السبت، 3 أغسطس 2019

تاريخ حقيقي...

أوراق جمال عبد الناصر والخميني!

د. صلاح سلطان


كان أول مبلغ يقبضه الخميني كمساعدة من رئيس أجنبي هو مبلغ (150) ألف دولار قبضها من جمال عبد الناصر في الستينات، تلك الحقيقة التي اعترف بها الخميني بنفسه في أول يوم عودته من باريس (في عام 1982 كشف محمد حسنين هيكل في كتابه (مدافع آية الله) وأشار لأول مرة عن العلاقة الخفية بين عبد الناصر والخميني، فقد كان أول من اعترف به الخميني عند عودته إلى طهران منتصرًا من منفاه في قرية (نوفل لو شاتل) القريبة من باريس هو أن عبد الناصر كان الزعيم الوحيد الذي ساندهم) واعترف بهذه الواقعة أيضًا “فتحي الديب” وكان أحد أبرز مؤسسي جهاز المخابرات العامة المصرية، وسفير مصر في سويسرا في عام 1962، الذي دوّن هذه الشهادة قبل أن يرحل في عام 2003 في كتابه “عبد الناصر وثورة إيران”، وقال الديب أن الخميني قد بادر فور وصوله إلى أرض طهران من ملجئه بفرنسا بالإعلان لأبناء شعبه أنه كان على اتصال مباشر ومستمر بالرئيس جمال عبد الناصر والذي لم يتردد في دعم وتقديم كل احتياجات الثورة الإيرانية، وذلك قبل أن تسيطر عليها القوى الدينية في 1979.
ويقول خامنئي عندما علمت بوفاة الرئيس عبد الناصر، أقسم بالله أنني بكيت عليه كما لم أبك على أبي وأمي، لقد كان الزعيم الوحيد الذي ساعد الإمام الخميني، وأمده بالمال والسلاح. (هذا الكلام بحسب الباحث العربي عمرو صايح).
ومن بين أشهر المؤلفات الإيرانية عن عبد الناصر كتاب «الإمام الخميني وجمال عبد الناصر» للمرجع والعلامة الشيعي الإيراني البارز سيد هادي خسروشاهي الملقب بحجة الإسلام، والذي حقق رواجًا كبيرًا في إيران، تناول خلاله دعم «عبد الناصر» لـ«الخميني» والذي ساعد على نجاح الثورة الإيرانية كما يقول.
وكان «عبد الناصر» أول من ساند القيادات الميليشياوية الشيعية كموسى الصدر الأب الروحي لحركة أمل وحزب اللاة، الذي قال إن رحيل عبد الناصر كان خسارة لهم باعتباره أرسى قواعد الجمهورية الإسلامية من خلال مبادئه التي تهدف للوحدة بين المسلمين.
وقد كان عبد الناصر صديقًا حميمًا للميليشياوي محمد يعقوب مؤسس النظام الميلشياوي الشيعي في لبنان مع موسى الصدر!
وفى عهد عبد الناصر تم تدريس المذهب الجعفري «وهو المذهب الرسمي لإيران» في الأزهر، وكان الشيخ محمود شلتوت هو العراب لهذا التوجه وسافر «شلتوت» في عهد «عبد الناصر» وعدد من مشايخ الأزهر والتقى بعدد من المرجعيات الشيعية من بينها علي بروجردي، وقد قام جمال عبد الناصر بمنح الشيخ الشيعي (محمد حسن الصغير) أعلى وسام ولقب علمي في مصر جامعة القاهرة (جائزة جمال عبد الناصر)!
ومن الجدير بالذكر أن تحية محمد كاظم، زوجة الرئيس جمال عبد الناصر، تنتمي لأسرة إيرانية، حيث كان والدها من رعايا إيران وكان يعمل تاجر سجاد إيراني في مصر، وجدّها كاظم بغدادي أحد الموظفين الإيرانيين المقيمين في القاهرة.
وابن عم تحية كاظم (محمد إبراهيم كاظم) كان عميدًا لكلية التربية في الأزهر!
وقد يقول قائل إن عبد الناصر لم يكن يعلم عن نوايا الخميني فنقول له إن أتباع عبد الناصر من الناصريين لازالوا إلى اليوم أكبر داعمي مشروع ولاية الفقيه بل وتطوع الكثير منهم تحت راية حزب اللاة للدفاع عن هيكل ولاية الفقيه في كاتدرائية السيدة زينب، ويبايعون الخامنئي على شرفهم ومن كان يشك بشجرة الحنظل فعليه اليوم أن يرى ثمارها لتخبره بأصلها.
ويظل السؤال لهؤلاء السفلة من قومجية الخامنئي كيف يمكن أن تجتمع العروبة وزرادشت في قلبٍ واحد ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق