الاثنين، 7 مايو 2012

رائحة لا و لن تزول أبداً

إنها رائحة لا تشمها بأنفك,,إنك تراها غالباً من علي بعد و إن إقترب مصدرها منك و إنطبع علي ملابسك فإنه ينطبع علي قلبك,سواء أحببت صاحبها أو كنت أنت قاتله
إنها رائحة دماء الشهيد,ليس كمثلها رائحة,هي أقرب الي العطور ,ولكن أي عطور؟  لا أعرف لمثلها ذكاءاً و عبيراً,تشمها بعينيك..بقلبك...بوجدانك,,,ترافقك الي الأبد,,إنها دماء شخص خرج من بيته لكي يموت من أجل أن تعيش أنت كريماً,لو أراد الخير لنفسه فقط,لو أراد أن يتمتع بدنياه و حرص علي حياته لما رأيه مُلقي أمامك علي الرصيف تسيل دمائه أمامك و أنت لازلت تتنفس,,,لو أراد ان يعيش في رغد العيش لفعل,هو ليس أقل منك زكاءً ولا مهارات,ربما هو أفضل منك لما حاباه ربه به من إرادة و عدم حرص علي الحياة مثلك,,,نعم يجب أن تعرف هذه الحقيقة,إن أسوء الناس و أضعفهم هم من يحرصون علي حياة,أياً كانت نوع هذه الحياة,حتي ولو حياة كلاب يهرولون و يتعثرون بخطوات أسيادهم
لا ,هو لا ترضيه هذه ألأنواع من الحياة,لذلك نزل و هو يعلم أنه غالباً لن يعود,ولكنه أيضاً لا يتحمل ان يعيش حياة غير كريمة,,لن يتحمل أبداً أن يري أبنائك و قد أصبحوا عبيداً ذليلة عند أسياد مُنحطون لا يحفظون لهم كرامة ولا عرض,,لن يسعده أن يري أبنائك مصابون بالسرطان و بالمخدرات ,يتحولون الي مسجلين يعيشون تحت مظلة حذاء الباشا طوال الوقت يوجههم الي مايغضب الله ولا يغضبك طالما  الباشا راضي عنك
تذكر رائحة الدماء التي تسللت الي عينيك و قلبك ولم تدرك أحاسيسك ما تحمله من رسائل إحتاجتك منك بعض الفطنة ولم تكن لديك هذه الفطنة فظللت في جحرك الذي وضعك فيه أسيادك و جعلوك تظن أنه العز و الهناء ولم يسمحوا لك بمزيد من الفهم و العقل حتي لا تثور عليهم إذا أدركت الخديعة و عرفت مدي خسارتك و ضياعك
هل تعلم إن هذا الشهيد كان يراك و أن ترقص سعيداً منتشياً,,هو أيضاً كان سعيداً جداً.هل تعرف لماذا؟
لأن الله حجب عنه اسباب الحزن,فقد رءاك سعيد ولم يعرف ان سعادتك شماتةً في مصرعه,لقد أراه الله ما كان يتمناه لك...السعادة...,ولم يريه مايحويه قلبك من سواد و عقلك من غباء ,غباءالذي  يسعده كأس يسكر به ولا يدرك ماذا بعد السكرة
نعم إنها رائحة المجد وهو مالم تعرفه ابداً في حياتك كلها,وكيف تعرف الأمجاد في ظل الجهل و المرض و سلطان الباشا فوقك يمنع عنك اي أمل في ان تري او تشُم
لقد أسكر بعضكم البعض,لقد أسكرك الباشا بسلطانه و أسكرته أنت بطاعتك العمياء له,ولكن هل تسير سفينة بأمان يقودها سكران و يرقص علي سطحها سكران أيضاً؟؟؟
رضا هلال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق