الأربعاء، 16 أبريل 2014

مدرب الكارتيه و القوانين الوضعية

الدكتور محمد يوسف عدس
لقد تجنّبتُ الخوض أو التعليق على فضيحة مدرب الكاراتيه بالمحلة الكبرى ، تحسُّبًا من اكتساب إثم بغير قصد.. ولكن يهمنى، كما يهم القراء جانبا فى القضية ينبغى أن نستخلص منه العبرة المناسبة.. وهذا حق وواجب.. ولا بأس من تناول الموضوع دون ذكر أسماء .. فى هذا المجال هناك أربع نقاط هامة:
النقطة الأولى:
أن المدرّب المتهم بممارسة الجنس و أعمال منافية للآداب مع 25 امرأة وقام بتسجيل هذا فى سى دى لابتزازهن ، كان مديرا لحملة الفريق شفيق الرئاسية بالمحلة، وهو الآن من أكبر مؤيدي المشير عبد الفتاح السيسي .. وهذا يقرِّبنا من فهم الحكمة الشعبية التى تقول: إن "الطيور على أشكالها تقع".. ويجعلنا نفهم بيت الشعر الشعبي الذى كان يردده أبى رحمة الله عليه:
رأيت النخل يطرح كلَّ قَحْفٍ ** وهذا الِّليـــفُ ملتَفٌّ عليــــه
فقلت هذا من صُنْــعِ ربِّــى ** شبيهُ الشيءِ منجذبٌ إليـه
النقطة الثانية-
أن أقارب المنخرطات فى الواقعة من القضاة والشرطة وغيرهم كانوا من أعداء المتظاهرين السلميين فى رابعة وكانوا يشيعون عنهم أكاذيب فاقعة.. ويروّجون عن الحرائر الشريفات فرية حقيرة سمّوْها "جهاد النكاح" لا أساس لها ولا دليل عليها ؛ ففضحهم الله فى أعراضهم وبأسمائهم فى وقائع مسجّلة بصور فيديو..
لا نشمت فى أحد.. حاشا لله..! ولكن نقف عند استخلاص العبرة الإلهية منها.. وليزداد يقيننا بأن عين الله لا تغفل .. وانه جلّ شأنه حيٌّ قيُّومٌ لا تأخذه سِنَةٌ ولا نوم .. وأنه لن يُفلت الظلمة من العقاب فى الدنيا ولا الآخرة..
النقطة الثالثة:
أن شهوة ممارسة الزنا بدون خوف من عقاب.. إلى جانب أنواع أخرى من الرزائل الشخصية كتعاطى الخمر ، واستحلال المال الحرام.. وأنواع من الفساد الاجتماعي ، لدى كثرة من النخب والقيادات السياسية والشرطية والعسكرية والقضائية ، من أكبر الأسباب التى تجعل من هؤلاء أعداءً دائمين للتوجه الاسلامي فى الحكم ، لذلك نراهم يستميتون في رفضهم لتطبيق الشريعة أو الاقتراب من ذلك".
النقطة الرابعة:
هذه القضية تكشف عن عورات كثيرة فى القانون المصري فيما يتعلّق بجريمة الزنا؛ فالقانون لا يعاقب على الزنا ما دام برضا الطرفين.. وطالما لم يتقدّم أحد من أزواج النساء بشكوى .. كما تكشف عن عورات فى أخلاق أشباه الرجال الذين مسّتهم الفضيحة فى صميم أعراضهم.. ولكنهم لن يجرؤوا على رفع قضايا ضد زوجاتهم. فتتعمَّق الفضيحة وتنتشر وتتأكد..
وأعتقد أن سيناريو بعض المراقبين هو الاحتمال الأقرب كحلٍّ مؤقت لإيقاف الفضيحة وتداعياتها فى الإعلام : فقد توقّع بعضهم تصفية المدرب محور الفضيحة .. وإشاعة أنه قام بالانتحار فى سجنه.. والأسباب كثيرة.. والسحرة كثيرون .. !! ولله فى خلقه شئون..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق