الأحد، 24 مارس 2019

مش قلتلكم أصله يهودي....


"من نابليون بونابرت القائد الأعلى للقوات المسلحة للجمهورية الفرنسية في أفريقيا وآسيا إلى ورثة منطقة فلسطين الشرعيين.
أيها الإسرائيليون، أيها الشعب الفريد، الذي لم تستطع قوى الاحتلال والطغيان أن تسلبه اسمه ووجوده القومي، وإن كانت قد سلبته أرض الأجداد فقط.
إن مراقبي مصائر الشعوب الواعين المحايدين ـ وإن لم تكن لهم مقدرة الأنبياء مثل إشعياء ويوئيل ـ قد أدركوا ما تنبأ به هؤلاء بإيمانهم الرفيع أن عبيد الله سيعودون إلى صهيون وهم ينشدون، وسوف تعمهم السعادة حين يستعيدون مملكتهم دون خوف. " ومفديو الرب يرجعون ويأتون إلى صهيون بترنم، وفرح أبدي على رؤوسهم. ابتهاج وفرح يدركانهم. ويهرب الحزن والتنهد" <الكتاب المقدس العبري / سفر يشعاياهو (اشعياء) النبي 35 / 10>
انهضوا بقوة أيها المشردون في التيه. إن أمامكم حربا مهولة يخوضها شعبكم بعد أن اعتبر أعداؤه أن أرضه التي ورثها عن الأجداد غنيمة تقسم بينهم حسب أهوائهم.. لا بد من نسيان ذلك العار الذي أوقعكم تحت نير العبودية، وذلك الخزي الذي شل إرادتكم لألفي سنة. إن الظروف لم تكن تسمح بإعلان مطالبكم أو التعبير عنها، بل إن هذه الظروف أرغمتكم بالقسر على التخلي عن حقكم، ولهذا فإن فرنسا تقدم لكم يدها الآن حاملة إرث إسرائيل، وهي تفعل ذلك في هذا الوقت بالذات، وبالرغم من شواهد اليأس والعجز.
إن الجيش الذي أرسلتني العناية الإلهية به، ويمشي بالنصر أمامه وبالعدل وراءه، قد اختار يروشلايم مقرا لقيادته، وخلال بضعة أيام سينتقل إلى دمشق المجاورة التي استهانت طويلا بمدينة داود ملك اسرائيل وأذلتها.
يا ورثة فلسطين الشرعيين..
إن الأمة الفرنسية التي لا تتاجر بالرجال والأوطان كما فعل غيرها، تدعوكم إلى إرثكم بضمانها وتأييدها ضد كل الدخلاء.
انهضوا وأظهروا أن قوة الطغاة القاهرة لم تخمد شجاعة أحفاد هؤلاء الأبطال الذين كان تحالفهم الأخوي شرفا لأسبرطة وروما، وأن معاملة العبيد التي طالت ألفي سنة لم تفلح في قتل هذه الشجاعة.
سارعوا، إن هذه هي اللحظة المناسبة ـ التي قد لا تتكرر لآلاف السنين ـ للمطالبة باستعادة حقوقكم ومكانتكم بين شعوب العالم، تلك الحقوق التي سلبت منكم لآلاف السنين وهي وجودكم السياسي كأمة بين الأمم، وحقكم الطبيعي المطلق في عبادة إلهكم "אלהים"، طبقا لعقيدتكم، وافعلوا ذلك في العلن وافعلوه إلى الأبد.
الوثيقة هي في عهدة وزارة الداخلية الفرنسية
في صيف عام 1798، قام الجنرال الفرنسي نابليون بونابرت باحتلال مصر من ايدي الامبريالية العثمانية، ومع حلول الخريف، عبر شبه جزيرة سيناء واصلا أرض إسرائيل على رأس جيش قوامه 30 ألف جنديا. وفي 7 اذار/ مارس من عام 1799 احتل المدينة الساحلية يافو ( يافا)، ومن هناك أكمل طريقه وفرض حصارا على مدينة عكو ( عكا).
صحيفة Paris Moniteur Universel الفرنسية، نشرت في شهر ايار/ مايو عام 1799، أن نابليون عازم على "اعادة مدينة يروشلايم لليهود" . وفي اعلان اخر نشر: " بونابرت ينشر رسالة تدعو كل يهود افريقيا واسيا الى العودة لارضهم والتجمع حول رايتهم حتى يبنوا مجددا دولتهم"
العنوان الرئيس "رسالة الى الامة اليهودية من القائد الاعلى الفرنسي بونابرت ومن الحاخام اهارون في يروشلايم"
" ايها الاسرائيليون ، ايها الامة الفريدة" كتب، " فرنسا تقدم لكم ورثة اباءكم، استعيدوا ما اخذ منكم بالقوة ودافعوا عنها، بدعم فرنسا ومساعدتها".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق