الجمعة، 21 سبتمبر 2012

أراء لشباب-منقول


الخوف من نجاح مرسى
===================

للكاتب جمال سلطان | جريدة المصريون

فى مصر الآن أغرب معارضة سياسية فى العالم، ففى أى ديمقراطية فى الشرق أو الغرب يكون تحرك المعارضة فى الشارع أو البرلمان، احتجاجًا على فشل السلطة أو اعتراضًا على رئيس الدولة أو رئيس الوزراءـ حسب النظام السياسى ـ إذا تسبب فى اهتزاز خطير فى الاقتصاد أو انتكاسات سياسية أو أمنية خطيرة كانت سياساته سببًا فيها، وهذا عادة يحدث بعد عدة سنوات من الممارسة السياسية للسلطة، وليس بعد أسبوع أو أسبوعين،

باختصار تتحرك المعارضة عندما يفشل الرئيس أو تفشل السلطة، أما فى مصر فإن المعارضة تتحرك وبسرعة عندما ينجح الرئيس أو خوفا من نجاح الرئيس، وإلا فليشرح لى أحد، بالعقل والمنطق، ما معنى أن يتحدث معارضون عن مظاهرات حاشدة ضد الرئيس مرسى بعد أقل من شهرين من توليه السلطة فى مدة ولاية قانونية أربع سنوات بعد أن انتخبه ملايين الشعب المصرى بإرادة حرة، شهران فقط تتحرك المظاهرات فيها، بل إن البعض من المهاويس اعتبر أنه سيقود ثورة، تأمل ثورة، لأن الرئيس خلال شهرين لم ينجز لمصر الإصلاحات الموعودة ولم يحقق آمال الثورة، والحقيقة التى استبانت لى كشمس النهار أن هناك فى مصر من يخاف من نجاح محمد مرسى، هناك من يفزعه أن يحقق الرئيس "الإسلامى" نجاحًا اقتصاديًا أو أمنيًا أو تنمويًا أو نهضويًا مما يعزز حضوره الشعبى ويصب فى رصيد التيار الإسلامى عند صندوق الانتخابات، هو صراع أيديولوجيا يحاول التمسح فى أسباب سياسية،

فريق كبير من المعارضة المصرية الآن يتمنى الخراب والانهيار والفشل لمصر ومؤسساتها ودولتها، لا لشىء، إلا لكى يفشل الرئيس محمد مرسى، ولا يتمكن من النجاح، ولذلك يحاولون إرباكه واستفزاز مؤسسة الرئاسة بصفة دائمة والحديث الدائم عن أخونة الدولة، وأنا لا أعرف ما هى هذه الأخونة، التى تتم لدولة بحجم مصر فى أقل من شهرين، ولو كانت أخونة عزبة أبو سالم لكان من المستحيل على مكتب الإرشاد أن يأخونها فى شهرين، فكيف تمت أخونة الدولة المصرية ومؤسساتها وأجهزتها خلال شهرين، هذه هستيريا لا تليق بالعقلاء، ولكن المسألة فى جوهرها هو محاولة قطع الطريق على الدكتور محمد مرسى ومنعه من العمل ومنعه من الحركة ومنعه من الإنجاز، لقد سمعت من رئيسة تحرير صحيفة حزب التجمع اليسارى كلامًا فى منتهى العجب أول أمس، قالت إن أخونة الدولة تجلت فى إبعاد الجيش عن السلطة وإنهاء الدور السياسى للمشير طنطاوى والفريق عنان، وأن هذا الذى حدث كان من أبرز معالم أخونة الدولة، أى أن النخب اليسارية المعارضة وصلت إلى قناعة بأن عسكرة الدولة هو الحل، وأن هيمنة الجيش على القرار السياسى هو السبيل الأرشد لمصر، وأن الثورة التى قام بها ملايين الشعب المصرى كانت من أجل تمكين الجنرالات من حكم مصر، وأنه كان ينبغى على محمد مرسى أن يسلم السلطة للعسكريين لكى يثبت أنه لا يريد أخونة الدولة،

لا أحد يريد أن ينتظر ليرى ماذا سيفعل الرئيس الجديد، لا أحد يريد منحه الفرصة المشروعة، بل تشعر من ردات الفعل والتوتر والتشنج وإثارة الغبار الكثيف على أى قرار أنهم يفزعون من قدرته على النجاح، ويدركون أن نجاحه فيه تهميش لهم ويتيح الفرصة للشعب المصرى أن يرى قيادات مدنية جديدة تحترم مرجعيته الإسلامية وتحقق من خلالها للوطن الأمن والأمان والرخاء والنمو والعدالة وسيادة القانون وتعزز من كل القيم الأساسية التى تمثل المنظومة الديمقراطية، هذه هى المشكلة فى
حقيقتها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق