الاثنين، 6 يونيو 2022

حفل أنشاص خيانة من الصهيوني ناصر

 حفل أنشاص و الخيانة

منقول

حــفــلــه راقصة حتى الصبــاح ليلة يــوم الأحد 4 يونيو عام 1967في مطار أنشاص الحربي  بمحافظة الشرقية  حتى صباح اليوم التالى الأثنين الخامس من يونيو

في اليوم الأول من شهر يونيو عام 1967 تقرر إجراء حفل غنائي في أكبر قاعدة جوية مصرية بأنشاص تحييها الفرقة الذهبية بقيادة الموسيقار صلاح عرام .. ثم فجأة وبدون إبداء الأسباب تغير موعد الحفل إلي يوم 4 يونيو أي ليلة الخامس من يونيو حيث سهر الطيارون والضباط والجنود في الحفل حتي السادسة صباح يوم 5 يونيو،  الحفل كان مقرراً الانتهاء منه في الثالثة قبل الفجر.. وقد حدثت مفاجأة في الحفل، حيث قرر الفنان عبدالحليم حافظ الاعتذار فجأة عن المشاركة في الحفل دون إبداء الأسباب.. بينما شارك في الحفل الفنان محمد رشدي وفايدة كامل وماهر العطار وشهرزاد وقدمت الراقصة زينات علوي فقرة أسعدت الضباط والجنود.. وبعد دقائق مع انتهاء الحفل ورحيل الفنانين إلي القاهرة، كانت الطائرات الإسرائيلية تحلق فوق قاعدة أنشاص الجوية وتدك القاعدة بالقنابل الثقيلة والصواريخ ! على أن الحدث الذي لا يقل غرابة هو تدمير جيش كامل عتادا وافراد في أقل من 36 ساعة !

بعد الهزيمة استدعي العقيد طيار حسني مبارك - الذي صار فيما بعد رئيساً للجمهورية - الموسيقار صلاح عرام للتحقيق معه حول أسباب إقامة الحفل الغنائي في هذا اليوم تحديداً - ليلة الهزيمة - ومن الذي دعا إليه، ومن شارك فيه من الفنانين.

جريدة الوفد أجرت حواراً مع الموسيقار صلاح عرام ليروي  تفاصيل ليلة النكسة في أكبر قاعدة جوية مصرية.. وماذا حدث قبل وأثناء وبعد الحفل، ..

وهذا نص الحوار:

* ماذا حدث مساء ليلة 4 يونيو 67؟

- كانت مصر في هذه الفترة في حالة تعبئة عامة، وكانت الناس تنتظر الحرب بفارغ الصبر وكانت الشوارع مليئة بإعلانات عن التبرع والجهاد وكنا نحن كفنانين نمتليء بالحماس ونقوم بالأعمال الفنية والغنائية الوطنية لبث الحماسة في نفوس الشعب والجيش، وفي 1 يونيو اتصل بنا رئيس الإذاعة في ذلك الوقت عبدالحميد الحديدي، وأمرنا بأن نذهب في هذا اليوم لإقامة حفل في أكبر قاعدة حربية وهي انشاص، وبالفعل تجمعنا في اليوم نفسه أنا وكان معي الفنان محمد رشدي وفايدة كامل وماهر العطار وشهرزاد والراقصة زينات علوي، وكنا جميعاً متلهفين للمشاركة في هذا الحفل، ولكن للأسف في الساعة الواحدة ظهراً اجتمع بنا أحد الضباط في الإذاعة وأبلغنا أنه تم إلغاء الحفل.

* لماذا ألغي الحفل في أول يونيو؟

- لا أعلم.. ولكن قد يكون لأسباب سرية.

* وماذا عن العدول عن فكرة إلغاء الحفل وإقامته مرة أخري ليلة 4 يونيو؟

- في 4 يونيو جاءت مكالمة إلي من رئيس الإذاعة وطلب مني جمع الفنانين مرة أخري لإقامة الحفل وبالفعل في الساعة الرابعة ظهراً كنا قد اجتمعنا مرة أخري وطلب الحديدي منا أن نضع البرنامج لهذا اليوم الذي يبدأ في التاسعة مساء، بحيث يستمر إلي الواحدة صباحاً حتي يأتي الفنان عبدالحليم حافظ ليختتم الحفل، وبالفعل اتجهنا إلي القاعدة داخل أكبر قاعدة حربية »انشاص«.

* ماذا شعرتم وانتم داخل أكبر قاعدة حربية في ذلك الوقت؟

- شعرنا بأننا أقوياء ولن نهزم أبداً.. فحينما وصلنا القاعدة وجدنا كماً هائلاً من الطائرات الحربية والتي إن وجهت إلي إسرائيل تقضي عليها في دقائق، وقد استقبلنا قائد القاعدة وطلب منا أن يأخذنا أولاً لمشاهدة المعسكر وإمكانياته، حيث آرانا ما يسمي بالصاروخ الظافر والذي أعلن لنا أنه إذا انطلق إلي إسرائيل يقضي عليها في خلال 80 ثانية ثم أشار إلي الصاروخ القاهر والذي يقضي علي إسرائيل في 70 ثانية..

* وماذا شعرتم حينما رأيتم هذه الصواريخ التي تقضي علي إسرائيل في ثوان؟

- شعرنا بثقة كبيرة وأننا نستطيع في فسحة لصواريخنا مدتها لا تتعدي الخمس دقائق القضاء تماماً علي إسرائيل.

* وماذا عن حفل يوم 4 يونيو 1967؟

- كان الحفل يقام علي حمام السباحة ووجدناهم ينتظروننا بالخرفان والجديان تشوي وجاء إلينا أحد الضباط، وطلب منا اتباع التعليمات الأمنية قبل بدء الحفل

* وما هي تلك التعليمات؟

- أشار الضابط إلي لمبة حمراء وطلب منا النزول من علي المسرح بسرعة شديدة في حالة إضاءة هذه اللمبة والهروب إلي مخبأ مجهز وآمن تماماً.

* وهل بدأ الحفل بعد ذلك؟

- نعم بدأ الحفل بعد ذلك في التاسعة والنصف مساء يوم 4 يونيو والذي تمت إذاعته علي الهواء مباشرة بالإذاعة المصرية، حيث قمنا جميعاً بتقديم الأغاني الوطنية حتي قبل منتصف الليل عندما اضيئت اللمبة الحمراء، فشعرنا بخوف شديد وأسرعنا إلي المخبأ.

* وهل كانت هذه أول إشارة إلي بدء الحرب وهجوم القوات الإسرائيلية؟

- لم نتوقع أبداً بعد ما رأيناه من أسلحة وما سمعنا من قادة الجيش أن تهزمنا إسرائيل، وخصوصاً عندما أكد لنا القائد بعد عشر دقائق فقط من دخولنا المخبأ أنه لا داعي للقلق وأن ما حدث كان مجرد موضوع تافه وهو دخول طائرتين غزة والتي كانت تتبع مصر في هذا الوقت وأنه تم القضاء علي إحداهما وهروب الأخري..

* وهل تم استئناف الحفل بعد ذلك؟

- نعم استأنفنا الحفل ولكن الطريف أن عبدالحليم حافظ اعتذر في آخر لحظة، عندما اتصل مدير أعماله وتساءل عن سبب وقف إذاعة الحفل في الإذاعة المصرية وعلم أننا في المخبأ، ولذلك اضطررنا لاستكمال الحفل بدونه حتي الثالثة صباحاً.

* وهل رقصت الراقصة زينات علوي لضباط الجيش ليلة النكسة؟

- نعم رقصت زينات وغنت شهرزاد ومحمد رشدي وماهر العطار.. وآخرون.

* وهل انتهي الحفل بذلك بعد الثالثة صباحاً؟

- نعم ولكن طلب منا الضباط الاستمرار معهم حتي الصباح للترفيه عنهم وبالفعل بقينا معهم حتي السادسة صباحاً، ثم قاموا بمصاحبتنا وتوصيلنا لأننا لم نكن نستطيع العودة بمفردنا ولا حتي الخروج من القاعدة الجوية بدون كلمة السر.

* كيف استقبلت خبر النكسة في اليوم التالي؟

- كنت قد وصلت إلي منزلي بالقاهرة في التاسعة صباحاً وبدأت بعد ذلك صفارات بدء الحرب تدوي في شوارع القاهرة وطلبت من زوجتي الإسراع لاحضار ابنتي من المدرسة حتي لا يصيبها ضرر، ولكنني طلبت منها الاطمئنان، مؤكداً لها أننا لن يصيبنا أي ضرر وأننا نملك صواريخ الظافر والقاهر ونستطيع القضاء علي إسرائيل بعد خمس دقائق وتنتهي الحرب، ثم اتصل بي وجدي الحكيم وطلب مني الحضور إلي الإذاعة لبدء إرسال الأغاني الوطنية، وفي الواحدة ظهراً وصلت للإذاعة وبدأنا العمل واستمرت إذاعة الأغاني الوطنية، حتي الخامسة مساءً، وعندما عادت إشارات الإنذار تدوي مرة أخري بشدة طلبوا منا أن ننزل إلي الأدوار السفلي بمبني الإذاعة وأثناء نزولي وجدت جلال معوض يبكي ولا يتكلم ثم وجدت أحد المهندسين ينظر إليّ ويقول »انتم ليه بتغنوا« فانقبض قلبي وشعرت بأن هناك مصيبة.

* ماذا شعرتم بعد علمكم بالنكسة؟

- لا أستطيع أن أمحو ذلك اليوم من ذاكرتي أبداً، لقد بكيت فيه طويلاً وكانت الصدمة لي مروعة، خصوصاً أنني كنت ساهراً الليلة السابقة في أكبر قاعدة حربية مصرية والتي كانت أول ما دمرته القوات الإسرائيلية، فكنا منكسرين خجولين، بعدما كنا فخورين بما فعلناه مع ضباط الجيش ليلة 4 يونيو، وحتي صباح يوم 5 يونيه.

* لماذا تم التحقيق معك بعد النكسة؟

- عندما كنت اتحدث تليفونياً مع الفنان محمد رشدي الذي حضر الحفل معي ليلة النكسة وكنا نتكلم عما حدث فوجئت بطرف ثالث يدخل في الحديث ويحذرنا بعدم التكلم في مثل هذه الأمور مرة أخري وبعد عدة أيام أخبرني صديقي ماهر العطار أننا مطلوبون للتحقيق في مكتب العقيد طيار حسني مبارك ..- الذي صار فيما بعد رئيساً للجمهورية

- ولم أذهب، ثم حضر إليّ في المنزل ضابطان وطلبا التحقيق معي وتم بالفعل.

* وما هي الأسئلة التي وجهت إليك؟

- تم سؤالي عن سبب تأجيل الحفل من 1 إلي 4 يونيو 67 ومن الذي حضر الحفل ومن الذي طلب منا إقامته..

* في رأيك.. عما كانوا يبحثون؟

- كانوا يبحثون عن السبب لأكبر نكسة في تاريخ مصر، كانوا يعتقدون أن هناك من سرب معلومات عن القاعدة لإسرائيل أو سرب أنباء عن موعد الحفل الساهر في أكبر قاعدة حربية »أنشاص«.

* وما الذي حدث في هذا التحقيق؟

- اسألوا الأموات، فهذا في علم الغيب!!

* هل تعتقد أن هناك من سرب معلومات بالفعل؟

- »ضاحكاً«.. نعم بالتأكيد.. هذا حدث بالفعل.

* ومن الذي قام بعملية التسريب؟

- ساخراً الإذاعة المصرية التي كانت تذيع الحفل علي الهواء مباشرة.

* هل تعتقد أن حفلتكم كان لها دور في نكسة 67؟

لا أعرف.. كل ما أعرفه أن هذا اليوم سيبقي في ذاكرتي إلي الأبد.

* هل شعرت بالذنب بعد النكسة بأنكم شاركتم بشكل أو بآخر فيها؟

- نعم بالطبع ومازلنا نشعر بهذا إلي الآن، فقد كنا ذاهبين لكي نحصل علي أوسمة ففوجئنا بهزيمة ساحقة.

* هل تري أنه تم استخدامكم بشكل أو بآخر للمشاركة في هذه الهزيمة؟

- بالطبع نعم

ـ والدليل أن هذا الحفل كان مقرراً يوم 1 يونيه ثم 2 يونيه حتي جاء يوم 4 يونيه لكي تحدث النكسة في اليوم التالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق