كيف قطعوا صلتنا بالقرآن ؟ ثورة محمد عبده على الأزهر
(ما اقوله وثيق الصلة بالواقع وليس العكس)
هل سألت نفسك من قبل لماذا لا تفهم القرآن ؟
لماذا لا تنفعل بالقرآن كما كانت تنفعل قريش حين تنزل آيات القرآن ؟
بعضهم كان يسمع آيات العذاب في القرآن فيرتعش ويرجو النبي صلى الله عليه وسلم أن يتوقف عن تلاوة القرآن ذعراً من وقع الكلمات على أذنيه.
كيف انقطعت صلتنا بالقرآن واصبحنا نسمعه دون ان نتذوقه ؟
القرآن هو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم
وإعجازه أن البشر لا يستطيعون أن يأتوا بمثله
فكيف اصبح بالنسبة لك كنص عجيب تسمعه ولا تفهمه ؟
حتى تفهم القرآن, أنت بحاجة إلى لغة عربية سليمة
كانت الأطفال قديما (منذ حوالي 100 سنة) يدرسون النحو العربي كله وهم صغار
وكانت كتب البلاغة وشرح اللغة التي تُدرس في الأزهر تمثل حلقات الربط.
فهناك كتب تشرح الكتب القديمة والكتب القديمة تشرح الكتب الأقدم وهكذا حلقات يربط بعضها بعضاً حتى تصل إلى فهم عرب الجزيرة قديماً للقرآن حين نزل
ثم كان علماء الأزهر هم نخبة المجتمع وهم بالتالي من يحددون سقف اللغة ومستواها في المجتمع كله وبالتالي ظل الاتصال بين المجتمع وبين القرآن قائماً
فإذا اراد أحدهم أن يقطع صلة المجتمع بالقرآن, فما الذي عليه أن يفعله ؟
ببساطة يغير مناهج الأزهر !!
أي مناهج بالأزهر ؟
المناهج الخاصة بشرح الكتب الأقدم
فإذا تحقق هذا, انقطع الاتصال بين المجتمع وبين القرآن
واصبح القرآن نصاً غير مفهوم, لأنك انت من لا تعرف الطريق إليه
كالطريق الذي تقطعه حفرة واسعة
أنت ترى باقي الطريق ولكنك لا تستطيع العبور
كان هذا هو دور محمد عبده الماسوني
واقرأ ما كتبه أ. محمود محمد شاكر في مقدمته لكتاب (أسرار البلاغة)
"ولم يقتصر ذم الشيخ عبده على كتب البلاغة وحدها ، بل تناول الطعن الجارح كل الكتب التي كانت تدرس في الأزهر على اختلاف أنواعها ، من بلاغة وفقه ونحو وبقية علوم العربية والدين ، وذاع هذا الطعن ، وتناقلته ألسنة المحيطين به من صغار طلبة الأزهر ، وطلبة المدارس وغيرهم من الطوائف ، فكان هذا أول صدع في تراث الأمة العربية الإسلامية "
أي أن محمد عبده كان يلعب دور (اسلام البحيري) وقتها ثم لعبت الآلة الدعائية البريطانية الدور الاكبر في تثبيت مدرسة اسلام البحيري وقتها وفي ظل الاحتلال وتحت رعاية الجيش البريطاني اصبحت الرواية البريطانية لما قام به محمد عبده هي الرواية الرسمية.
ثورة ثقافية أو تجديد الخطاب الديني قام به عميل كرومر من داخل الأزهر نفسه ومع دعم الاحتلال له ولتلاميذه من بعده اكتسبت هذه المدرسة أرضية وتحول في الإعلام إلى ((تجديد)) وتحول الماسوني عميل الاحتلال محمد عبده إلى ((مجدد))
وبعد ازالة هذه الكتب حلت محلها كتب جديدة (نسخة تقليد مغشوشة مضروبة مبسطة) منزوعة الروح ليظل القرآن بالنسبة لطالب الأزهر, كتاباً مستغلقاً وان فهمه فيفهمه نصاً بالكاد وبلا روح ولا يستطيع تذوقه كما كان يتذوقه أهل الجزيرة العربية, وهذا الطالب الأزهري هو الذي سيصبح فيما بعد عالماً, ليدرس كل هذا بلا روح لطلبته, الذين يخاطبون الشعب به من فوق المنابر بلا روح.
وبهذا اصبح القرآن غير مفهوم للأغلبية, واصبحت الأغلبية بالنسبة للقرآن كالعجم لا تفقه اللغة العربية كما كان يتكلمها أهل الجزيرة العربية وقت نزول القرآن.
واصبح أغلبهم يتعامل مع اللغة العربية كالخواجة, يفهمها بالكاد.
وبعد عقدين من محمد عبده, اصبحت هذه المناهج هي الأمر الطبيعي واصبح من الممكن أن تقول لمن جاؤوا بعده (مات سنة 1905) أنه كان مجدداً وأنت آمن تماماً لأن أحداً لن يقرأ الكتب الأقدم ولن يتحقق مما تقول
وبعد ان اصبح القرآن كتاباً غير مفهوم لطلبة الأزهر (بمعنى أنه لا يفهمه كما كان يفهمه أهل الجزيرة لأن اتصاله به انقطع كثيراً), ظهر من يشكك في القرآن نفسه واصبح من الممكن أن يجد أتباعاً من بين هؤلاء الذين انقطع اتصالهم بفهمه.
وهي مراحل لا شك لديّ في أنها تمت وفق تخطيط دقيق وتعهدها الاحتلال بالرعاية حتى اثمرت نتائجها ودليلي في ذلك, رسالة الملك الأسير لويس التاسع, الخاصة بالاختراق الفكري والتي ما تزال تُنفذ حتى الآن.
حتى تفهم جلال ألفاظ القرآن يجب أولاً أن تكون على المام باللغة العربية على نفس مستوى فهم أهل الجزيرة العربية الذين كان النبي صلى الله عليه وسلم يتلو عليهم القرآن فيرتعشون من كلماته أو ينبهرون ويقولون أن هذا ليس كلام البشر.
كانت هذه هي الثورة التي احدثها محمد عبده تلميذ الشيعي الخبيث جمال الدين الايراني الذي زعم أنه أفغاني.
وهكذا وخلال قرن من الطمس اصبح الاسلام غريباً في مصر .. وجاءت غربة الاسلام في الاساس من تضييع المفتاح الذي تفهم به القرآن.
ولذلك, فالحل بداية هو العودة إلى دراسة ذلك التراث الذي دعى الماسوني محمد عبده إلى الثورة عليه والسير على خطواته وخطوات سيده كرومر بأستيكة.
والأمر بالطبع يحتاج إلى مجهود فكري وبحثي أعمق, ولكن هذه هي الصورة بإجمال.
فنحن بحاجة إلى الثورة على محمد عبده وجمال الدين الايراني .. نحن بحاجة إلى الثورة على ما سموه ((التجديد)) ووضع الأمور في نصابها وكشف حقيقتهم, كما أننا بحاجة إلى العودة لجذورنا وبدء ثورة فكرية نعود فيها إلى جذورنا وهذا بحاجة إلى مجهود واعلام واعِ.
#آيات_عرابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق