الاثنين، 4 يوليو 2016

مقال لكاتب شاب عن فكر تأسيس الخلافة ..........والعياذة بالله

عبد الرحمن الخطيب
هذا ليس وقت دولة إسلامية
منذ بدأت الكتابة في الصحافة العربية قبل 26 عاما وأنا أدعو إلى توحيد الأمة الإسلامية. وكنت كلما كتبت عن وجوب قيام دولة إسلامية واحدة قوية ينبري لي من يتهمني بأنني متطرف ومتشدد... وتسارع حفنة أن تفهمنا وتنوّر عقولنا المتحجّرة المتخلفة بأننا لسنا وحدنا على هذه الأرض ... وأن هناك حسابات دولية وإقليمية، ودول عظمى ومصالح ومفاسد و... وكنت أسألهم دائماً إن لم يحن وقتها الآن بعد اندثارها قرون طوال فمتى سيحين؟؟
السؤال الذي يجدر أن يثار إن كانوا قد استشرفوا سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم فوجدوا أنه صلى الله عليه وسلم كان يعيش في الأرض لوحده ولم يكن لديه حسابات إقليمية ودولية..!!
إذا أردنا الحديث عن هذا الموضوع علينا أيضا أن نجري مقارنة بين زمننا وزمن الرسول صلى الله عليه وسلم. فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعيش في صحراء غير تلك التي كان يسودها مشركو قريش... وغير تلك التي كانت تشغل حيّزا منها ثقيف وهوازن، وغير تلك التي أقام فيها بنو النضير وبنو قريظة وبنو قينقاع؟
وهل كان في منأى عن (الحسابات الدولية) التي كانت تديرها القوى العظمى في حينه: الروم والفرس؟
أم أن أخوة الغساسنة في العروبة جعلته يتغاضى عن قتلهم لرسوله الحارث بن عمير الأزدي، الذي أرسله بكتابه إلى ملك الروم ؟

وهل دفعته قلة العدد وحداثة دولة الإسلام، التي لم يكن قد اشتد عودها بعد، إلى الرضوخ لحسابات دولية وإقليمية ذليلة يوم أن قتل الغساني شرحبيل بن عمرو الغساني رسوله، فعدّ هذا أمرا غير ذو أهمية ويمكن التغاضي عنه بالمقارنة مع قوة الروم وأولياءهم من نصارى العرب ؟
فما هي الحسابات التي دفعت بالرسول صلى الله عليه وسلم إلى فتح مكة وغزوة حنين وإجلاء يهود؟
وما هي (الحسابات) التي دفعت بالرسول صلى الله عليه وسلم ليجهز جيشا من ثلاثة آلاف مقاتل فقط، يواجهه جيش قوامه مئتي ألف مئة ألف من الروم ومئة ألف من نصارى العرب في غزوة مؤتة "مقدمة فتوحات بلاد النصارى"؟
هل كان في حساباته صلى الله عليه وسلم، (لحمة وطنية) أو (فسيفساء) أو تسامح مع أهل الكتاب إن هم نكثوا عهداً... أو أراقوا دم مسلم.

لم يكن للرسول صلى الله عليه وسلم حسابات ومقاييس وميزان غير ما أوحي إليه... كلام الله..
وغزوة تبوك؟

ألم يحذره تعالى بألا يمالئ قبيلته في مواضع عديدة في كتابه العزيز، منها قوله: (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ)، وأمره بقوله: (فاصدع بما تؤمر).
كيف كانت حساباته عندما أعلن الخروج في غزوة تبوك .. غزوة العسرة، وكانت آخر غزواته صلى الله عليه وسلم ؟
كان المنافقون من وراءه يتصلون بقيصر الروم بواسطة أبي عامر الراهب الفاسق، ويتحالفون مع مشركي العرب على طعن المسلمين من الخلف بينما يهجم عليهم الرومان من الأمام ...

الحل في نظر أقزام المسلمين اليوم لحالة مشابهة هو وضع عصا الطاعة والمهادنة والمداهنة، واتباع الوسائل الملتوية، وانتهاج الماكيفيلية، لأنهم لا طاقة لهم بهذا العدو الذي تحيط أذرعه بهم من كل جانب ... في لغتهم (تكالبت علينا الأمم) فلا أفضل من النواح والاستجداء حلّا!! وهذا لعمري فهم سقيم وأحكام مغلوطة.
لقد كان الحل في نظر قدوتنا وقائدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو مواجهة العدو بمن معه من المؤمنين بالرغم من الظروف العسيرة جدا التي كانت تكتنف الخروج في هذه الغزوة.
أخيرا لا يسعني القول إلا أننا محاسبون أمام الله عز وجل في هذا الذل والخنوع الذي وصلنا إليه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق