الجمعة، 29 أبريل 2016

حسب السبوبة

كشفت تقارير إعلامية مصرية النقاب عن مفاجأة تضمنتها رسالة دكتوراه أشرف عليها خبير القانون الدولي، الدكتور مفيد شهاب، أكدت أن جزيرتي تيران وصنافير مصريتان، الأمر الذي يصطدم مع الموقف المعلن من قبل "شهاب" بأن الجزيرتين سعوديتان، وأنه ليس لمصر حق فيهما.

ومفيد شهاب هو عضو اللجنة المصرية التي تولت تسوية قضية الجزيرتين مع الجانب السعودي، وعضو لجنة الدفاع عن طابا ووزير الدولة الأسبق للشؤون القانونية، وحضر اللقاء الأخير لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي مع عدد من مثقفيه وبرلمانييه، يوم 13 نيسان/ أبريل الحالي، وجلس بجوار السيسي الذي سأله: "هل استقدمنا حضرتك اليوم فقط؟"، فرد شهاب قائلا: "كنت حاضرا في كل الجلسات".

وقبل اللقاء، ألقى شهاب محاضرة لمدة ما يقرب من ساعة مع الحاضرين، عن جزيرتي تيران وصنافير، قبل لقائهم مع السيسي، مدافعا عن وجهة النظر التي تؤكد ملكية السعودية للجزيرتين.

لكن رسالة دكتوراه أشرف عليها "مفيد شهاب" نفسه، أثبتت أن "تيران" مصرية، ونال بها الباحث، فكري أحمد سنجر، درجة الدكتوراه، تحت إشراف "شهاب" شخصيا.

الرسالة: "تيران مصرية"

وتناولت الرسالة في مبحثها الأول وضع مضيق "تيران" بصفته فتحة في خليج العقبة ينطبق عليه المركز القانوني الذي تقرر للخليج بأن مياهه تاريخية داخلية تخضع للسيادة المصرية.

وأكدت أن المركز القانوني للخليج يتضمن أنه خليج تاريخي يضم مياها تاريخية عربية داخلية لا يرد عليها قيد حق المرور البريء، ويتوافر فيها جميع العناصر أو الأسانيد التي تقوم عليها نظرية المياه التاريخية، بما فيها  الخلجان التاريخية، وهي الاستعمال طويل الأمد، وادعاء السيادة، وممارستها ممارسة فعالة واقعية وعملية.

وأضاف الباحث في رسالته: "هناك شرط أخير مختلف عليه، وهو ألا تعترض الدول على هذه الممارسة خلال فترة تكوين السند التاريخي، وقد رأينا كما سبق خليج العقبة صورة مثالية وفريدة لانطباق هذه الشروط عليه انطباقا لا يدانيه شك".

واستطرد: "بالتالي فإن مياه خليج العقبة مياه تاريخية عربية داخلية، وتكون بالتبعية مياه المضيق تبعا مياها تاريخية داخلية لا يسري عليها حق المرور البريء".

وأضافت الرسالة: "توصلنا أيضا إلى أن تيران جزيرة مصرية، وأن الممر الوحيد الصالح للملاحة هو ممر الانتربرايس بين جزيرة تيران وساحل سيناء المصري، وهو أقل من ثلاثة أميال بحرية، وأن مياه المضيق تقع ضمن المياه التاريخية الداخلية للإقليم المصري".

كما أشار الباحث في الصفحة الثالثة والأربعين من رسالته، بحسب صحيفة "الصباح"، الصادرة هذا الأسبوع، إلى أن مضيق تيران يقع بأكمله في المياه الداخلية المصرية، وأن خليج العقبة يقع كذلك في المياه الداخلية لمصر والسعودية لمسافة 99 ميلا تقريبا داخل الأرض العربية، مؤكدا أن قبول نظام حرية المرور هو تمكين للدول العظمى من موضع استراتيجي.

وحذر فكري أحمد سنجر من أن مصر ستفقد حقوقها التقليدية على مياهها الإقليمية التي مارستها عبر قرون، وأيضا السماح بالملاحة الدولية الحرة في خليج العقبة ومضيق تيران، ما يشكل تهديدا دائما لأمن مصر، وتجريدها من حق الدفاع الشرعي عن أمنها ومصالحها الاقتصادية في مياهها الداخلية الإقليمية، إذ لم يتم التسليم بأن "تيران" مصرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق