الأحد، 30 مارس 2014

السيسي و المأمورية الحقيقية


لم تنصّب أمريكا السيسي ملكًا جديدًا على مصر فقط لحماية أمن إسرائيل أو للإسهام في حصار غزة.. إن لدى إسرائيل أقوى جيشٍ في المنطقة بأسرها ولا تُعجزها "حماس" ولا غيرها - مع احترامنا لها - عن البطش بها.
وكما يترك المتسول المحترف في جسده عاهةً يستدر بها عطف الناس وعطاءهم؛ تركت إسرائيل غزة لتستدر بها عطف الغرب وعطاءهم.
إذن ما الثمن الذي دفعه / سيدفعه السبسي مقابل جلوسه على عرش مصر؟!
إن السؤال الذي سيطر على تفكيري بعد مجازر الحرس، ورابعة والنهضة والمنصة هو لماذا؟!
لماذا تم فض هذه الاعتصامات بهذه الوحشية وبذلك القدر من الدموية؟! بينما يجمع الجميع على أن الفض كان يمكن أن يحدث بخسائر لا تُذكر؟!
في بلدٍ يُحْكم بالنكات والأغاني؛ يمكن أن يجيب على ذلك السؤال أغنيتان تزامنا مع الفض وقرارٌ تلاهما.
فأما الأغنيتان: فهما "تسلم الأيادي" ، و " إحنا شعب وانتو شعب" وأما القرار: فاعتبار الإخوان جماعةً ارهابية في تعجّلٍ مفضوح بعد تفجيرات "مفبركة" !
إذا عرفت تأثير الأغنيتين والقرار كنت قادرًا على استنتاج مهمة السيسي "المقدسة" وثمن السماح للقزم بوضع تاج الشمال والجنوب على رأسه : تشظية الشعب المصري وتفتيته وجدانيًا تمهيدًا لتقسيم الأرض في المستقبل الذي أراه قريبًا هي مهمة القزم في مصر !
نعم؛ لم تكن الطائفية موجودة في مصر كالعراق وسوريا، وعدد النصارى المحدود لا يؤهلهم للعب هذا الدور، على الأقل بشكل مباشر؛ كما أن مصر ليس بها قبلية كما في ليبيا؛ فكان الحل الوحيد هو إحداث صدع مجتمعي يفرقون به حتى بين المرء وزوجه وقد كان !
مهمة السيسي القادمة والتي يقوم بها بالوكالة عن أمريكا هي "تقسيم مصر إلى أقاليم صغيرة" لإزالة أكبر عقبةٍ في طريق الشرق الأوسط الجديد الذي رسمته أمريكا وقام البرادعي فيه بدوره على أقذر وجه في العراق ومصر وعمرو موسى في ليبيا والأخضر الإبراهيمي في سوريا !
‫#‏سامح_محمود‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق