تايتانيك......
💠هذا الكاتب تم اغتياله بالسم بعد سنتين و نصف من غرق تيتانيك فقد وجد ميتا في غرفته بفندق....

فهل سرق مورغان فكرة رواية العبث ؟؟؟و بني سفينة تايتانيك خصيصا وكلفها غاليا لكي يقضي علي الثلاثة اثرياء حتى يمضى الماسون فى خططتهم ؟؟

🔳من الجدير بالذكر انه تخلف عدد كبير من الأثرياء عن هذه الرحلة وقبل إبحار السفينة بساعات قليلة وعلي رأسهم جي بي مورغان نفسه بذريعة سوء حالته الصحية
🔳من الجدير بالذكر ايضا انه تم الترويج وإشاعة ان سبب غرق السفينة هو لعنة الفراعنة....
وذلك حين تم شحن المومياء ( امن رع )علي ظهر تايتانيك , لكي يتم نقلها من متحف بيريطانيا الي متحف نيويورك ..

لكن في عام 1985 قآم رئيس لجنة تقصي حقآئق غرق التيتآنيك بفحص سجل حمولة السفينة....
فلم يجد أي ذكر لشحن موميآء على ظهر السفينة
كما أن غطآء التآبوت موجود حتى اليوم في المتحف البريطآني...

.هى قصة اغرب من الخيال و لكنه واقع للاسف...فهى اكبر و اذكى جريمة فى التارخ الحديث !
وتكررت كثيرا مع الماسون باسقاط طائرات و اغراق سفن و التسبب فى حوادث حافلات و قطارات و سيارات لمجرد الخلاص من بضع افراد !...
هل تعلم أن كنيدي في محاولته لمقاومة سيطرة هؤلاء وضع مشروع بأن تكون الفضة بديلاً للذهب كغطاء عملة للقضاء علي سيطرتهم علي بلاده و النتيجة قتله بسرعة شديدة بعض عرضه لفكرته بقليل!!!!!!

الأحد، 24 يونيو 2018

فيديو ظريف عن زيجات مصرية مهمة

https://www.facebook.com/omeldonianews/videos/902204089951476/?t=47

حكام الجزيرة العربية

حكام الخليج موظفين لدي المخابرات البريطانية

كوكس أبلغ ابن سعود بلهجة قاطعة أنه هو من سيخطط الحدود بنفسه

طأطأ سلطان نجد عبد العزيز آل سعود رأسه أمام المندوب البريطاني السامي في العراق بيرسي كوكس، وتهدّج صوته، ثم أخذ يتوسّل بمذلّة، قائلاً: «جنابك انتَ أبوي وانتَ أمي. وأنا مستحيل أن أنسى فضلك عليّ. انتو اللي سوّيتوني وأخذتوا بإيدي، وانتو اللي رفعتوني وشلتوني. وأنا مستعد، بإشارة منك، لأن أتنازل لك هالحين عن نص مملكتي... لا والله، أنا أتنازل عن مملكتي كلها، إذا جنابك تأمرني!».

كان هذا كل ما استطاعه السلطان عبد العزيز آل سعود من ردّ على توبيخ ضابط بريطاني له أثناء اجتماعهما في مؤتمر العقير الذي بدأ يوم 21 تشرين الثاني 1922، والذي تمّ فيه رسم الحدود بين سلطنة نجد ومملكة العراق ومشيخة الكويت. وكان سبب التوبيخ البريطاني أنّ الجنرال كوكس قرّر انتزاع مناطق من بادية السماوة، وإلحاقها بحدود العراق، متجاهلاً مطالبة ابن سعود بها. فلمّا أبدى الأخير اعتراضاً على ما اعتبره إجحافاً لحق بحدود سلطنته، ناله من مندوب التاج البريطاني تقريعٌ استوجب من سلطان نجد أن يردّ عليه بالتوسل والضراعة!
ولقد دُوِّنَ محضر ذلك الاجتماع، بما جرى فيه من توبيخ المندوب السامي البريطاني وتوسلات العاهل السعودي، في وثائق رسمية كتبها الوكيل السياسي البريطاني في البحرين (حينذاك) الكولونيل هارولد ريتشارد باتريك ديكسون (H.R.P.Dickson )، وأرسلها إلى وزارة الخارجية في لندن، يوم 26 تشرين الثاني 1922.
ثمّ بعد أربعة عقود، كتب هارولد ديكسون مذكراته الدبلوماسية عن السنوات المديدة التي عمل فيها سفيراً لحكومته في دول الخليج العربي، ونشرها في كتاب سمّاه «الكويت وجاراتها»، (نشر في لندن عام 1956). وأعاد سرد الواقعة التي جرت في بلدة العقير بالتفصيل، وكان هو شاهداً عليها، حيث إنه عمل مساعداً ومترجماً لبيرسي كوكس في الوفد البريطاني. ولقد سجّل السفير ديكسون في كتابه المذكور، النص الآتي:
«في اليوم السادس للمفاوضات في العقير، لم يطق السير بيرسي كوكس صبراً، واتهم عبد العزيز بن سعود بأنه يتصرف تصرفاً صبيانياً باقتراحه حدوداً عشائرية بين العراق ونجد. ولم يكن السير كوكس يُجيد اللغة العربية، فقمت أنا (ديكسون) بالترجمة. ولقد أدهشني أن أرى سلطان نجد يُوَبَّخُ من قِبَل المندوب السامي لحكومة صاحب الجلالة كتلميذ وقح. ثمّ إنّ السير كوكس أبلغ ابن سعود بلهجة قاطعة أنه هو من سيخطط الحدود بنفسه، بصرف النظر عن كل اعتراض. حينها انهار عبد العزيز وأخذ يتودد ويتوسل، مُعلناً أن السير بيرسي كوكس هو أبوه وهو أمه، وأنه هو الذي صنعه ورفعه من لا شيء إلى المكانة التي يحتلها، وأنه على استعداد لأن يتخلى عن نصف مملكته، بل عنها كلها إذا أمره السير بيرسي بذلك. إذّاك أخذ كوكس قلماً أحمر، ورسم خطوطاً على خريطة الجزيرة العربية توضح الحدود من الخليج إلى شرقي الأردن» (1).
ثمّ يكمل السفير البريطاني هارولد ديكسون رواية شهادته، فيسجّل النص الآتي:
«قرابة الساعة التاسعة من المساء، حدثت مُقابلة مدهشة. فلقد طلب عبد العزيز بن سعود لقاء السير بيرسي كوكس من جديد. فصحبته إليه. ووجدنا ابن سعود واقفاً وحده، وسط خيمته، وقد بدا عليه الاضطراب. ثمّ بادر عبد العزيز السير كوكس قائلاً له بصوت كئيب: «يا صديقي، لقد حرمتني من نصف مملكتي. والأفضل أن تأخذها كلها، وتدعني أذهب إلى المنفى». وقد ظل ذلك الرجل الضخم واقفاً أمامنا حزيناً، ثمّ إنه بغتة أخذ في البكاء» (2).

إنّ قصة العلاقة بين عبد العزيز آل سعود وسلطات الاستعمار البريطاني داخَلها دوماً كثير من اللبس أو التهويل، ما جعل عدداً من الحقائق في تلك العلاقة يختلط بكثير من الأضاليل. ولقد دأبت السردية الرسمية السعودية مثلاً على تهميش الدور البريطاني في نشأة الكيان السعودي، أو تجاهله، متحاشية التطرق إليه. وأمّا السرديات المعارضة لآل سعود فقد أطنبت، بدورها، في تضخيم تلك العلاقة، والنفخ فيها، ووصفها بالمؤامرة حيناً، وربطها بالأصول اليهودية (المزعومة) للعائلة المالكة السعودية حيناً آخر (يمكن اعتبار كتاب «تاريخ آل سعود» لناصر السعيد أبرز مثال على ذلك التهويل الدعائي الفج). ولكنّ الوثائق البريطانية - ولا سيما ما تضمّنه القسم التاريخي في الموسوعة الرسمية «دليل الخليج الفارسي وعُمان ووسط الجزيرة العربية» (3) التي أشرف على إعدادها المستشرق والإداري والسياسي جون غوردن لوريمر في العقدين الأولين من القرن العشرين، لصالح حكومة الهند البريطانية - تمنحنا مدخلاً إلى رواية أكثر موضوعية ومنطقية واتساقاً وإنصافاً عن حقيقة الدور البريطاني في صنع مُلك عبد العزيز آل سعود. بل إنّ المراسلات التي تضمنها ذلك الدليل بين الدبلوماسيين البريطانيين في منطقة الخليج وبين رؤسائهم في نيودلهي تدحض تماماً السردية القائلة بأن عودة آل سعود الثالثة إلى السلطة في بداية القرن العشرين، كانت خطة بريطانية محبوكة.
التعويل على عبد
العزيز تعثّر بسبب خسارته المهينة ضد قبائل شمر
عام 1915

في المقابل، فإنّ موسوعة «دليل الخليج» (التي صنفتها الحكومات البريطانية المتعاقبة زهاء 70 عاماً، تحت بند «سرّي/ حكر على العمل الرسمي») تطلعنا على جملة من المراسلات التي بدأت منذ سنة 1902، وبعثها عبد العزيز آل سعود وكذلك أبوه عبد الرحمن إلى الوكيل السياسي البريطاني في البحرين، وإلى المقيم السياسي البريطاني في بوشهر. وكان الهدف من تلك المراسلات خطب ودّ البريطانيين، وعرض خدماتهم عليهم. ولكن جميع تلك العروض السعودية التي تستجدي الوصال لم تلق أيّ صدى من طرف وكلاء بريطانيا في المنطقة. فطيلة عقد كامل من الزمن، لم يكلف نفسه المقيم السياسي في بوشهر (والذي لم يكن آنذاك سوى الرائد بيرسي كوكس)، ولا كلّف أيّ واحد من مساعديه الوكلاء السياسيين في المحميات الخليجية ليردّ على رسائل ابن سعود التي عرض في بعضها وضع إمارته الرياض تحت نظام مشيخات الساحل المتصالح التي يحميها التاج البريطاني، ويدبّر لها شؤونها الخارجية، بل إن عبد العزيز زاد فعرض أنه يقبل بوكيل سياسي بريطاني في الرياض، أسوة بمشايخ البحرين والكويت ومسقط، وتكون لهذا الوكيل سلطة الإشارة عليه أو نهيه (4).
ويبدو أنّ آل سعود استخلصوا من إقامتهم تحت جناح الشيخ مبارك الصباح أثناء سنوات المنفى الكويتي، دروساً عدة. وأبرزها أنّ كرسي الأمير لا تستقر قوائمه في صحراء العرب حتى يلوذ صاحبه بحماية بريطانية تمنحه صك الشرعية، وتردّ كيد الأعداء عنه. ولقد رأى عبد العزيز بأمّ عينه كيف أنّ سفينة حربية بريطانية واحدة (هي «بيرسيوس») ردّت بمدافعها غزو جيش ابن رشيد للكويت، وكانت قاب قوسين أن تسقط في يده، بعدما دحر الشيخ مبارك قبل ذلك بأشهر، في معركة الصريف عام 1901.
لكن الذي فات ابن سعود هو أنّ حسابات بريطانيا في حمايتها لابن صباح لا تنطبق بحال عليه. وذلك لأنّ الكويت كانت تملك أهم ميناء طبيعي في الخليج، وأمّا الرياض فلم تكن تهمّ بريطانيا في شيء، بل كانت زمنذاك قرية نائية في قلب الصحراء، لا يميزها عن غيرها في البادية القاحلة سوى الغبار والجهل والجلافة. ثمّ إنّ بريطانيا بإصباغها الحماية على الشيخ مبارك، إنما كانت تهيئ له كي يتطاول متشجعاً بمهابة مدافع سفنها، فيمدّ حدود مشيخته شمالاً، لتسدّ هذه الحدودُ الجديدة على العراق (العثماني حينذاك، والبلد الوحيد في الخليج الذي لم يكن لها سلطة عليه) منافذه إلى مياه البحر، ويصير الخليج بذلك بحيرة بريطانية خالصة، بضفتيه الفارسية والعربية. فذلك ما عنته الكويت لبريطانيا في بداية القرن العشرين: حاجز يخنق العراق في بَرّه، ويعيقه - إلاّ قليلاً - عن الوصول إلى ضفاف البحر. وأمّا إمارة ابن سعود الصحراوية فلم تكن تفيد بشيء ذلك التدبير كله.
ولقد وصل الصدود بالبريطانيين حدَّ أنهم عندما علموا بأن عبد الرحمن آل سعود (والد عبد العزيز أمير الرياض الجديد) سيقوم بزيارة للكويت في بداية عام 1905، صدرت أوامر إلى الوكيل البريطاني بالكويت الكابتن نوكس، لكي يتحاشى مقابلة «الإمام السعودي». بلى، لقد مرّ زمان كان فيه البريطانيون يعتبرون أي اتصال مباشر مع أمير سعودي أمراً غير مرغوب فيه!
على أنّ نظام المشيخات الخليجية المحمية من بريطانيا، والذي تمنى عبد العزيز أن يدخل في نطاقه، كان نظاماً يستحق التوقف عنده لفهم حجم الاستلاب الذي مثله المستعمر البريطاني لعبيده من شيوخ العرب. ولقد حفظت لنا المصادر باللغة الانكليزية مشاهد كثيرة طريفة ودالة. ومن ذلك ما حصل في البحرين، في 26 تشرين الثاني 1903، حين وصل نائب الملك في الهند اللورد جورج ناثانيال كيرزون إلى الأرخبيل العربي الصغير، في السفينة «هاردينغ»، وبرفقته ثماني سفن حربية بريطانية أخرى، للاجتماع بالشيخ عيسى بن علي بن خليفة. وكانت المنامة هي المحطة قبل الأخيرة ضمن محطات جولة كيرزون الخليجية في مسقط والشارقة وبندر عباس والكويت. ولم تكن موانئ المشيخات العربية الصغيرة في ذلك الزمن قادرة على استقبال سفن بريطانيا الحربية الضخمة. فكان الزوار يهبطون من سفنهم متجهين إلى البر عبر زوارق. وكان عبيد شيوخ الخليج يعمدون إلى استقبال زوارق الضيوف المبجلين وهم يَسُوسُون خيولاً وراءهم خائضين في البحر. كل ذلك ليمتطي الزائر الأوروبي حصاناً، فلا يضطر إلى تلويث حذائه بفضلات الغائط التي كانت تملأ أرجاء الشاطئ. وكان رجال البحرية البريطانية إذا نزلوا من سفنهم، يشعل كل واحد منهم سيجاراً لمكافحة تلك الروائح الكريهة المنبعثة من الشاطئ. وأمّا اللورد كيرزون وضباطه الكبار، فقد كان لهم نصيب آخر حافل من إجلال آل خليفة. فلقد أمر الشيخ عيسى أبناءه أنفسهم كي يحملوا على أكتافهم الرجال البيض المبجلين. ولكن اللورد أبى أن يلمسه أحد أو أن يرفعه فوق عنقه. فلم يجد شيوخ آل خليفة حينها بدّاً من أن يرفعوا على أكتافهم، بدلاً من اللورد، عرشه المصنوع من الذهب والفضة، والذي جاء به كيرزون خصّيصاً من الهند. وكانت تلك هي وسيلة أفراد الأسرة الحاكمة في البحرين للإعراب عن مدى إجلالهم وإخلاصهم لبريطانيا العظمى (5).

لقد كانت هناك ثلاثة أسباب تفسر لماذا تجنبت بريطانيا التعويل على ابن سعود، في أوائل ظهوره على مسرح الأحداث النجدية في بداية القرن العشرين. وكان السبب الأول يكمن في صيت السعوديين السيئ الذي اكتسبوه قبل قرن، باعتبارهم جماعة دينية متطرفة، وغير مروّضة، وطالما أثارت القلاقل والشغب والمتاعب نتيجة تزمتها ودمويتها وشهيتها الدائمة للتوسع. وكان التراث الوهابي يثير شكوكاً حقيقية في إمكانية طمع السعوديين من جديد بما صار تحت أيدي البريطانيين من مشيخات الساحل المتصالح، إن استتب الأمر لابن سعود في نجد. وأمّا السبب الثاني فكان استرضاء تركيا - في المدى القصير - وهي التي ترى لنفسها حقوقاً وسيادة على «سنجق نجد». ولم يكن من مصلحة لندن أن تثير سخط اسطنبول أكثر بدعمها لبدوي متمرد عليها. وكانت السياسة الخارجية البريطانية تحسب للعثمانيين حساب أنهم ما زالوا المتحكمين في مضيق الدردنيل، وهو ممر بحري أساسي نحو روسيا. وأما السبب الثالث لصدود بريطانيا عن تودد عبد العزيز لها، فيكمن في أنّ حركته المغامرة لاسترداد ملك آبائه من ابن رشيد المتحالف مع العثمانيين، كانت فرصها في بداياتها أقرب إلى الفشل منها إلى النجاح، وذلك لتفاوت الإمكانيات الكبير بين الخصمين. ولقد كتب الوكيل السياسي البريطاني في الكويت بتاريخ 3 أيلول 1904 رسالة إلى المقيم البريطاني في بوشهر، قال فيها إن الاحتمال بعيد جداً في أن يستطيع ابن سعود تثبيت وضعه دون مساعدة خارجية، ما قد يعني سقوطه في وقت قصير. وهو لن يجد إلا حليفه مبارك ليلجأ إليه في كل مشكلة. ثمّ شرح الوكيل البريطاني بالكويت كيف أنّ مبارك يرسل للرياض دعماً أسبوعياً من الأسلحة والذخيرة والمؤن (6).
على أنّ الملاحِظَ يجد أنّ حكومة الهند البريطانية كانت تبدي في سياستها للخليج العربي تبايناً ما مع استراتيجية وزارة الخارجية في لندن. ولقد بدا ذلك في غضها الطرف وعدم وقوفها حجر عثرة في طريق دعم مبارك الصباح لأمير الرياض الجديد عبد العزيز. ولم تكن أحلام شيخ الكويت أيضاً خافية عنها، وهو الذي طالما هيّأ نفسه لكي يصير سيد بلاد نجد الجديد عبر تحريكه لابن سعود. ولقد ظلّ مبارك يتوهم دوماً أن عبد العزيز ما هو إلاّ «دمية» يحركها كما يشاء. وفي مراسلة إلى المقيم البريطاني في بوشهر بتاريخ 24 حزيران 1904، قرّرت حكومة الهند أنّه ليس من المصلحة أن يحظر السلاح عن ابن سعود المناوئ لابن رشيد الذي تسانده السلطنة العثمانية (7). ولقد كان التشجيع غير المباشر من حكومة الهند البريطانية لابن سعود، وتشجيعها المباشر لابن صباح كي يناوشا ابن رشيد، متسقاً مع خططها التقليدية، وسياستها للمشيخات العربية، وسعيها إلى خلق زعامات قبلية صغيرة ومتنازعة وخاضعة كلها لسيطرتها.
ولقد بقي ذلك التباين بين سياستي لندن ونيودلهي في النظرة إلى دور أمير الرياض عبد العزيز آل سعود قائماً إلى حدود ما قبل الحرب العالمية الأولى، حين حُسِم تماماً ذلك الجدل لصالح وجهة نظر الحكومة الهندية البريطانية، بعدما ضمت تركيا نفسها إلى محور أعداء لندن في الحرب. وفي أيلول 1914 فهمت بريطانيا أخيراً أنّ البدوي السعودي الذي ظل لمدّة اثنتي عشرة سنة مواظباً على كتابة رسائل الغزل لها، يستحق أن تنظر إليه الآن بشيء من الاهتمام. وهكذا فقد قررت وزارة الخارجية البريطانية أن ترسل الوكيل السياسي السابق في الكويت الكابتن وليام شكسبير - وكان هو الدبلوماسي البريطاني الوحيد الذي التقى سابقاً عبد العزيز وتعرَّف إليه عن كثب - ليتفاوض في شأن اتفاقية تعترف فيها لندن بمن صار يلقب بـ«حاكم نجد والحَسَا (الأحساء) والقطيف والجبيل وتوابعها ومراسيها على خليج فارس»، وتتعهد له بحماية شخصه ومُلكه، مقابل أن يتعهد هو تعهداً تاماً بأن لا يقطع أمراً يتعلق بسياسته الخارجية أو الاقتصادية من دون موافقتها، وأنه سوف يتبع نصائحها في ذلك دون تحفظ» (8). وكان الهدف الواقعي لبريطانيا من هذه الاتفاقية هو أن يشاغب ابن سعود أعداءها الأتراك وحلفاءهم آل رشيد في حائل، وأن تكون قواته مخلب قط لها تحارب بواسطتهم العثمانيين في جنوب العراق حتى تصل جيوشها لاحقاً من الهند إلى الشرق الأوسط. وكان للبريطانيين مطلب خاص آخر، وهو أن يصدر شيوخ الوهابيين فتوى دينية تحرّم على الجنود العرب الخدمة في صفوف الجيش التركي، وتدعوهم إلى الانشقاق عنه. (وكان الجنود العرب أكثرية بين الجنود العثمانيين في العراق والشام). وفعلاً، فلقد وجد المفتي الوهابي ذريعة لإصدار تلك الفتوى. ذلك أن تركيا قد والت - حسب رأيه - «الكفارَ» الألمان في القتال، وبذلك تحقق فيها حكم الآية القرآنية: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضُهم أولياء بعض. ومن يَتَوَلهُم منكم فإنه منهم}. وكانت تلك الفتوى الدينية مساهمة وهابية في بروباغندا بريطانيا «المؤمنة». وعلى أساس هذه المساعدة الإسلامية، فقد قرر السير بيرسي زكريا كوكس (ذي الأصول اليهودية) أن يمنح - باسم حكومة صاحب الجلالة - للأمير عبد العزيز بن سعود لقب فارس. وهكذا أصبح بالإمكان تسمية حاكم الرياض الوهابي «السير عبد العزيز بن سعود». وفعلاً، فقد أشارت إليه الوثائق البريطانية على هذا النحو لبضع سنوات. لكن عبد العزيز نفسه لم يستعمل لقب «السير» أبداً، وإنما لبس وسام النجمة ليوم واحد حتى يتمكن البريطانيون من تصويره به، ثم وضع الوسام في مكان ما، ولم يلبسه مرة ثانية على الإطلاق.

بسيفكَ لا بسيفِ الانكليز/ فتحت البَرَّ: easy ثمّ easy

لقد كان عزم بريطانيا في أن تُشغّل عبد العزيز آل سعود وجماعته لحسابها، متزامناً تاريخياً (بل وسابقاً) لمحاولات المندوب السامي البريطاني في مصر السير هنري مكماهون (بين تموز 1915 وكانون الثاني 1916)، تشغيلَ جماعة الهاشميين بزعامة شريف مكة حسين بن علي. لكن مسعى التعويل على عبد العزيز سرعان ما تعثر، بسبب خسارته المهينة ضد قبائل شمر في معركة «جراب» في 17 كانون الثاني 1915، والتي أعقبتها بعد ستة أشهر، خسارة أخرى أكثر فداحة ضد قبائل العجمان في معركة «كنزان» حيث جرح عبد العزيز نفسه، وقتل شقيقه الأصغر سعد. وهكذا صار ابن سعود ديكاً منتوف الريش تماماً، ويعيش أسوأ أوقاته. ولم يعد بالإمكان التعويل عليه حتى في مسائل محلية، فضلاً عن أمور تهمّ مقادير السياسة العالمية. ولقد تمردت عليه قبيلة العجمان في شمال نجد، وقبيلة المرة في جنوبه، وخرجت الأحساء كلها عن سيطرته، ما عدا الهفوف والقطيف، وأخذت سلطته الناشئة بالتفكك. لكنّ بريطانيا - لحسن حظ عبد العزيز - أوفت بوعودها التي قطعتها له بعد توقيعه اتفاقية دارين بالقطيف، في 26 كانون الأول 1915، فزوّدته بثلاثمئة بندقية تركية، وعشرة آلاف روبية عام 1915، ثمّ بألف بندقية إضافية، ومئتي ألف رصاصة، وعشرين ألف جنيه استرليني عام 1916 (تضاعف هذا المبلغ ليصل إلى ستين ألف جنيه في بداية العشرينيات). ولا شك أنّه لولا ذلك المدد البريطاني السخي لما تمكن «ملك الرمال» من الوقوف على ساقيه من جديد في وجه مناوئيه، وما كان ليخضع العجمان أو يعيد السيطرة على الأحساء، أو يستعيد سيطرته على المنطقة الشرقية من الجزيرة العربية من جديد، بل لربما كان تاريخ الشرق الأوسط في القرن العشرين قد تبدل تبدلاً دراماتيكياً، أو كتِبَ من دون ذكر لمملكة آل سعود.
وعلى مدى ثلاثين عاماً، منذ معاهدة دارين سنة 1915، التي وقعها ابن سعود مع بيرسي كوكس، وإلى حدود سنة 1945 حينما وقع العاهل السعودي معاهدته الجديدة مع الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت على ظهر السفينة «كوينسي»؛ كان عبد العزيز طوال تلك المدة عبداً مطيعاً للإنكليز. فلم يكن غريباً حينئذ المشهد الذي وصفه السفير هارولد ديكسون قرب ميناء العقير، على ساحل الخليج العربي، حين طأطأ سلطان نجد عبد العزيز آل سعود رأسه أمام المندوب البريطاني السامي في العراق بيرسي كوكس، وتهدج صوته، ثمّ أخذ يتوسل بمذلّة، قائلاً: «جنابك انتَ أبوي وانتَ أمي. وأنا مستحيل أن أنسى فضلك عليّ. انتو اللي سوّيتوني وأخذتوا بإيدي، وانتو اللي رفعتوني وشلتوني. وأنا مستعد، بإشارة منك، لأن أتنازل لك هالحين عن نص مملكتي... لا والله، أنا أتنازل عن مملكتي كلها، إذا جنابك تأمرني!».

مراجع وهوامش

(1) هارولد ديكسون، الكويت وجاراتها، ج1، ص281.
(2) المصدر السابق، ص282.
(3) صدرت ترجمتان لموسوعة دليل الخليج الفارسي، منذ أن سمحت الحكومة البريطانية بنشره عام 1970، إحداهما في قطر والثانية في سلطنة عمان. وأما النسخة الأصلية للدليل فعنوانها الانكليزي هو:Gazetteer of the Persian Gulf, Oman and Central Arabia
(4) جون غوردن لوريمر، دليل الخليج الفارسي، القسم التاريخي، ج3، ص1721.
(5) أورد لوريمر في وثائق موسوعة دليل الخليج تفاصيل إضافية عن زيارة حاكم الهند كيرزون للمشيخات العربية في الأسبوع الأخير من نوفمبر1903. ولكن الكاتب البريطاني روبرت لايْسي تميز بإيراده تفاصيل «طريفة» لتلك الزيارة التاريخية، في كتابه
The Kingdom: Arabia and the House of Saud
(6) خالد محمود السعدون، العلاقات بين نجد والكويت (1319-1341هـ / 1902-1922م)، ص100.
(7) لوريمر، دليل الخليج الفارسي، القسم التاريخي، ج6، صص 3770 -3776.
(8) Alexei Vassiliev, The History of Saudi Arabia, p238
يذكر أنّ الكابتن شكسبير الذي فاوض ابن سعود قبل بيرسي كوكس على بنود هذه الاتفاقية، قتِل في 17 كانون الثاني 1915 في معركة «جراب» بين قوات آل سعود وقوات آل رشيد. وكان شكسبير قد تحمس أثناء وجوده في معسكر السعوديين قبيل المعركة لكي يساعدهم بخبرته في المدفعية. لكن السعوديين سريعاً ما انهزموا، وأما الإنكليزي فلم يلبث أن قتل، ثم قطع جنود قبيلة شمر رأسه، وأهدوه إلى الأتراك الذين طافوا به بين الناس، قبل أن يعلقوا خوذة الضابط البريطاني الحربية على بوابة المسجد النبوي في المدينة، كدليل قاطع على موالاة آل سعود للكفار الإنكليز.

مندوب بريطانيا في الخليج اليهودي برسي كوكس يستقبل الملك عبدالعزيز في البصرة عام 1916ويمنحة وسامين لمساهمتة في إحتلالها

بدأ الحكام العرب في تنفيذ مأموريتهم

الاتفاق المنسي بين الدولة العربية واليهودية ( اتفاق فيصل – فايتسمن ١٩١٩)

( اتفاقية فيصل - وايزمان ،وقعت من قبل فيصل الأول ابن حسين بن علي الهاشمي مع حاييم وايزمان رئيس المنظمة الصهيونية العالمية في مؤتمر باريس للسلام 1919م يعطي بها لليهود تسهيلات في إنشاء مجتمع للتعايش في فلسطين والإقرار بوعد بلفور. )

نص الإتفاقية :

إن الأمير فيصل ممثل المملكة العربية الحجازية والقائم بالعمل نيابة عنها والدكتور حاييم وايزمن ممثل المنظمة الصهيونية والقائم بالعمل نيابة عنه، يدركان القرابة الجنسية والصلات القديمة القائمة بين العرب والشعب اليهودي ويتحقق أن أضمن الوسائل لبلوغ غاية أهدافهما الوطنية هو في اتخاذ أقصى ما يمكن من التعاون سبيل تقدم الدولة العربية وفلسطين ولكونهما يرغبان في زيادة توطيد حسن التفاهم الذي بينهما فقد اتفقا على المواد التالية:

1- يجب أن يسود جميع علاقات والتزامات الدولة العربية وفلسطين أقصى النوايا الحسنة والتفاهم المخلص وللوصول إلى هذه الغاية تؤسس ويحتفظ بوكالات عربية ويهود معتمدة حسب الأصول في بلد كل منهما.

2- تحدد بعد اتمام مشاورات مؤتمر السلام مباشرة الحدود النهائية بين الدول العربية وفلسطين من قبل لجنة يتفق على تعيينها من قبل الطرفين المتعاقدين.

3- عند إنشاء دستور إدارة فلسطين تتخذ جميع الإجراءات التي من شأنها تقديم أوفى الضمانات لتنفيذ وعد الحكومة البريطانية المؤرخ في اليوم الثاني من شهر نوفمبر سنة 1917.

4- يجب أن تتخذ جميع الإجراءات لتشجيع الهجرة اليهودية إلى منطقة فلسطين على مدى واسع والحث عليها وبأقصى مايمكن من السرعة لاستقرار المهاجرين في الأرض عن طريق الاسكان الواسع والزراعة الكثيفة. ولدى اتخاذ مثل هذه الإجراءات يجب أن تحفظ حقوق الفلاحين والمزارعين المستأجرين العرب ويجب أن يساعدوا في سيرهم نحو التقدم الاقتصادي.
5- يجب أن لا يسن نظام أو قانون يمنع أو يتدخل بأي طريقة ما في ممارسة الحرية الدينية ويجب أن يسمح على الدوام أيضا بحرية ممارسة العقدية الدينية والقيام بالعبادات دون تمييز أو تفصيل ويجب أن لا يطالب قط بشروط دينية لممارسة الحقوق المدنية أو السياسية.

6- إن الأماكن الإسلامية المقدسة يجب أن توضع تحت رقابة المسلمين.

7- تقترح المنظمة الصهيونية أن ترسل إلى منطقة فلسطين لجنة من الخبراء لتقوم بدراسة الإمكانيات الاقتصادية في البلاد وأن تقدم تقريرا عن أحسن الوسائل للنهوض بها وستضع المنظمة الصهيونية اللجنة المذكورة تحت تصرف الدولة العربية بقصد دراسة الإمكانيات الاقتصادية في الدولة العربية وأن تقدم تقريرا عن أحسن الوسائل للنهوض بها وستستخدم المنظمة الصهيونية أقصى جهودها لمساعدة الدولة العربية بتزويدها بالوسائل لاستثمار الموارد الطبيعية والإمكانيات الاقتصادية في البلاد.

8- يوافق الفريقان المتعاقدان أن يعملا بالاتفاق والتفاهم التامين في جميع الأمور التي شمتلتها هذه الاتفاقية لدى مؤتمر الصلح.

9- كل نزاع قد يثار بين الفريقين المتنازعين يجب أن يحال إلى الحكومة البريطانية للتحكيم وقع في لندن، إنجلترا في اليوم الثالث من شهر جانفي سنة 1919.

وخلافا للخط الإيديولوجي لم يجد شريف مكة وملك الحجاز حسين بن علي، وابنه الأمير فيصل، إعترافه بالدولة اليهودية تهديدا للعرب أو الإسلام، لا بل اعترفوا بحق شعب إسرائيل في إقامة دولة له، مباركين حقه في استعادة سيادته على أرضه التاريخية. لا بل أكثر من ذلك، اعتبر الشريف حسين بان عودة المنفيين اليهود وانضمامهم إلى إخوتهم في منطقة فلسطين لهو عمل رائع.
في عام ١٩١٨ نشر في جريدة القبلة التي صدرت في مكة آنذاك، مقالة حول منطقة فلسطين جاء فيه:

“حتى ألان لم تُستثمر موارد البلاد، إلا انه سيتم تطويرها واستغلالها على أكمل وجه على أيدي اليهود المهاجرين، لقد شهدت منطقة فلسطين في الآونة الأخيرة ظاهرة مدهشة تمثلت برحيل الفلسطيني من بلاده باتجاه الاوقيانوس، ولم تكن الأرض القاحلة قادرة على الاحتفاظ به، بالمقابل تشهد المنطقة تدفقا يهوديا من كافة إرجاء العالم، عاكسةَ سببا لا يمكن تجاهله، يتمثل بقوة العلاقة العميقة التي تربطهم بالعلي، وهم على يقين أن هذه الأرض عُدت لأبناءها الأصليين ورغم اختلافهم، تبقى مرتعهم وأرضهم المقدسة والعزيزة….عودة المنفيين هؤلاء إلى وطنهم ستؤول إيجابا على إخوتهم الموجودين معهم في الحقول والمعامل، على كل الأصعدة الحياتية لا سيما تلك المتعلقة بالأرض والرزق، ماديا ومعنويا على حد سواء“.

اللقاءات التي تمت ابتداء من عام ١٩١٨ بين الأمير فيصل مندوب مملكة الحجاز ومندوب الحركة القومية اليهودية حاييم فايتسمان، نتج عنها التوقيع على اتفاق نهائي بينهم أوائل العام ١٩١٩، عرف ب”اتفاق فيصل فايتسمان”.
في الاتفاق عبر ملك الحجاز عن دعمه لوثيقة بلفور الذي نادى بوطن قومي لليهود في أرضهم التاريخية، معترفا بهوية ارض منطقة فلسطين اللاعربية، مناديا بالتعاون المشترك وحسن الجوار في حال قيام دولة عربية برئاسته مع الدولة اليهودية – ( من اتفاق فيصل فايتسمان عام ١٩١٩).
في الصورة فيصل ابن الحسين (من اليمين) وحاييم عزريئيل فايتسمان ، العقبة، عام ١٩١٨

و ادي كمان جاسوس خدم خونة جزيرة العرب



من هو فيلبي كبير مستشاري الملك عبد العزيزآل سعود للشئون الخارجية؟ 

"هذا أعظم مكتشفي جزيرة العرب" 

هذا هى العبارة المكتوبة على شاهد قبر المستشرق والرحالة الشهير الحاج عبد الله فيلبي
"هذا أعظم مكتشفي جزيرة العرب" 

هو الكولونيل هاري جون سانت فيلبي من مواليد 3 أبريل عام 1885 في جزيرة سيلان
انتقل مع أبيه إلى بريطانيا عام 1891 وأكمل دراسته في جامعة كامبردج عام 1907، ثم درس التاريخ والقانون الهندي، وتعلم اللغات الفرنسية والألمانية والهندستانية والفارسية والعربية، وعاد إلى الشرق ضمن أفواج المخابرات البريطانية، أمثال كتشنر ولورنس ومكماهون، وكوكس ومس بل وكلايتون، وغلوب وولسون وغيرهم.

أُرسل فيلبي إلى الهند عام 1908ليعمل في المخابرات الإنجليزية هناك، وترقى عام 1914 ليصبح نائب حاكم (لايلابور) ثم انتقل ليرأس دائرة الصحافة في البنجاب، ولكن بعد نشوب الحرب العالمية الأولى بدأت بريطانيا تعد العدة لانتزاع ما يمكن انتزاعه من ممتلكات الدولة العثمانية وفي مقدمتها العراق، فشقت البحرية البريطانية طريقها إلى البصرة في نوفمبر 1914 يترأسها السير برسي كوكس ومن أبرز معاونيه المستر فيلبي الذي عيِّن ضمن الجهاز الإداري الذي يرأسه كوكس.
بعد عام واحد عيِّن فيلبي مساعداً مالياً في البصرة وأنيط به تحرير صحيفة (الأوقات البصْرية) التي تصدرها دائرة المندوب السياسي البريطاني. وقد كان لجولاته في جنوب العراق لجمع المعلومات ولقائه بديكسون الذي سبقه إلى المنطقة في سوق الشيوخ أثر بالغ عليه للولع بالعمل في الصحراء.
بعد احتلال بغداد في 17 مايو 1916 عين فيلبي مساعداً ثانياً للحاكم هناك واشترك مع القسيس ماري الكرملي في إصدار صحيفة (العرب)
ذكر في سيرته الذاتية
" إنه أصبح لديه شيء من الهوس" وأنه "أول اشتراكي ينضم لجيش الراج البريطاني في عام 1907. وتم أرساله إلى لاهورفي عام 1908 حيث تعلم الأردية والپنجابية والبلوشية والفارسية ولاحقاً العربية. تزوج فليبي زوجته الأولى ((دورا جونسون)) في سبتمبر 1910, وكما كان شاهد العريس في مراسم العقد ابن عمه الذي أصبح فيما بعد المارشال برنارد مونتغمري, والقائد الأعلى لقوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وكانت زوجته الأخرى من المملكة العربية السعودية. لم ينجب الا ابن واحد وثلاث بنات

افرج مكتب السجلات العامة والارشيف القومي ببريطانيا صباح الخميس 28 نوفمبر (تشرين الثاني) 2003، ولأول مرة عن 311 ملفا عن العملاء والنشاط الاستخباراتي، كان مقررا الافراج عنها عام 2005.
بين تلك الملفات، ملفان بالرقمين KV/2/1118 وKV/2/1119 عن هاري سانت جون بروجر فيلبي، الذي اصبح الحاج عبد الله فيلبي بعد اعتناقه الاسلام، وفي الملفين 236 وثيقة
رجل يستقيل من الخدمة المدنية الهندية ليدخل المنطقة العربية، ثم يعتنق الاسلام ويصبح مقربا من الملك عبد العزيز وتدور به الدائرة ليقول له الملك «انت كذاب». ورجل يجادل حكومته البريطانية بأن الملك عبد العزيز هو الوحيد القادر على توحيد السعودية خلافا لترشيحات لورنس العرب، فيقول له اللورد كيرزون عضو مجلس الحرب «انت مجنون يا فيلبي..».
- وعد بلفور 1917 : التمهيد لوعد بلفور إسرائيل
عندما قامت الثورة العربية ضد الخلافة العثمانية هي ثورة قام بها الشريف حسين حاكم مكة ضد الدولة العثمانية في يونيو عام 1916 بدعم من بريطانيا خلال الحرب العالمية الأولى؛ حيث تمكن أفراد القبائل الذين انضموا إلى الثورة من تفجير خط سكة قطارات الحجاز بمساعدة ضابط المخابرات البريطاني "لورنس العرب "، ومنعوا وصول الدعم العثماني إلى الحجاز، ثم طردوا الجيش العثماني من مكة والمدينة والطائف وجدة وينبع والعقبة ومعان ودمشق وأخيرًا حلب في عام 1919م. وكان ذلك نذيرًا ببدأ ضياع فلسطين..
اتفق الشريف حسين مع بريطانيا على إنشاء مملكة للعرب، يكون الشريف حسين ملكًا عليها، وتضم هذه المملكة الحجاز والعراق وسوريا والأردن وعاصمتها مكة المكرمة، مع استبعاد فلسطين من الاتفاق حيث كان يرتب لها أشياء أخرى في المستقبل.. كما تم الاتفاق على التعاون العسكري بين المملكة العربية الوليدة وبريطانيا، الذي كان يعني فرض الحماية البريطانية على المملكة نظير حماية المصالح الإنجليزية في المنطقة الإسلامية، ووقوف الشريف حسين إلى جانب بريطانيا في مواجهة الخلافة العثمانية! وبموجب هذا الاتفاق قام الشريف حسين بحمل سيفه لضرب الخلافة العثمانية في ظهرها؛ بينما كانت دولة الخلافة تحارب في الغرب والشمال أوربا الشرقية وإنجلترا وفرنسا وإيطاليا، وبينما تحارب في الشرق روسيا القيصرية يأتي الشريف ويطعن في الجنوب، فيضرب الجيش التركي المسلم في الشام وفلسطين..
ذلك ليس بمسمى الخيانة ومساندة الصليبيين ضد دولة الخلافة الاسلامية ؛ ولكن تحت اسم جميل عنوان براق وهو: "الثورة العربية الكبرى"؛ ثورة للتحرر -كما يقولون- من الظلم والاستبداد واحتلال الأتراك للعرب!!
سرعان ما تكشَّف زيف هذه الدعاوي؛ فعلى الرغم من تعهدات بريطانيا للعرب بقيام دولة عربية كبرى؛ فإنها أجرت مفاوضات واتفاقيات سرية مع فرنسا وروسيا تناولت اقتسام الأملاك العثمانية بما فيها البلاد العربية، ثم انفردت بريطانيا وفرنسا في اتفاقية سرية عرفت باتفاقية "سايكس بيكو" نسبة إلى كل من المندوب البريطاني مارك سايكس والمندوب الفرنسي فرانسوا جورج بيكو وقد قاما بهذه المفاوضات في الفترة من نوفمبر عام 1915 إلى مايو 1916م – أي قبيل أحداث الثورة العربية- والتي افتضح أمرها بعد قيام الثورة البلشفية الشيوعية في روسيا في شهر فبراير عام 1917 م
وعد بلفور 1917 ثم في السنة نفسها غدرت بريطانيا بالعرب مرة أخرى حين قدمت لزعماء الصهاينة وعدًا بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين من خلال ما عرف بوعد بلفور الصادر في 2 من نوفمبر 1917م. وبلفور هذا هو "آرثر جيمس بلفور - وزير خارجية بريطانيا، في حكومة "ديفيد لويد جو رج " الذي خلف أسكويث في رئاسة الحكومة البريطانية، الذي وجدت في فترة ولايته الأصوات المؤيدة لإقامة دولة يهودية في فلسطين آذانًا صاغية
كان ذلك الوعد في خطاب أرسله بلفور إلى اللورد اليهودي روتشيلد، وعلى الرغم من أنه مجرد خطاب لا يحمل أي صبغة قانونية، ونصَّ فقط على أن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى إقامة وطن قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وسوف تبذل خير مساعيها لتسهيل بلوغ هذه الغاية، فإن هذا الخطاب أصبح الأصل الرئيسي الذي اعتمد عليه الصهاينة في إقامة دولتهم.
ترنحت الدولة العثمانية تحت الضربات البريطانية المتكررة خلال سنوات الحرب العالمية الأولى؛ مما اضطرها إلى سحب قواتها من فلسطين في عام 1917م بدافع الحفاظ على الوطن التركي، وأيضًا لتجنيب الأراضي المقدسة ويلات الحروب، وبالتأكيد فإن المتغيرات الحادثة في عقر دار دولة الخلافة وارتفاع صوت أصحاب النزعات القومية كان له أعظم الأثر في اتخاذ مثل هذا القرار! على كل الأحوال فقد تسبب سحب القوات العثمانية إلى خُلوِّ الطريق أمام القوات البريطانية لاحتلال الأراضي الفلسطينية، وبالفعل في 9 من ديسمبر 1917م كان الطريق ممهدًا أمام الجنرال الإنجليزي "ألنبي " لدخول مدينة القدس ! والمحزن أن الهدف من دخول القدس كان واضحًا في ذهن الجنرال الإنجليزي أكثر منه في أذهان العرب والمسلمين؛ فقد كان أول ما قاله الجنرال الإنجليزي وهو "يتبختر" مترجلاً في أراضي المسلمين:
" والآن انتهت الحروب الصليبي "
وانتهت الحرب العالمية الأولى، وسقطت الدولة العثمانية بعد هزيمتها، واحتلَّ الحلفاء واليونان أجزاءً منها، ووقعت الأستانة تحت سيطرة الإنجليز، وأصبح الخليفة كالأسير فيها، وقُسِّم العالم الإسلامي الخاضع للدولة العثمانية بين الحلفاء المنتصرين فيما عُرف بالانتداب.. وقُدِّر عدد القتلى من جميع أنحاء العالم في هذه الحرب بنحو عشرة ملايين إنسان، وبلغ عدد الجرحى عشرين مليونًا . فقد شَهِد العالم في هذه الحرب الدموية أسلحة لم يعهدها من قَبْلُ؛ فاستُعْمِلَت الأسلحة الكيميائية، وتم قصف المدنيين من السماء لأول مرَّة في التاريخ؛ فعلى الرغم من أن الحرب الجوية كانت فى بدايتها ، فإن الحرب العالمية الأولى شهدت مباراة مفزعة بين الدول المتحاربة في ضرب المدن ودكِّها بالقنابل والفتك بالمدنيين؛ فقنابل الطائرات تتساقط على أي مكان، لا تُفَرِّق بين الأطفال والنساء، ولا تستثني مدرسة أو مستشفى أو دورًا للعبادة، وبعدما كانت الحروب تخاض بتقابل جيشين متنازعين في ساحة المعركة بعيدًا عن المدينة، أصبحت المدن المأهولة بالسكان ساحاتٍ للمعركة؛ مما نتج عنه سقوط ملايين الضحايا . كانت كل دولة تهدف إلى تحقيق السيطرة الكاملة على منافسيها، وكان فهمهم -في هذه المرحلة السوداء من التاريخ الأوربي- أن هذه السيطرة والحسم السريع لن تحدث إلا عن طريق العنف والدمار، ودَفْعِ الشعوب المحاربة إلى الإذعان والاستسلام بتهديد حاجاتهم الأساسية من طعام وشراب ومسكن، وقبل ذلك العمل على سلبهم أدنى شعور بالأمن والأمان في بلادهم. ولكن بمرور الأيام كانت هذه السياسة الإجرامية -التي تنكَّرت لأبسط المبادئ الخُلُقيَّة التي تعارف عليها البشر كبشرٍ وليسوا قطعانًا من البهائم- تتسبب في تأجيج نيران الحرب وزيادة اشتعالها. وقد أنشئت بعد ذلك عصبة الأمم كمحاولة لحل المشاكل بين الدول بالطرق السلمية، ولمنع مثل هذه الحروب مستقبلاً، وعلى الرغم من صواب فكرة إنشاء هيئة دولية لفض المنازعات بين الدول، وبالأخص الدول الكبرى؛ فإن الأيام أثبتت أن العلة ليست في وجود مثل هذه الهيئة، وإنما في توافر النيات الصادقة والمعايير الخلقية التي تدفع هذه الهيئة أولاً إلى أخذ القرارات العادلة، ثم تدفع ثانيًا الدول بكاملها للالتزام بقرارات هذه الهيئة وتنفيذها
أمَّا فلسطين فأصبحت محتلة رسميًّا من الإنجليز، ولكي يستقر الوضع وتهدأ نفوس العرب والمسلمين أعلنت إنجلترا أنها لا تحتل البلاد؛ ولكن فقط هي انتداب وإشراف إلى أجل مسمّى، وهذا الأجل جعلته ثلاثين عامًا؛ فينتهي الانتداب الإنجليزي على فلسطين في 14 من مايو سنة 1948م باعلان قيام دولة اسرائيل !!
نعود الى جون بريدجر فيلبي ‏(( 3 أبريل 1885 - 30 سبتمبر 1960)
"جون فيلبي" أو الشيخ عبد الله، هو مستعرب، مستكشف، كاتب، وعميل مخابرات بمكتب المستعمرات البريطاني. لعب دوراً محورياً في ازاحة العثمانيين عن المشرق العربي وخاصة عن السعودية والعراق والأردن وفلسطين. أعلن إسلامه وخطب الجمعة في الحرم المكي عن فضائل آل سعود على الهاشميين حكام الحجاز سابقاً . لعب دورا فعال في قيام شركة أرامكو تزوج من أمرأه نجدية وأنجب ابنه الوحيد كيم فيلبي.

الحاج عبد الله فيلبى !!
الرحالة الأشهر وصاحب المؤلفات التاريخية والجغرافيا، الغزيرة والضابط والدبلوماسى والذى كان مستشارا سياسياً للملك عبد العزيز، ومن قبل الحرب العالمية الأولى، كان يعمل فى الظاهر كمسئول عن الدائرة السياسية فى البصرة، لكنه فى حقيقة الأمر كان عضواً بمكتب المخابرات الحربية البريطانية ومقره فى العراق - البصرة ..

فقرة دونها فيلبى فى كتابه «أربعون عاما فى البرية» ص 175 جاء فيها «هناك كراسة تربطنى بلورانس، وهى تتعلق بفكرة تحويل خارطة الشرق الأوسط، كانت تلك الكراسة بعنوان – الأروقة المقنطرة لحقبة زمنية منسية – من المحتمل أن تكون بالفعل قد أدينا دوراً فى ذلك التحول»! والأمر المؤكد أنهم أدوا أدوارهم ببراعة – تظاهر بالإسلام عام 1930 وأدى فريضة الحج واشتهر بالحاج عبد الله فيلبى وأصبح من أقوى المقربين حتى أثار بعضا من البلاط الملكى – فى المؤامرة الواسعة التى دبرتها بريطانيا وفى إطارها وزعت عملاءها وجواسيسها..
فيلبى يتظاهر بمناصرة آل سعود، ولورانس يتظاهر بمناصرة البيت الهاشمى، وجيرترود بل تتظاهر بمناصرة أمير حائل ابن رشيد، حليف الأتراك وعدو آل سعود.. كان لورانس يأمل بأن يحكم الأشراف الجزيرة العربية كلها، على الرغم من قناعة فيلبى مبكرا وعلى خلاف رؤية المكتب العربى: «أن رجل الأقدار فى جزيرة العرب هو عبد العزيز أل سعود وليس الشريف حسين بن على، هو رجل المستقبل القادر على تنفيذ سياسة بريطانيا فى المشرق العربى» وتناول فيلبى تفاصيل الحروب الطاحنة بينهما، بعد أن تدهورت علاقتهما حتى وصلت إلى درجة القطعية والعداء، لم يكن عبد العزيز ليرضى بأقل من سحق الهاشميين فى الحجاز، بينما يفاوض فيلبى الهاشميين ويتظاهر بمناصرتهم بوصفه «المشير الناصح الأمير» ويزود القبائل بالمال والسلاح لكى تنضم لصفوف الوهابيين.. كانت الثورة العربية فى أوجها، وعد الشريف حسين نفسه ملكاً للعرب، والأمر الذى لم يكن مقبولاً لدى عبد العزيز «وتطلب الأمر زيارة من رونالد ستورز لابن عبد سعود فى الرياض لينقل له الأهمية التى تعلقها الحكومة البريطانية على الملك حسين!» أيام عربية ص 193.
كما تحدث فيلبى عن دعم الأشراف والقبائل العربية بالعملات الذهبية الإنجليزية، تحدث أيضاً عن «حاجة ابن سعود إلى المال والسلاح إذا أرادت منه بريطانيا أن يحقق هدفها، لا سيما أن جميع وارداته لم تكن لتربو آنذاك على المائة الف جنيه فى العام تضاف اليها منحة سنوية قدرها ستون ألف ليرة ذهبية يتقاضاها من بريطانيا» !
وبينما كانت بريطانيا – ممثلة فى لورانس وفيلبى وستورز – تسرف فى وعودها للشريف حسين، وعقب توقيع اتفاقية سايكس – بيكو بنحو خمسة أسابيع كان الهجوم الكبير للوهابيين على الحامية التركية فى مكة المكرمة وذبح أكثر من 26 ألفا من أهلها ومن الأشراف، بالتزامن مع قصف الأسطول البريطانى لحصون جدة !
ووسط هذه التطورات السياسية والمعارك الرهيبة بين خصمين عربيين، أشار فيلبى فى أحداث مايو 1916- الشهر الذى وقعت فيه اتفاقية سايكس – بيكو – إلى التحرك الروسى فى العراق جزيرة العرب، فكتب «حدث فى مايو – بالمصادفة – أن مجموعة صغيرة من الضباط الروس حضروا عبر بلاد فارس لإجراء اتصالات رسمية مع قواتنا فى قطاع الكـوت.. ثم جاءوا لزيارة البصرة وتم الترحيب بـهم بحرارة أثناء إقامتهم وأعد لهم مطعم القسم السياسى حفلة عشاء كبيرة، قدم لهم فيها المأكولات والمشروبات الروسية احتفالاً بهذه المناسبة الفريدة! ولقد كان غريباً بالنسبة لأولئك الرجال الذين قاموا بتلك المسيرة الشاقة عبر جبل فارس، أن يحضروا حفل عشاء فى البصرة وهم يرتدون زيهم القوقازى الكامل، وكان هناك اثنان من ضباط استخباراتنا يتحدثون الروسية بطلاقة، ولذا فقد استمر المرح الصاخب إلى ساعة متأخرة من الليل»! أيام عربية ص 168 .
وكذلك تحدث عن الطيار الروسى «شيريكوف».. شخصية غريبة وسكير.. كان يعمل فى جدة لصالح الهاشميين، فكتب «أكد لى شيريكوف أن معظم الرسميين فى جده يريدون تعيينه رئيساً للأركان، واستعداداً منه لتسلم هذا المنصب كان يعد خطه لجلب نحو أربعين روسياً لقيادة الطائرات والدبابات التى كان يتم إصلاحها فى جدة بغرض تدمير السعوديين وطردهم من جدة، وبعد أن وصلت الطائرات قمت بزيارة أماكنها لمشاهدتها، وهناك عرض أن يوصلنى بسيارته للقاء القنصل الروسى «كريم خان حيمكوف».. كان شيريكوف يتقاضى راتباً شهرياً بلغ ستين جنيها إسترلينيا إضافة إلى خمسة جنيهات عند كل رحلة بالطائرة إلى جانب السكن المجانى والوجبات اليومية التى كانت تشمل زجاجة ويسكى يومياً يتقاسمها مع الميكانيكيين الروس!

تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد السوفيتى كان أول دولة تعترف بالمملكة السعودية – كما كانوا أول من اعترف بدولة إسرائيل – وأول دولة ترفع تمثيلها فى جدة بعد أربع سنوات من القنصلية إلى المفوضية ليصبح «حيمكوف» أول وزير مفوض فى السعودية، وبالتالى أصبح عميداً للسلك الدبلوماسى!
وكانت الإشارة الوحيدة فى كل مؤلفات فيلبى عن اتفاقية سايكس – بيكو تلك التى كتبها فى: أيام عربية ص 206 «وضعت معاهدة سايكس – بيكو فى عام 1916 التى ما زالت سرية صورة كاملة لتقسيم الأراضى العربية التابعة لتركيا بين إنجلترا وفرنسا، ولقد حازت الأخيرة على محافظة الموصل، بينما احتفظنا نحن ببغداد والبصرة.. وبدأ مواطنو بغداد المحبين للحرية يقولون إنه عندما يأتى دورهم فإنهم أيضاً لن يفوا بوعود تصدر عنهم تحت ضغط الحروب، ولهذا فإن الحاجة قد أصبحت ماسة لوجود صحيفة دعائية وبدأنا فى إحياء مشروع صحيفة العرب» !
وأشار فيلبى إلى أن الأوراق التى قدمها إلى برسى كوكس المعتمد البريطانى فى بغداد ومكتوب عليها «عاجل جداً» و«سرى» جعلت كوكس «راضياً تماماً عن النتائج التى تم تحقيقها» !

نجح الوهابيون فى اجتياح الحجاز بكامله، وضم إلى نجد ولقب عبد العزيز ب «سلطان نجد والحجاز» واقتنع تشرتل بوجهة نظر فيلبى بأن «عبد العزيز هو رجل جزيرة العرب»، وفى حماية البريطانيين نقل الشريف حسين وأسرته إلى قبرص وعاش بها حتى عام 1930 وعندما اشتد عليه المرض نقل إلى عمان وتوفى عام 1931 وعمل البريطانيون بقوة لتحجيم طموحات الوهابيين «حتى لا تصطدم بخطط ومشاريع المكتب العربى».. وتوصل المكتب العربى إلى فكرة تخصيص إمارة جديدة للهاشميين باقتطاع جزء تابع لفلسطين عام 1919 أطلق عليه «إمارة شرق الأردن» وتنصيب عبد الله بن الحسين بن على أميراً عليها، وتنصيب فيصل بن الحسين على سوريا ثم العراق .. تبنى الإنجليز إنشاء هذه الإمارة لخدمة أهدافهم السياسية، بينما رأى العرب أنها ستكون منطلق الثورة لتحرير الوطن العربى وإرغام بريطانيا وفرنسا على احترام العهود التى قطعوها على أنفسهم.. وتغلب دهاء الساسة البريطانيين وأدواتهم فى المنطقة على سذاجة الزعماء العرب، فتقلصت أحلام الأمير عبد الله وقبل بإمارة زائفة فى هذه البقعة من الأرض، وانتدب لورانس للعمل مؤقتاً كمعتمد سياسى بريطانى فى إمارة شرق الأردن، ثم خلفه فيلبى حليف ابن سعود وعدو عبد الله بن الحسين!

نهاية المسرحية ! رحلات «استكشافية» قام بها فيلبى فى أرجاء جزيرة العرب..
رحلات وجولات طاف فيها فيلبى ولورانس ما بين بلاد الرافدين وإمارة شرق الأردن وفلسطين وتركيا فى جو من المؤامرات والدسائس، فقد ارتبطا باليد الخفية ليقوما بأدوار البطولة فى هدم الممالك وإقامة الأخرى واللعب بمقدرات الشعوب!
وكم كان محقاً «الحاج فيلبى» عندما كتب فى لحظة صدق: «لم أر ضرورة للتدخل فى التطور الطبيعى للمسرحية، ولكن نهاية المسرحية كانت من نوع آخر لم يتوقعه أحد من المسئولين البريطانيين: فقد انتهى عصر الخلافة الإسلامية بعد أن أعلن مصطفى كمال إلغاءها !!

و«على الرغم من حالة الإحباط التي واجهت مسعى ابن سعود في الحصول على اعتراف الولايات المتحدة في دولته، لكن محاولاته استمرت معتمدا على وسائل كثيرة، وهنا برز دور فيلبي أحد أولئك الوسطاء الذين أسهموا عبر تحركاتهم السياسية وحضور المفاوضات ونقلهم آراء الأطراف المختلفة... وساطته استمرت وحققت نتائج إيجابية». يكتب صبري فالح الحمدي، مضيفا أن نشاط فيلبي تصاعد «في محاولاته إحداث تطور في العلاقات السعودية الأميركية بالمجال الاقتصادي لقناعته بوجود مصلحة مشتركة تجمع الجانبين على توثيق صلاتهما على إثر اكتشاف النفط في الأحساء، فالمملكة بحاجة إلى أموال لتوفير مستلزمات إقامة دولتها الحديثة، فيما كانت الشركات النفطية الأميركية تستعجل الخطى لوضع أقدامها في الأراضي السعودية مع وجود الشركات البريطانية المنافسة لها».
وأخيرا
قال جون فيلبى بالنص: "طبقاً للقرآن، فلا ينبغي أن يكون هناك قتال بين أخيار المسلمين -أي الوهابيين (هكذا يقول فيلبي)- وبين المسيحيين لأنهم من أهل الكتاب، والتسامحُ معهم توجيه من الله؛ أما قتال المسلمين الأخيار وجهادهم فلا يكون إلا مع المشركين والكفار، وأولُ الكفار والمشركين هم الأتراك العثمانيون وأيضاً الأشراف الهاشميون، وباختصار كلّ "المحمديين فيما عدا الوهابيين"!؛ ويضيف فيلبي عبارة قال إ لها رنيناً لا تزال أصداؤه سارية حتى الآن، وهي: "ليس من شأننا تصحيح الخطأ في هذا الموضوع، بل على العكس علينا تعميق كراهية ابن سعود لكلِّ المسلمين من غير الوهابيين؛ فكلما زادت هذه الكراهية للجميع كان ذلك متوافقاً أكثر مع مصالحنا"

من تقارير لورانس

من تقارير لورانس
يقول لورنس العرب : 

" لو تمكنا من تحريض العرب على انتزاع استقلاليتهم من العثمانيين فجأة وبالعنف لقضينا على خطر الإسلام إلى الأبد ودفعنا المسلمين إلى إعلان الحرب على أنفسهم فنمزقهم من داخلهم وفي عقر دارهم، وسيقوم نتيجة لذلك خليفة للمسلمين في تركيا وآخر في العالم العربي ليخوضا حرباً دينية داخلية فيما بينهما، ولن يخيفنا الإسلام بعد هذا أبداً "

أما تعهده للعرب بمنحهم الحرية فكانت تلك هي الطريقة المثلى لجعلهم يشتركون في الحرب، يقول في أحد كتبه:
"كان علي أن أشترك في المؤامرة... وقد جازفت بالاحتيال اعتقاداً مني بأن العون العربي ضروري للوصول إلى نصر سريع وقليل التكاليف في الشرق... الربح مع الإخلال بالعهد أفضل من الخسارة"

لذلك كانت العقبة الأساسية التي كانت تواجه بريطانيا وحلفاءها هي الإسلام؛ لذلك سعوا للقضاء عليه عن طريق هدم الخِلافة الإسلامية، والدليل تقرير سريّ كتبه لورنس عام 1916 بعنوان "سياسة مكة" أوضح فيه رأيه في ثورة العرب :

" إنّ نشاط "الشريف حسين" ملك الحجاز وشريف مكة، وأول من نادى باستقلال العرب من حكم الخلافة العثمانية مفيد لنا إذ أنّه ينسجم مع أهدافنا الكبيرة، وهي تفكيك الرابطة الإسلامية وهزيمة الإمبراطورية العثمانية وانحلالها، لأنّ الدول التي ستنشأ لتخلف الأتراك لن تشكل أي خطر على مصالحنا... فإذا تمكنا من التحكم بهم بصورة صحيحة فإنهم سيبقون منقسمين سياسياً إلى دويلات تحسد بعضها البعض ولا يمكن أن تتحد "

اذا اردنا أن نعرف مدى الانحطاط الذي وصلت إليه دولنا العربية أو المستعمرات الغربية التي نعيش فيها نجده في مانشرته صحيفة أخبار الخليج يوم 21/5/2005م عن الجنرال لورنس أنه رغم مرور سبعين سنه على وفاته فإن حياته لا تزال تلهم الذين يريدون السير على خطاه، ورغم مرور سبعين سنه على وفاة لورنس العرب (يوم 19 مايو 1935م) فإن شعبيته لا تزال قوية، وفي شهر أكتوبر القادم يقام له معرض في المتحف الحربي بلندن بعنوان : (( لورنس العرب حياته – أسطوريته)) . يعترف لورانس بفضل العرب الرعاع -على حد وصفه - بما حققه حيث استطاع أن يحقق ماعجزت عنه الجيوش الصليبية والجيوش التتارية, والمخططات الغربية، والأطماع الصهيونية. 

كلما سارع اليهود في الاستيلاء على فلسطين وزراعة أراضيها كان ذلك أفضل

هذا الرأي عمل لورنس فيما بعد على وضعه موضع التنفيذ

وصف بأنه (ملك العرب غير المتوج) والمغامر الذي كشفت المؤلفات والأبحاث عن هويته الاستعمارية وولائه المزدوج لبريطانيا والصهيونية العالمية ، وكيف خدع العرب وعايشهم في خيامهم (إبان الحرب العالمية الأولى) على هدف واضح هو إسقاط الدولة العثمانية والإيقاع بين العرب والترك ودفع العرب إلى الاقتتال من أجل استيلاء فرنسا وبريطانيا على أراضي فلسطين وسوريا ولبنان
وقد كشف عن هذه الخدعة التي قام بها في كتابة (أعمدة الحكمة السبعة) وفضح نفسه :
حين قال لو قيض للحلفاء أن ينتصروا فإن وعود بريطانيا للعرب لن تكون سوى حبر على ورق ، ولو كنت رجلاً شريفاً وناصحاً أميناً لصارحتهم بذلك وسرحت جيوشهم وجنبتهم التضحية بأرواحهم في سبيل أناس لا يحفظون لهم إلاً ولا ذمة ، وقوله : أما الشرف فقد فقدته يوم أكدت للعرب بأن بريطانيا ستحافظ على وعودهم ، وقوله : لقد جازفت بخديعة العرب لاعتقادي أن مساعدتهم ضرورية لانتصارنا القليل الثمن في الشرق ، ولاعتقادي أن كسبنا للعرب مع الحنث بوعودنا أفضل من عدم الانتصار ، ومن ذلك قوله : 

إني أكثر ما أكون فخراً أن الدم الإنجليزي لم يسفك في المعارك التي خضتها لأن جميع الأقطار الخاضعة لنا لم تكن تساوي في نظري موت إنجليزي واحد ، لقد جازفت بخديعة العرب لأنني كنت أرى أن كسبنا للحرب مع الحنث بوعودنا أفضل من عدم الانتصارولقد خدع لورنس العرب وعمل على تحطيم قوى الجيش العثماني ونسف القطارات المحملة بالذخائر ، فلما انتهت المعركة وأعلن لورد اللنبي في القدس (الآن انتهت الحروب الصليبية) وأعلن غورو في دمشق قولته : ها نحن قد عدنا يا صلاح الدين، عمد لورنس إلى أعظم سرقة حين سلب قبر صلاح الدين إكليلاً من الذهب كان قد قدمه له الإمبراطور غليوم يوم زيارته لدمشق

كان لورنس يؤمن بأن حراس مشروعه في تفتيت المسلمين هم االعرب وبعكس ماقاله
وينستون تشرشل : " سنجعل عند كل بئر بترول شيخ "قال عنه ونستون تشرشل: "لن يظهر له مثيل مهما كانت الحاجه ماسه له"

( نصحت وزارة الحرب البريطانية الجنود البريطانيون ابان المشاركة في احتلال العراق وابادة أهله بقراءة ذكريات ومذكرات لورانس مع العصابات العربية بتأن وتمعن وهي مذكرات بعنوان ( الأعمدة السبعة للحكمة ) ليتعلم الجنود الإنجليز من معلمهم الأول لورانس كيف يستخفون بالعقول العربية، وما المداخل النفسية والثقافية والاجتماعية للشخصية العربية )