الأحد، 30 مارس 2014

مقال رائع للدكتور أحمد فتحي عن التجربة اليابانية

منذ أيام تعرفت مصادفة ببعض الشباب من اليابانيين المعينين حديثا في وزارة الخارجية اليابانية ويدرسون اللغة العربية حاليا في مصر والأردن بمنحة تفرغ من وزارة الخارجية اليابانية لسنتين أو ثلاث سنوات. لقد اندهشت من تفوقهم الواضح في القراءة والكتابة وكذلك المحادثة باللغة العربية الفصحى رغم انهم لم يكونوا متخصصين في اللغة العربية اثناء دراستهم بجامعاتهم باليابان، لدرجة أنه كانت بينهم سيدة شابة لم تدرس سوى سنة ونصف السنة للفة العربية ورغم ذلك فقد شرحت لي فن الكابوكي والتصميم الفني للمسرح الخاص بعروضه بلغة عربية دقيقة !! لقد قلت دهشتي حين علمت أنهم متخرجون من جامعات القمة في اليابان وأنهم تم "تنقيتهم على الفرازة" دون كوسة وأنه بعد أن يتم تقسيمهم على أقسام وزارة الخارجية اليابانية المختلفة يتم بعد ذلك اعدادهم للعمل في سفارات اليابان في الخارج عن طريق اعطائهم 3 سنوات للتفرغ للتدريب على اللغة التي تخص البلد الذي سيسافرون اليه مستقبلا للعمل به . لقد عرفت مجددا سببا من أسباب تقدم اليابان وهو"وضع الشخص المناسب في المكان المناسب" وفي نفس الوقت شعرت مجددا بالحسرة على حالنا في مصر حيث نعيش بشعار"الشخص الغير مناسب في المكان الغير مناسب" وهي ثقافة شعب أكثر من كونها مسئولية الحكام- والذين نشأوا أيضا يستنشقون هواء نفس الثقافة-حيث الكوسة والمحسوبية وصلة القرابة و"شيلني واشيلك" ولايخلو الأمر أحيانا من "الهدايا البريئة".ومع استمرار هذا الفكر ليس من حقنا أن نحلم ب"عيش وحرية وعدالة اجتماعية"أو أ، نحلم بأن نكون مثل "بريطانيا العظمى" -كما قال واحد من المطبلاتية في التليفزيون- حتى ولو جاء ألف رجل مستنسخ من السيسي وإذا لم نصلح من أنفسنا ونصحو لضمائرنا ونحارب بشجاعة وثقة بالنفس هذه المظاهر السلبية في حياتنا فمصيرنا يوما ما الى ثورة عارمة تقضي على الأخضر واليابس!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق