الاثنين، 4 يوليو 2016

موقف تعليمي رهيب

...في شهر صفر سنة 4 هجرية وبعد مصيبة هزيمة المسلمين في أحد بشهور قليلة ....
جاء وفدان للنبي صلى الله عليه وسلم أما الوفد الأول جاء من قبيلة هذيل وحلفاؤها عضل والقار وجاءوا يطلبون من النبي أن يرسل معهم وفدا يعلموا الناس الإسلام
والوفد الثاني جاءه من قبائل عامر وزكوان ورعل من نجد ويطلبون نفس الطلب

... وبالفعل أرسل النبي مع الوفد الأول بعثة من عشرة من خيرة الصحابة وعلماءهم بقيادة عاصم بن ثابت وزيد الدثنة وخبيب بن عدي
ومع الوفد الثاني بعثة من خيرة علماء الصحابة مكونة من سبعين صحابيا بقيادة المنذر بن عمرو وحرام بن ملحان

..... وما أن وصل الفريق الأول عند منطقة تسمى الرجيع حتى غدرت بهم هذيل وعضل والقار وقتلوا من قتلوا وأسروا من أسروا وسلموهم لقريش ليقتلوهم
.... وعلى الجانب الآخر غدر الطفيل بن عامر في نجد بالوفد الثاني بالسبعين صحابيا وبدأ بقتلهم عند بئر معونة وبدأ بحرام بن ملحان الذي كان يحمل رسالة رسول الله له وأمر جنده ففطعنوه بحربة دخلت من ظهره وخرجت من بطنه وهو يأخذ الدماء ويضعها على وجهه ويقول
'' فزت ورب الكعبة ''
وقام هذا الغادر الطفيل بن عامر بقتل الوفد بأكمله سبعين صحابيا
وكانت مقتلة عظيمة لنخبة من أعظم الصحابة جهادا وعلما ....

...ثمانون صحابيا علماء ومجاهدون قتلوا غيلة وخيانة وغدرا في الوقت الذي كان المسلمون يحتاجون فيه لكل مسلم ....
... ووصلت الاخبار إلى النبى كالصواعق صاعقة تتلوها صاعقة وخيانة تتلوها خيانة والنبي صلى الله عليه وسلم ثابتا لا تهزه شدة المصائب ولا بشاعة التنكيل بأصحابه بل ظل صلى الله عليه وسلم يحمس فى أصحابه ويضمض جراحهم ويلملم شتاتهم حتى تخطى بهم الصعاب وأخضع بهم رقاب الطغاة والمجرمين وساد بهم العالم .....
... هكذا كان المسلمون '' رجال '' لا ينكسر لهم ظهر ولا ينحني لهم جبين
لا تهدهم محنة ولا تذلهم حاجة ولا يرهبهم ظالم متجبر


محمد عبدالعظيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق