الثلاثاء، 8 يوليو 2014

الرئيس و العرص-آيات العرابي

الرئيس والعرص
الكادحين في مصر صنفان , شخص مقاتل يقاوم الظروف ولا يتركها تتغلب عليه, ويصر على تحقيق هدفه ويأتي هذا من الرزق الحلال حتى وإن كان قليلاً والتربية السليمة القائمة على الدين والآخر ينشأ حاقداً على المجتمع حسوداً يعيش بين الناس كالأجرب, يتمنى لهم الشر وزوال النعمة, الأول يتفاخر بظروفه الأسرية ولا يخفيها على الناس ويجعلها مصدراً للفخر والاعتزاز والثاني, يداري ظروف نشأته ويتبرأ منها خجلاً ويضيف عليها تفاصيل يظن أنها تحسن من صورته, وعندنا في السنتين الماضيتين مثالان على النوعين, الأول الرئيس مرسي, نشأ في بيئة فقيرة تعمل أسرته بالفلاحة, وما يزال أخوه يعمل مزارعاً في قطعة أرض صغيرة تمتلكها أسرته التي تسكن في بيت متواضع ولا يخجل من نشر الإعلام لصورة شقيقه وهو يفلح الأرض, ولا يستطيع أحد أن ( يكسر عينه ) فأخته تُعالج في مستشفى حكومي متواضع الإمكانات وتموت فيه وهو رئيس مصر, وآخر نشأ في بيئة فقيرة, وكان أبوه يمتلك فرشة عطارة في الحسين ويسكن مع 13 أخاً وأختاً في شقة من غرفة وصالة في الجمالية, وهي ظروف كان من المفترض أن تدفع أي شخص سوي للفخر بها, لا أن يداريها, الأول حارب وناضل وكافح ودرس وتفوق حتى اوفدته كليته إلى الولايات المتحدة لدراسة الدكتوراة واصبح دكتوراً في الهندسة وانضم لأعرق جماعة سياسية في مصر, والثاني تخلص منه أهله بعد الإعدادية و ( شحنوه ) على المدرسة الجوية للتخلص من مصروفاته التي كانت تثقل كاهل أسرتهم, الأول كان يسكن في شقة إيجار والثاني يمتلك مجموعة من الفيلات استولى عليها من مال الشعب ومجموعة من السيارات الفخمة التي نهبها من جيوب المصريين, الأول كان قريباً من الفقراء ( يحنو ) عليهم ورفض شروط صندوق النقد الدولي لرفع الدعم عن الوقود, والثاني ادعى أنه ورث ( ثروة من بابي العطار صاحب الفرشة ) ورفع الدعم عن الوقود ليمرر حياة المصريين وليفقر الملايين, الأول تربى ونشأ من طينة الوطن والثاني نشأ منبوذاً وتربى في قمامة الوطن, الأول لم يبحث لنفسه عن مكسب مالي وظل يسكن في الشقة الإيجار ويأكل ( ساندويتشات ) تعدها السيدة زوجته حتى وهو رئيس, والثاني قتل المصريين وافقر من تبقى منهم ليعيش هو حياة القصور, الأول حارب ليدفع الاغنياء ما تهربوا من دفعه للوطن والثاني يسرق اللقمة من فم الفقير ليأكل الأغنياء الذين يعلم الله كيف اغتنوا, الأول أقر قانوناً يقضي بأن تدفع الدولة مبلغاً من المال للمرأة المعيلة, والثاني يسعى لنهب المصريين برفع الدعم عن التموين وبزيادة اسعار الوقود ليحرق الفقر جلود المصريين ويحطم حياتهم, الأول قاتل من أجل وطنه وسخر منه الإعلام عندما خاطب المصريين بجملة أهلي وعشيرتي والثاني اغمض الإعلام عنه عينيه عندما نطق هراءه واظهر ضمور خلايا مخه وخاطب المصريين بالمسريين, الأول لم يحصل على أي مكسب ورفض الغاء الدعم وزيادة اسعار الوقود واطلق سلاحه الحضاري ( د. باسم عودة ) الذي كان يقفز على عربات الأنابيب ويفتش على افران الخبز ليأكل المصريون خبزاً نظيفاً والثاني رفع اسعار الوقود ورفع مخصصات ضباط الجيش, بحيث يتقاضى الملازم الاول عند تعليقه اول نجمة بعد التخرج 4500 جنيه مصري بينما يتعفن المواطن الكادح بحثاً عن 500 جنيه, الأول كان المصريون أهله وعشيرته والثاني كانت ميليشيات الشرطة وفاسدو الجيش والممثلات اللاتي يتقاضين الملايين في المسلسل الواحد أهله وعشيرته, الأول رئيس مصر والثاني هو العرص.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق