الأحد، 22 يوليو 2018

تاريخ

الكاتب:س.م
مشي الخليفة العباسي (القادر بالله) ذات ليلة في أسواق بغداد فسمع شخصًا يقول لآخر :
قد طالت دولة هذا المشؤوم ( يقصد الخليفة) وليس لأحد عنده نصيب .
فأمر الخليفة خادمًا كان معه أن يُحضر هذا الرجل في الصباح إلى القصر ، فلما سأله عن صنعته قال :
إني كنت من السُعاة الذين يستعين بهم أرباب الدولة على معرفة أحوال الناس ( يعني أمن دولة أو مخابرات أو مخبرين بلغة عصرنا) ،
فمنذ ولي أمير المؤمنين أبعدنا وأظهر الاستغناء عنا فتعطلت معيشتنا وانكسر جاهنا ( تمامًا كما حال هؤلاء هذا النوع من حُثالة البشر في وقتنا الحالي) ،
فقال له: أتعرف في بغداد من السُعاة مثلك؟ قال : نعم . فأحضر كاتبًا وكتب أسماءهم وأمر بإحضارهم ، ثم أجرى لكل واحد منهم معلومًا ونفاهم إلى الثغور أي إلى أطراف البلاد وخارجها ورتبهم هناك عيونًا على الأعداء ..
ثم التفت الخليفة إلى من حوله وقال لهم : اعلموا أن هؤلاء قد ركَّب الله فيهم شرًّا وملأ صدورهم حقدًا على الناس ، ولابد لهم من إفراغ ذلك الشر ، فالأولى أن يكون ذلك في أعداء الدين وخصومنا ولا نُنغِّص بهم المسلمين ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق