مجزرة رابعة.
تتناقل
وكالات الأنباء هذه الأيام قصة مروعة وقعت أحداثها في الجانب الآخر من
الكرة الأرضية، حين اختفى 43 طالب جنوب المكسيك منذ أسابيع. وبعد بحث
وتحقيقات كشف وزير العدل المكسيكي التالي:
هؤلاء الطلاب ينتمون إلى مدرسة اندلعت فيها احتجاجات كثيرة بسبب نقص التمويل، فقام رجال شرطة فاسدون بمهاجمة أحد الحافلات واختطاف الطلبة وتسليمهم لعصابة مخدرات، فقام رجال العصابة بوضع الطلبة داخل أكياس بلاستيكية ونقلهم لمكب نفايات !!
وفي الطريق مات 15 طالب من الاختناق لكن حين وصلوا لمكب النفايات قامت العصابة بإخراج من تبقوا أحياء ثم قتلوهم جميعاً بالرصاص!!، ثم ألقوا جثث الجميع في القمامة وأشعلوا فيها النيران حتى تفتت تماماً، ثم أخذوا البقايا المتفحمة وألقوها في النهر !!!!
هكذا فقط بكل بساطة !!!...
هؤلاء الطلاب ينتمون إلى مدرسة اندلعت فيها احتجاجات كثيرة بسبب نقص التمويل، فقام رجال شرطة فاسدون بمهاجمة أحد الحافلات واختطاف الطلبة وتسليمهم لعصابة مخدرات، فقام رجال العصابة بوضع الطلبة داخل أكياس بلاستيكية ونقلهم لمكب نفايات !!
وفي الطريق مات 15 طالب من الاختناق لكن حين وصلوا لمكب النفايات قامت العصابة بإخراج من تبقوا أحياء ثم قتلوهم جميعاً بالرصاص!!، ثم ألقوا جثث الجميع في القمامة وأشعلوا فيها النيران حتى تفتت تماماً، ثم أخذوا البقايا المتفحمة وألقوها في النهر !!!!
هكذا فقط بكل بساطة !!!...
ستصدمك هذه القصة إن شاهدتها في أحد أفلام هوليوود وقد تظنها خيالاً
مبالغاً فيه لأن عاقلاً لن يتصور أن إنساناً يمكن أن يصل لهذا الانحطاط،
لكن حين تستوعب خلايا عقلك أنها قصة حقيقية حدثت بالفعل، وحين تحاول معايشة
كل لحظة في رحلة هؤلاء الطلبة إلى الموت، وكل لحظة استمتع فيها قاتلوهم
بالتفكير في أحط طريقة يمكن أن يسلبوا بها حياة هؤلاء الصغار، ستصل غالباً
لنتيجة واحدة:
أن هذا العالم متجه للجحيم بخطى متسارعة !
***
انتابني الشعور ذاته منذ عام تقريباً وأنا أستمع لتصريح المتحدث باسم الطب الشرعي في مصر، حين صرّح على أحد القنوات بأنهم استقبلوا في المشرحة جثث 29 طفل في أحداث فض رابعة، هكذا فقط بكل بساطة !!
هناك إنسان مثلي ومثلك، يعيش على نفس الأرض التي نعيش عليها ويتنفس نفس الهواء الذي نتنفسه، رأى طفلاً أمامه فاتخذر قراراً بكامل إرادته الحرة بأن يطلق الرصاص عليه ليرديه قتيلاً !!. لم تحدث مرة واحدة بل حدثت 29 مرة في نفس المكان خلال بضعة ساعات، ثم قام من معه بإشعال النيران لتأكل جثث هؤلاء، زاد هذه القصة انحطاطاً عن نظيرتها في المكسيك أن هناك أناساً آخرين مثلي ومثلك أيضاً كانوا يرقصون فرحاً بدماء هؤلاء ويطلبون إراقة المزيد !
حاول تخيل ذلك جيداً وعِش لحظاته ستدرك النتيجة ذاتها:
أن هذا العالم متجه للجحيم بخطى متسارعة !
***
يفرض عليّ عملي في مجال البيئة أن أتابع بصورة دورية أخبار التغيرات التي تطرأ على مناخ كوكبنا ونظامه الحيوي، ونتائج عبث الإنسان وتخريبه المستمر لهذا النظام . فكان مما تعلمت أن الأصل في عالمنا هو الجمال، وأن كلما أفسد الإنسان بعبثه اتزان الطبيعة تجد الطبيعة "دائماً" طريقها في النهاية لاستعادة جمالها الذي خلقها الله عليه.
تجد ذلك في صورة تلك الأبنية المهجورة التي تغطيها فروع الأشجار، وتجده كذلك في صورة النبتة الصغيرة التي تجد طريقها بمعجزة ما للخروج من بين أسفلت الطرقات.
***
بقدر الظلم الذي يملأ عالمنا بقدر قناعتي أنْ لو كان هذا العالم يسير بتقدير البشر فقط، لكان قد ذهب إلى الجحيم منذ آﻻف السنين قبل أن نوجد حتى !
لكننا لازلنا هنا!..
ولازال العالم مستمراً !..
***
فلعل ما تخشاه ليس بكائن .. ولعل ما ترجوه سوف يكون !
ـــــــــــــــــــــــ
مصادر للاطلاع:
- تصريح الطب الشرعي عن ضحايا فض رابعة:
http://www.youtube.com/watch?v=XFJyH-oeV6A
(ابتداءاً من الدقيقة 37)
- آخر مستجدات قضية الطلبة المختطفين في المكسيك:
http://www.bbc.co.uk/…/worldn…/2014/11/141109_mexico_protest
أن هذا العالم متجه للجحيم بخطى متسارعة !
***
انتابني الشعور ذاته منذ عام تقريباً وأنا أستمع لتصريح المتحدث باسم الطب الشرعي في مصر، حين صرّح على أحد القنوات بأنهم استقبلوا في المشرحة جثث 29 طفل في أحداث فض رابعة، هكذا فقط بكل بساطة !!
هناك إنسان مثلي ومثلك، يعيش على نفس الأرض التي نعيش عليها ويتنفس نفس الهواء الذي نتنفسه، رأى طفلاً أمامه فاتخذر قراراً بكامل إرادته الحرة بأن يطلق الرصاص عليه ليرديه قتيلاً !!. لم تحدث مرة واحدة بل حدثت 29 مرة في نفس المكان خلال بضعة ساعات، ثم قام من معه بإشعال النيران لتأكل جثث هؤلاء، زاد هذه القصة انحطاطاً عن نظيرتها في المكسيك أن هناك أناساً آخرين مثلي ومثلك أيضاً كانوا يرقصون فرحاً بدماء هؤلاء ويطلبون إراقة المزيد !
حاول تخيل ذلك جيداً وعِش لحظاته ستدرك النتيجة ذاتها:
أن هذا العالم متجه للجحيم بخطى متسارعة !
***
يفرض عليّ عملي في مجال البيئة أن أتابع بصورة دورية أخبار التغيرات التي تطرأ على مناخ كوكبنا ونظامه الحيوي، ونتائج عبث الإنسان وتخريبه المستمر لهذا النظام . فكان مما تعلمت أن الأصل في عالمنا هو الجمال، وأن كلما أفسد الإنسان بعبثه اتزان الطبيعة تجد الطبيعة "دائماً" طريقها في النهاية لاستعادة جمالها الذي خلقها الله عليه.
تجد ذلك في صورة تلك الأبنية المهجورة التي تغطيها فروع الأشجار، وتجده كذلك في صورة النبتة الصغيرة التي تجد طريقها بمعجزة ما للخروج من بين أسفلت الطرقات.
***
بقدر الظلم الذي يملأ عالمنا بقدر قناعتي أنْ لو كان هذا العالم يسير بتقدير البشر فقط، لكان قد ذهب إلى الجحيم منذ آﻻف السنين قبل أن نوجد حتى !
لكننا لازلنا هنا!..
ولازال العالم مستمراً !..
***
فلعل ما تخشاه ليس بكائن .. ولعل ما ترجوه سوف يكون !
ـــــــــــــــــــــــ
مصادر للاطلاع:
- تصريح الطب الشرعي عن ضحايا فض رابعة:
http://www.youtube.com/watch?v=XFJyH-oeV6A
(ابتداءاً من الدقيقة 37)
- آخر مستجدات قضية الطلبة المختطفين في المكسيك:
http://www.bbc.co.uk/…/worldn…/2014/11/141109_mexico_protest
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق