عدت
منذ قليل من محطة الوقود الخاصه بي فى اقصى شمال الى اسوان الى مسكنى فى
اقصى جنوبها على بحيرة فيلاى "فيله" ، حوالى ٢٨ كم بطول المدينه قدت فيها
سيارتى في ساحة حرب أهليه بكل ما تعنيه هذه الكلمه من مآسي و انهيار ...
الشوارع خاليه تماماً إلا من إطارات السيارات المشتعله و الاحجار الضخمه
التى يستخدمها كل فريق فى قطع الطريق و تفتيش السيارات بحثاً عن افراد
الفريق الآخر ، اطفال لا يتجاوز اعمارهم اربعة عشر او خمسة عشر عاماً
يحملون الاسلحه الآليه و يشهرونها فى وجوه قأئدى السيارات القل
يله
الماره و التى تجبر على التوقف فى الكمائن التى انشئوها بالاطارات
المشتعله و احجار الارصفه فى منتصف الطريق .... جميع المحال و الحوانيت
مغلقه و لا وجود مطلقاً لأى فرد شرطه او جيش عدا أمام مديرية الأمن التى
يحيطها مدرعات الجيش و تمنع المرور من امامها !!!! بينما انسحبوا تماماً و
بشكل كامل من جميع انحاء المدينه فى خسه و نذاله و حقاره يندى لها الجبين
... بطول كورنيش المدينه ينتشر الشباب من النوبيين و فى ايديهم جميع انواع
الاسلحه و قد احرقوا مالا يقل عن ٤٠ عربة حنطور مملوكه للهلايل بينما فى
شرق المدينه حيث اجبرنى اغلاق الكورنيش عند مديرية الأمن لسلوك طريق شرق
المدينه للوصول الى الخزان ، اقول فى شرق المدينه حيث يسيطر بنى هلال فإن
الموقف يتكرر بعد من الكمائن و التفتيش بينما ممتلكات النوبيين من محلات او
سيارات او غيرها يحترق امام عينيك بل و تم اختطاف عدد من النوبيين الذين
انزلوا عنوة من السيارات الماره لمجرد انهم نوبيون ... و مره اخرى غياب تام
و مطلق للأمن او الجيش ... و من عند المسله الناقصه اتجهت الى شارع
السادات و بداية من مستشفى مبارك العسكرى حتى وصلت الى الخزان مالا يقل عن
ثمان نقاط تفتيش للنوبيين المسيطرين على هذه المنطقه و كان أول ظهور لمدرعه
عسكريه فوق جسم الخزان عند مدخله من الناحيه الشرقيه و على بعد خطوات من
منزلى ..!!!
هناك تواطؤ أمنى فادح و لا أقول تقصير ، بل تواطؤ و حقاره و
خيانة امانه اقسموا على أداءها و يتقاضون عنها ملايين بل مليارات الجنيهات
من دم الشعب الذى يقفون متفرجون على دماءه التى سالت بحوراً و حسبنا الله و
نعم الوكيل
كنت قد انتقلت الى القاهره منذ شهور هرباً من قبليه بدت
ظاهره لى منذ الثوره و عدت منذ ايام لمتابعة اعمالى -حيث احضر الى اسوان
شهريا لعدة ايام لمتابعة اعمالى- فتصادف ان انفجر هذا البركان القمئ الذى
كنت ارى ادخنته منذ شهور طويله فى وجودى ، فأشكر كل اصدقائى الذين بادروا
بالاطمئنان من خلال الهاتف فى مصر و خارجها و ادعوا الله ان يرفع عن مصر ما
حاق بها من بلاء ، إنه نعم المولى و نعم النصير
أحمد شوقى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق