الاثنين، 16 فبراير 2015

الكساسبة بين القتل و الإخراج


المخرج السينمائي" محمد بايزيد" يقدم رأيه المهني في فيديو استشهاد الكساسبة

2/4/2015 5:31:04 PM

رصد - سواليف

نشر المخرج السينمائي المعروف، محمد بايزيد عبر صفحته على موقع فيسبوك، نقدا علميا لفيديو إحراق الشهيد معاذ الكساسبة من قبل تنظيم "داعش".

وأوضح بايزيد من خلال درايته ومعرفته وخبرته المهنية في الاخراج والتصوير والمونتاج تفاصيل تتعلق بالفيديو

حيث كتب بايزيد

عن فيديو الكساسبة أتحدث...
الكثير من الناس يتحدثون عن أن فيديو حرق الكساسبة فيديو ملفّق وأعتقد أن سبب هذا الاعتقاد يقف وراءه سببان أساسيان:
1- أن الفيديو مصوّر بطريقة سينمائية، كاميرات عديدة من زوايا مختلفة، وجود لهب في مقدمة الكادر لإعطاء إحساس سينمائي مذهل، توزيع احترافي للكاميرات بحيث لا تكشف بعضها بعضاً (تماماً مثل تصوير الاستديو أو البرامج التلفزيونية)، توزيع الجنود ضمن الكوادر بطريقة مدروسة ومنظّمة، كل إنسان (مع تحفظي على هذه الكلمة هنا) يعرف دوره جيداً، ليس هناك تدافع، ليس هناك جمهور.. بينما اعتاد الناس أن يشاهدوا مثل هذه الأعمال بتصوير كاميرا جوّال تهتز والناس تتدافع حولها بعشوائية.
2- التلاعب بالزمن وتمديده عبر تبطيء الصورة في اللحظات الحرجة، قرب وصول اللهب للقفص، لحظة سقوط معاذ على الأرض، فالتصوير تم بكاميرات High Speed والتي تقوم بتصوير عدد كبير من الكوادر في الثانية لتبطيئها لاحقاً بطريقة مبهرة، هذا الأمر أعطى إحساساً للناس بأن الفيديو غير حقيقي. (على الهامش وفي بعض اللقطات تمت إضافة لهب غرافيكس (Alpha Fire) لزيادة إحساس الرهبة، لكن هذا لا يغيّر حقيقة أن بقية اللهب حقيقي.)
رأيي المهني أن الفيديو حقيقي كل ما في الأمر أنه مصنوع باحترافية لم نعتد على مشاهدتها في مثل هذه الفيديوهات، ورأيي أن ردة فعل معاذ على حرقه كانت حقيقية كذلك، الرجل مسجون في قفص والركض ليس منه جدوى، كذلك من السهل إعطاء الضحيّة عقارات مهدّئة تجعله مسترخياً لا يحس بالخطر ومنصاعاً للأوامر وهذا ما أعتقده في هذه الحالة.
كذلك أود أن ألفت النظر إلى أنه ليس هناك أي مبرر لتلفيق مثل هذا الفيديو، فمعاذ لديهم حتماً (مقابلاته وصورته بمنتهى الوضوح) والأردن رسمياً أكد ذلك، وبالتالي ليست هناك أي فائدة أو منطق في تلفيق مثل هذا الفيديو!!
مدة الفيلم الكاملة هي 25 دقيقة تقريباً تتضمن مونتاجاً وغرافيكس متطور للغاية وهو فيلم لا شك أن صناعته استغرقت فترة طويلة (ليس أقل من شهر برأيي) وهو ما يؤكد نيّة داعش لقتله على أية حال، أو تيقّنها من رفض الأردن من صفقة التبادل.
أخيراً أشدّد مجدداً على عدم تداول مثل هذه الفيديوهات فهذا يحقق غرض داعش القذر في إخافة أعداءها ونشر رسالتها الخبيثة، كما أنها تسيء لمن يتم إعدامهم وتكسر بخاطر أهاليهم وتزيد معاناتهم.
أسأل الله أن يحسن عزاء أهالي معاذ وكينجي وغيرهم من ضحايا داعش، كما أسأله سبحانه أن يلهم ذويهم الصبر والسلوان.

ف . ع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق