
عمر المنياوي shared دكتور محمد على يوسف's status update.

يا لها من كلمة
كيف جرؤ الشاب أن يقدم على قولها بين يدى رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟!
أى شهوة مستعرة تلك التي تلظى لهيبها في قلبه اليافع وأدت به إلى ذلك المسلك العجيب ودفعته لذلك الجهر الرهيب ؟
- مه مه يا هذا
تصاعدت أصوات تلك الهمهمات الغاضبة زاجرة الفتى عما يخوض فيه بين يدي إمام المتقين و سيد الأطهار المتبتلين
لكن صوتا حانيا قطع كل تلك الهمهمات الزاجرة داعيا الفتى المستأذن بالزنا لآخر ما يتصوره جافٍ أو قاسي القلب
لقد تكلم الحبيب
قال كلمة تقاطر منها الحنو الحاسم
قال : ادنه
أى اقترب
تعالى إلى جوار من هو بالمؤمنين رؤوف رحيم
أقبِل على من قيل فيه "لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين"
ادن من صاحب الخلق العظيم و سيد ولد آدم أجمعين
هكذا عامله رسول الله صلى الله عليه و سلم
دعاه ليقترب
ناداه لينهل من حنانه و حسن منطقه و عذوبة حديثه و حكمة دعوته
- أَتُحبُّه لِأُمِّكَ ؟
- لا واللهِ جعلني اللهُ فداءَك
قال : ولا الناسُ يُحبونَه لأُمهاتِهم
أفتُحبُّه لابنتِك
- لا واللهِ يا رسولَ اللهِ جعلني اللهُ فداءَك
لأختك ؟ لعمتك ؟ لخالتك ؟
منطق هادىء سديد و حكمة دعوية رائقة و حسن معشر و لين جانب و خفض جناح
هكذا كان سيدى و قرة عيني بأبي هو و أمي
هاهو يكلل حسن دعوته بلمسة حانية و مودة عملية صافية
ها هو يمد يده ليمسح بيده الشريفة على صدر الفتى المستعر بالشهوة و يشفع مخاطبته الأولى لعقله بتربيت رحيم على محل عاطفته و مكمن مشاعره ليتكامل خطاب المنطق مع ملامسة الفطرة و ليخرج الغلام و قد زالت وساوس الشيطان من صدره و هدأ قلبه وارتاحت نفسه
هكذا تعامل حبيبي صلوات ربي و سلامه عليه
وهكذا دعا و فند و أقنع
أفلا نتأمل ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق