الاثنين، 4 يوليو 2022

إنقلاب يولية و كراهية الناجحين و حب الراقصين

 

 ‏ياروسلاف دروبني.. المصري بطل العالم وصاحب بطولة ويمبلدون للتنس‏.

هاجر من تشيكوسلوفاكيا؛ ليحصل على الجنسية المصرية، ويصبح بعدها بطلاً للعالم وصاحب عدة بطولات جراند سلام، إنه بطل العالم لعشرِ سنوات متتالية ياروسلاف دروبني.

    وُلد في براغ عام 1921م، ومع مولده انضمت تشيكوسلوفاكيا إلى الاتحاد الدولي للتنس، كان والده واحدًا من رواد هذه اللعبة في البلاد، وفي عمر الخامسة بدأ ممارسته لها، ولم يُمارس هذه اللعبة فقط بل كان بطلاً قوميًا في رياضة هوكي الجليد، لكن وفي عمر السادسة عشر حصل مع منتخب بلاده على كأس ديفيز متفوقًا على البطل الأمريكي دونالد بادچ، وقد صُنف منذ ذلك الوقت كواحد من أفضل لاعبي التنس في العالم على الأراضي الصلبة، لكنه شارك في بطولة ويمبلدون عام 1938م، وحقق نجاحًا مُلفتًا على الأراضي العُشبية.

    مع بداية الحرب العالمية الثانية، أمضى دروبني سنواتها في مصنع ببراغ، عانى معها أشد المعاناة، وكان شاهدًا على ويلاتها، بعد انتهاء الحرب زار موسكو عام 1947م، لكنه كان مقتنعًا أنه لا يستطيع العيش هناك في ظل النظام الموجود، وعلى الرغم من فوزه مع فريقه تشيكيا ببطولة كأس ديفيز من عام 1945 – 1949م، إلا أنه قد خطط للهروب إلى أمريكا في هذا العام؛ لكي يبعد تمامًا عن أوروبا، كما تألق في بطولة ويمبلدون في هذه الأعوام ووصل للدور نصف النهائي عام 1946م، والدور ربع النهائي عامي 1947و 1948م.

    وبسبب حالة الفقر والعزلة التي عاشها، قرر دروبني النزوح إلى مصر – بعد عدة محاولات للجوء إلى كل من الولايات المتحدة واستراليا، وسويسرا، ويقول عن ذلك القرار "كل ما أملك، كان بضعة قمصان، وفرشاة أسنان وخمسين دولارًا"، إلا أنّ النجاح كان حليفه باتخاده لهذا القرار، الذي نتج عنه حصوله على الجنسية المصرية عام 1950م؛ لتتوالى نجاحاته في عالم التنس، حتى أنّ خبراء اللعبة قد أجمعوا على أنّ أعظم سنواته التي لعبها في عالم التنس كانت وهو يلعب "كـ مصري". 

    ففي عام 1950م، وصل إلى نهائي بطولة رولان جاروس للمرة الثالثة، وفي نفس العام كان ترتيبه ثالثًا في بطولة ويمبلدون، وفي عام 1951م، حصل على بطولة رولان جاروس، إلا أنه أُقصيّ مُبكرًا من بطولة ويمبلدون؛ رُغم أنّ ترتيبه كان ثانيًا عند اشتراكه فيها، وفي العام التالي (1952م) حصل على بطولته المفضلة "بطولة فرنسا"، وفي هذا العام وصل للنهائي في بطولة ويمبلدون، إلا أنه قد تعرض للهزيمة.

وفي عام 1954م – أي بعد ظهوره الأول في ويمبلدون بنحوِ ستة عشر عامًا – كان دروبني على موعد مع البطولة، التي استحق لقبها بعد أن انتزع الفوز في مباراة ماراثونية من اللاعب سيدجمان، وقد استمرت لـ 58 شوطًا، وكانت واحدة من أطول نهائيات ويمبلدون حتى سبعينيات القرن الماضي، وكان عمره وقتها اثنين وثلاثين عامًا، وبحصوله على هذه البطولة أصبح أول لاعب أعسر يفوز بها منذ عام 1914م.

كان يرتدي ياروسلاف دائما نظارات طبية زجاجية بسبب تعرضه لإصابة قديمة فى مبارايات هوكى الجليد التي شارك بها، وهو الوحيد الذى فاز بلقب ويمبلدون وهو يرتدى نظارات طبية.

    بعد ان حقق ياروسلاف كل هذه الانجازات لمصر قرر الاعتزال و الاتجاه للتدريب ولكن لم يلقى مناخ سياسى او اهتمام بلعبة التنس فى مصر فرحل الى انجلترا ليدرب بها  ولعب آخر بطولات ويمبلدون عام 1960 وتوفى بها عام 2001 دون ان يسمع له فى مصر اى ثناء او تقدير، ليفتتح متجرًا رياضيًا "Sport "Drobny، في جنوب كينجستون في لندن التي عاش بها حتى وفاته في 13 سبتمبر 2001م

إعداد / د. يسرا سلامة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق