الاثنين، 7 أبريل 2014

النوبة و شهادة صديق من هناك

عدت منذ قليل من محطة الوقود الخاصه بي فى اقصى شمال الى اسوان الى مسكنى فى اقصى جنوبها على بحيرة فيلاى "فيله" ، حوالى ٢٨ كم بطول المدينه قدت فيها سيارتى في ساحة حرب أهليه بكل ما تعنيه هذه الكلمه من مآسي و انهيار ... الشوارع خاليه تماماً إلا من إطارات السيارات المشتعله و الاحجار الضخمه التى يستخدمها كل فريق فى قطع الطريق و تفتيش السيارات بحثاً عن افراد الفريق الآخر ، اطفال لا يتجاوز اعمارهم اربعة عشر او خمسة عشر عاماً يحملون الاسلحه الآليه و يشهرونها فى وجوه قأئدى السيارات القليله الماره و التى تجبر على التوقف فى الكمائن التى انشئوها بالاطارات المشتعله و احجار الارصفه فى منتصف الطريق .... جميع المحال و الحوانيت مغلقه و لا وجود مطلقاً لأى فرد شرطه او جيش عدا أمام مديرية الأمن التى يحيطها مدرعات الجيش و تمنع المرور من امامها !!!! بينما انسحبوا تماماً و بشكل كامل من جميع انحاء المدينه فى خسه و نذاله و حقاره يندى لها الجبين ... بطول كورنيش المدينه ينتشر الشباب من النوبيين و فى ايديهم جميع انواع الاسلحه و قد احرقوا مالا يقل عن ٤٠ عربة حنطور مملوكه للهلايل بينما فى شرق المدينه حيث اجبرنى اغلاق الكورنيش عند مديرية الأمن لسلوك طريق شرق المدينه للوصول الى الخزان ، اقول فى شرق المدينه حيث يسيطر بنى هلال فإن الموقف يتكرر بعد من الكمائن و التفتيش بينما ممتلكات النوبيين من محلات او سيارات او غيرها يحترق امام عينيك بل و تم اختطاف عدد من النوبيين الذين انزلوا عنوة من السيارات الماره لمجرد انهم نوبيون ... و مره اخرى غياب تام و مطلق للأمن او الجيش ... و من عند المسله الناقصه اتجهت الى شارع السادات و بداية من مستشفى مبارك العسكرى حتى وصلت الى الخزان مالا يقل عن ثمان نقاط تفتيش للنوبيين المسيطرين على هذه المنطقه و كان أول ظهور لمدرعه عسكريه فوق جسم الخزان عند مدخله من الناحيه الشرقيه و على بعد خطوات من منزلى ..!!!
هناك تواطؤ أمنى فادح و لا أقول تقصير ، بل تواطؤ و حقاره و خيانة امانه اقسموا على أداءها و يتقاضون عنها ملايين بل مليارات الجنيهات من دم الشعب الذى يقفون متفرجون على دماءه التى سالت بحوراً و حسبنا الله و نعم الوكيل
كنت قد انتقلت الى القاهره منذ شهور هرباً من قبليه بدت ظاهره لى منذ الثوره و عدت منذ ايام لمتابعة اعمالى -حيث احضر الى اسوان شهريا لعدة ايام لمتابعة اعمالى- فتصادف ان انفجر هذا البركان القمئ الذى كنت ارى ادخنته منذ شهور طويله فى وجودى ، فأشكر كل اصدقائى الذين بادروا بالاطمئنان من خلال الهاتف فى مصر و خارجها و ادعوا الله ان يرفع عن مصر ما حاق بها من بلاء ، إنه نعم المولى و نعم النصير
أحمد شوقى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق