الثلاثاء، 1 مارس 2016

تساؤلات هامة لبابا فاتيكان موسوليني



اسامة الرفاعي يكتب هل رد السيسي هدية بابا الفاتيكان بمقتل ريجيني ؟

موقع كلمتي: 

إيطاليا اليوم، حكومة وشعبًا، غاضبه وتهدد وتتوعد نظام عبد الفتاح السيسي، من أجل مقتل مواطنها الباحث الإيطالي "ريجيني" في القاهرة تحت التعذيب.
ولكن في الوقت الذي كان فيه الزعماء السياسيون يتهربون من لقاء الجنرال المصري عبد الفتاح السيسي، من أجل ألا يظهر أحدهم متورطا مع الإنقلاب الدموي الفاشي (حتى وإن كان من مؤيديه)، وفي الوقت الذي كانت فيه أخبار مصر تتصدر الصحف العالمية، والأوروبية وتحمل صور القتلى والجرحى، فوجئنا ببابا الفاتيكان يلتقي الجنرال في مقر إقامته بروما ويقوم بمنحه هدية "ميدالية البابوية"!

الغريب في الأمر أن البابا فرانسيس هو "أول شخصية" التقى بها السيسي عند "أول زيارة" له إلى أوروبا يوم الإثنين 24 نوفمبر 2014 وقبل أي شخصية سياسية. 
وبعد لقاء البابا في مقره بروما انتقل السيسي إلى لقاء السياسيين؛ حيث زار بعد ذلك قصر رئاسة الجمهورية الإيطالية واستقبله الرئيس الإيطالي جورجو نابوليتانو، ورئيس الوزراء ماتيو رينزي.

بابا الفاتيكان يكسر القواعد البروتوكولية أثناء لقاء "السيسي 
كانت صحيفة "أفنيرى" الإيطالية قد ذكرت أن بابا الفاتيكان " فرانسيس" وجه دعوة للسيسى للقائه، واختصه بزيارة خاصة تخلو من الطابع البروتوكولى. 
كما تحددت الزيارة قبل موعدها بـ 3 أيام فقط، بالإضافة إلي أنه لأول مرة في تاريخ الفاتيكان يستقبل البابا رئيس دولة قادم من إيطاليا بعد زيارة لها، كما يستقبل لأول مرة رئيس دولة في بيته الشخصي.

إذا كان رئيس وزراء إيطاليا يتحدث بلغة المصالح والبيزنس فلا أدري أي لغة يتحدث بها بابا الفاتيكان، رجل المحبة والسلام؟

ماهو الغريب في الأمر؟
مصدر الدهشة لدينا هو أن البابا يعتبر –بحق– رمز للتسامح والمحبة ويصلي صباح مساء من أجل السلام في الدنيا من شرقها إلى غربها. 
ولا ندري ما هو الدافع –الحقيقي- للقائه بالسيسي وتكريمه، خصوصا أنه جاء إلى السلطة على جثث آلاف الضحايا من أبناء شعبه.
لا ندري إذا كان لقاء السيسي ببابا الفاتيكان قد جاء نتيجة لقاء سابق لبابا روما مع بابا الأسكندرية "تواضروس" في مايو 2013؛ والذي  ناقشا فيه إضطهاد الأغلبية المسلمة للأقلية القبطية على حسب وصف موقع يورو نيوز الإخباري. 
ولعل الأخير أقنع بابا الفاتيكان بأن السيسي قد أنقذ الأقباط في مصر من إضطهاد الأغلبية المسلمة، وآكلي لحوم البشر من الإخوان المسلمين. 

السيسي والمسيح 
لا ندري ما هي الدوافع الحقيقية التي حتمت على بابا الفاتيكان لقاء الجنرال السيسي، فربما استطاع بعض المحيطين بالبابا إقناعه بأن السيسي يقتفي خطى السيد "المسيح" عليه السلام، وأن السيسي يجسد التسامح والسلام الذي يدعوا إليه البابا. 
وفي نفس الوقت استطاع هؤلاء إقناع البابا بأن محمد مرسي وآلاف القتلى والمعتقلين من المصريين يمثلون شيئا "إسلاميا" أو "محمديا" متشددا ومعاديا لقيم السيد المسيح عليه السلام.. كل هذا ممكن فعلا!

أيًا كان السبب الذي دفع بابا الفاتيكان لاستقبال السيسي في ظروف حرجة من تاريخ مصر، فإننا لا ننظر إلى هذه الزيارة بشكل سلبي، ولكننا كنا نتمنى أن يتأكد البابا من أن عبد الفتاح السيسي فعلا يجسد تعاليم المسيح، أو أن يوصيه البابا بتطبيق شيء من تعاليم المسيح التي يدعوا إليها. 
أنا على يقين أن سعادة بابا الفاتيكان لم يكن على دراية كافية بكل تفاصيل الوضع المأساوي في مصر، وربما قد نُقلت له الصورة بطريقة خاطئة، ولعل  "بابا روما" قد جاءه الآن الخبر اليقين بعد مقتل أحد المواطنين الإيطاليين، الباحث الشاب جوليو ريجيني تحت التعذيب على يد "زبانية" عبد الفتاح السيسي، الذي منحه البابا الهدية البابوية المقدسة. 

فهل كانت هذه الهدية حافزًا للسيسي (بشكل غير مباشر) على أن يواصل مشواره في القمع والقتل والإخفاء القسري للمواطنين؟ 
وعلى كلٍ ليس هناك أي أدلة على أن "ريجيني" كان مسلما أو إسلاميا أو إرهابيا، ممن لا يسأل أحد عن قتلهم أو ذبحهم، ولكن "ريجيني" كان باحثا بجامعة أوروبية مرموقة، يجري أبحاث على التجمعات العمالية في مصر، ويراسل بعض الصحف الأوروبية في هذا الشأن.

قدمت النيابة الإيطالية الإتهام رسميا للحكومة المصرية بتعذيب المواطن الإيطالي وخرجت الدعوات المطالبة بسحب السفير الإيطالي من مصر، و توقيع عقوبات على الحكومة المصرية. 
وإذا كان من حق الحكومة أن تغضب من أجل المواطن الإيطالي الذي تمثله، فهل سيغضب البابا من أجل القيم الإنسانية التي يمثلها؟
سلام على "ريجيني" وسلام على أرواح ضحايا نظام السيسي القمعي الفاشي، وسلام إلى بابا روما! 

(ملاحظة: يؤكد الكاتب على احترامه الشديد لمكانة البابا الدينية والروحية، وهو يتعرض هنا لموقف سياسي فقط، بعيدًا عن الكراهه الدينية والمذهبية).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق