الأحد، 16 يونيو 2013

تاريخ الإنكشارية

في يوم 15 يونيو 1826م حدثت الواقعة الخيرية التي كانت سببا في ألغاء جيش الإنكشارية، لنتعرف سويا ماذا حدث وما سبب إلغاء الإنكشارية؟

الإنكشارية بالتركية "ينيجاري" وتعني بالجيش الجديد أسسها السلطان "أورخان الأول" سنة 1324م وهم الجيش الفعلي للدولة العثمانية وشوكة في حلوق الأوروبيين ولهم الدور في الحفاظ على أرواح وأموال المسلمين طوال 456 سنة وكانو من الغلمان وأسرى الحرب يربون على طاعة السلطان وعلى الإسلام وعلى الإيمان والقوة والجهاد في سبيل الله وكانو خير عون للعثمانيين بعد الله في الوصول الى المجر وبلغراد وصربيا وألبانيا والبلقان والتوغل الكثير في أوروبا ومحاصرة فيينا كما ساعدو السلطان سليم في الدخول الى الشام ومصر وحربه ضد الفرس.

وكان السلاطين يخرجون معهم الى ساحات القتال ولكن بعد السلطان سليمان القانوني لم يعد يخرجو السلاطين وكان يخرج الصدر الأعظم (رئيس الوزراء) أو قائد الجيش وكانو في كثير من المرات لايطيعونه الى ان وصل بهم الأمر بالتجرأ على الصدر الأعظم وثارو عليه مرات كثيرة ولا يطيعون امره في المعارك وهذا ادى الى تنمية روح العصيان في الإنكشارية وبذلك لم يستطع السلاطين في أوقات الضعف ان يتحكمو في الإنكشارية.

ووصل الأمر بالإنكشارية الى خلع وقتل السلاطين من أمثال عثمان الثاني، واستمر الإنكشاريون في عهد السلطان مراد الرابع في طريق الظلال فهم الذين نصَّبوه فأصبح الأمر والنهي لهم، وهم الذين قاموا بقتل السلطان إبراهيم الأول خنقاً حينما حاول التخلص منهم، وهم الذين أربكوا الدولة إذ وضعوها في حالة من الفوضى بقتلهم السلاطين وتولية أولادهم الصغار السن كالسلطان محمد الرابع، فقام الإفرنج باحتلال أجزاء من البلاد، فاضطر الصدر الأعظم والعلماء الى عزله، ثم ثارت الانكشارية في عهد السلطان سليم الثاني ودخلت جيوش الأعداء بعضاً من أراضى الدولة واحتلتها، وخلع الانكشارية السلاطين مصطفى الثاني، أحمد الثالث، مصطفى الرابع.

وفي عهد السلطان محمود الثاني اتخذ قراره بتصفية الإنكشارية وإيقافهم عند حدهم لأنهم خروجو عن الطريق الصحيح وكانو عائقا في المضي بالإصلاحات والتقدم في التدريب والتعليم والعودة في نهوض الدولة العثمانية، ولم يكن قرار الغاء الإنكشارية فجأه بل انتظر 17 سنة.

جمع السلطان محمود الثاني مجموعة من أعيان الدولة وكبار ضباط الانكشارية في بيت المفتي، وخطب الصدر الأعظم سليم أحمد باشا فبين الحالة التي وصلت إليها الانكشارية من الضعف والانحطاط ورأو ضرورة تأسيس جيش جديد مدرب على الأساليب الحديثة ومشابه بالجيوش الأوروبية فأقتنع الحاضرون ثم أفتى المفتي بجواز العمل للقضاء على المتمردين.

وفي عام 1825م أسس السلطان محمود الثاني مؤسسة عسكرية جديدة سميت "أشكنجي أوغاجي" وفي يوم 14 يونيو 1826م أعلن الإنكشارية العصيان وفي اليوم التالي 15 يونيو كان يوم مشهودا في تاريخ اسطنبول حيث استدرجهم السلطان الى ساحة الخيول "اط ميداني" وبمشاركة الأهالي والجنود ورجال الدولة من جهة والإنكشارية من جهة أخرى واستعملت المدفعية وقتل الألاف منهم وتم تصفية الإنكشارية وسميت تلك بـ "الواقعة الخيرية".

وبذلك اليوم كتب التاريخ انتهاء الإنكشارية الذين كانو سببا في قوة الدولة العثمانية في بداية عهدها وايضا سببا في انهيارها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق