
Dalal Selim shared Vision 2020 بحلول عام 2020 مصر أعظم دوله فى العالم's photo.
أحمد عبد الحميد || ثلاثينيات || إلى جيل القطة التي أحبت القردأذكر أن استاذنا فهمي هويدي كتب مقالا مطولا في كيف يلوي الإعلام الحقائق عموما، و خص بالذكر قضية غزة و تهريب السلاح من مصر.
الست كونداليزا زارت إسرائيل و اتفقت مع الجانب الاسرائيلي على بناء الجدار، و بدون الرجوع للمصريين أساسا. و تم "اخطار" مبارك و عصبته، بأن ذلك منعا لتهريب الأسلحة عن طريق مصر لغزة. فهاج و ماج مبارك طبعا لــ "سيادة" الدولة العظيمة مصر، و قرر أنه لا يمكن ذلك ابدا، ولكنه أطاع في النهاية. و من غير المعلوم صاحب الفكرة، ولكن تم الترويج للمصريين على أن الجدار يحمي "مصر" من تهريب السلاح من غزة، وهذا ضد سيادة الدولة !! غزة المحاصرة من جميع الجوانب، يتم تهريب سلاح منها لمصر! لا تخرج قبل أن تقول سبحان الله، مع أن نفس الجرائد كانت تروج لفكرة وجود مصانع إيرانية في السودان للصواريخ، يتم تهريبها عن طريق الأنفاق من مصر لغزة.
الدهشة لا تصيبك، لأننا جيل تربى أن حرب 56 قد ربح فيها الفذ عبد الناصر بشوية "مسدسات رش" أمام طائرات و جيوش بريطانيا و فرنسا و إسرائيل. مسدسات رش نجحت في صد ثلاثة جيوش... الشرطة في عيد، صح؟ و أهل مصر البواسل بخير. قابلت أحدهم ممن حاربوا في 73، بطل من أبطال الحرب... و تجاذبنا أطراف الحديث في أن عقول العامة في مصر تم العبث فيها حتى أنهم يصدقون أننا انتصرنا في 56... اخبرني الرجل: الم ننتصر؟!
سألته: ألم تحارب أنت في 73؟ هل يتغلب مسدس شرطي على دبابة؟ أيتم اصطياد طائرات مقاتلة بمسدس رش؟ هل هذا طبيعي في الحرب؟
سكت الرجل، و ظل يفكر... و يفكر... و يفكر... و سألني: كيف انتصرنا اذن ؟!!
الإجابة سهلة، انتهت الحرب بمكالمة هاتف. فعادت الجيوش أدرجها، ولكن مكالمة الهاتف كانت من كبار العالم الجديد: أمريكا، و من بعدها روسيا... قادة العالم الجديد من بعد الحرب العالمية الثانية، و التزمت بريطانيا و فرنسا الأدب، و عادت اسرائيل لأحضان أمريكا... القوة الجديدة. و كتب التاريخ لحظة فارقة في تغير موازين القوى العالمية. بالطبع بزوغ نجم "عبد الناصر" أكثر!
نحن شعب ذاكرته كما السمكة، راجع كتابات الشيخ الغزالي(الحق المر) و هو يكاد يجن من استقبال السادات لرئيس أمريكا "نيكسون"، وهو نفس الزبون الذي هدد مصر بقصفها بالسلاح النووي في أول أيام حرب أكتوبر 73. ولولا أننا -المصريين- كنا في أحضان الروس، لما تدخلت روسيا و هددت بهولوكوست نووي هي الأخرى. اسرائيل كانت تملك سلاحا نوويا(20 رأس نووية آن ذاك)، و روسيا -الشيوعية- هي من حمتنا من بطش الأمريكان أيامها. ولكن بشكل أو بآخر تم اقناع الجماهير بأن أمريكا حبيبة قلبنا، لا تستخدم أبدا "النووي" ضدنا... مع أن الدولة الوحيدة التي استخدمته فعلا هي أمريكا. و الدولة الوحيدة التي هددتنا بالنووي هي أمريكا. كوميديا؟! لا عجب. لا عجب حتى أن يتم احتلال مصر اقتصاديا بعد كامب ديفيد، ويتم تدجين الجيش و خفض عدده، و التحكم في أرضنا.
نفس الحقائق، في حرب 73 نفسها، و في صفة "المنتصر"، في الوقت الذي كان فيه السادات يلقي خطبته العصماء في مجلس الشعب، كان عمو شارون على بعد بضعة عشرات كيلومترات من القاهرة، ولولا عناية الله... لكان رأسه هو نفسه ثمنا. نفس لي الحقائق في عهد مبارك قائد الضربة الجوية، أضعف اسلحتنا في الحرب (راجع كتاب الشاذلي و خطة الحرب)، و أن "سيناء رجعت كاملة لينا" مع أن أم الرشراش (إيلات) تقف في "زور" الأرض الواصلة بيننا و بين السعودية، و هي أرض مصرية ... أهدتها بريطانيا لإسرائيل... عادي... هل يعبأ أحد؟! الإعلام صدر أن "سينا رجعت كاملة"، إذن أنت تصدق... صح؟!
جيل مثلنا صدق كل هذا الهراء، و صدق حدود مصر المربعة و اعترف بها، و سلم باحتلال مصر و اعترف لنفسه بأنها حره، و صدق أكاذيب عبد الناصر، و السادات و مبارك... هو نفس الجيل الذي تربى منذ اليوم الأول بأن القرد بإمكانه أن يحب القطة أو يآخيها أو يكون لهم أقارب من الآدميين... عادي... مصر أم الدنيا فعلا!
أحمد عبد الحميد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق