الأحد، 16 نوفمبر 2014

نجيب و عصابة الكلاب

«كان للثورة أعداء، وكنا نحن أشدهم خطورة. كان كل ضابط من ضباط الثورة يريد أن يملك، يملك مثل الملك، ويحكم مثل رئيس الحكومة، لذلك فهم كانوا يسمون الوزراء بالسعاة، أو بالطراطير، أو بالمحضرين. وكان زملاؤهم الضباط يقولون عنهم: طردنا ملكا وجئنا بثلاثة عشر ملكا آخر.
هذا حدث بعد أيام قليلة من الثورة، منذ أكثر من 30 سنة، وأنا اليوم أشعر أن الثورة تحولت بتصرفاتهم إلى عورة، وأشعر أن من كنت أنظر إليهم على أنهم أولادى، أصبحوا بعد ذلك مثل زبانية جهنم، ومن كنت أتصورهم ثوارا أصبحوا أشرارا. لقد خرج الجيش من الثكنات، وانتشر فى كل المصالح والوزارات المدنية فوقعت الكارثة التى لا نزال نعانى منها إلى الآن فى مصر»
كان كل ظابط من ضباط القياده يريد ان يكون قويا ... فاصبح لكل منهم شله كانت هذه الشله غالبا من المنافقين الذين لم يلعبوا دورا لا فى التحضير للثوره ولا القيام بها ... والمنافق دائما مثل العسل على قلب صاحب النفوذ...
لذلك فهو يحبه ويقربه ويتخلص بسببه من المخلصين الحقيقين , الذين راحوا وراء الشمس لان اخلاصهم كان هما وحجرا ثقيلا على قلوب الضباط من اصحاب الجلاله ... تعددت الشلل داخل الجيش وحول ظباط القياده وبدا الصراع بين هذه الشلل وتحول الى قتال يومى شرس وظهرت مراكز القوى "
" أن أول شئ فعله ضباط القيادة بعد أن أستقرت لهم الأمور أن غيروا سيارتهم الجيب وركبوا سيارات الصالون الفاخرة للتميز بينهم وبين باقى الضباط اللأحرار ة, وترك أحدهم شقته المتواضعة واستولي علي قصر من قصور الأمراء حتي يكون قريبا من أحدي الأميرات التي كان قصرها قريبا من القصر الذي استولي عليه وكان لا يتورع من الهجوم على قصرها بعد منتصف الليل وهو فى حالة إغماء بسبب الخمور
وعندما حاولت أن ارده عن فعله قال لي : اننا نسترد جزء مما دفعناه لسنوات طويلة "
وترك ظابط أخر الحبل لزوجته على الغارب لتعرف كل ما كان يحدث فى مجلس القيادة وتستغله لصالحها وصالحه "
"
قال لي جمال عبدالناصر " لقد أتخذنا قرارا نرجوا ان توافقنا عليه , وهو أن يأخذ كل عضو فى قيادة الثورة على 10 الاف جنية وتاخذ انت 14 الفاَ فيكون المجموع 134 ألفاَ
فأحسست بالغيظ وغلى الدم فى عرقى وصرخت " أسكت أسكت "
فقال لي إنه كان يمذح وأنا لم أصدقه بالطبع "
" لقد سرق بعض الضباط الأحرار فلوس معونة الشتاء ،
وسرقوا هدايا وبضائع قطارات الرحمة وباعوها علنا ،
وسرقوا فلوس التبرعات الخاصة بالشئون الاجتماعية ،
وسرقوا تحف ومجوهرات القصور الملكية .. "
ولقد حاولت فعل المستحيل لأن أعيد الضباط الى ثكناتهم وأصدرت قرارات مشددة بذلك وتكلمت مع الظباط أثناء زيارتى لهم فى الوحداث وأفهمتهم خطورة تدخلهم فى الحياة المدنية
لكن كل ذلك لم يأتي بنتيجة
محمد نجيب - من كتاب " كنت رئيساَ لمصر "
* اليوم ذكرى إنقلاب الجيش على الرئيس محمد نجيب وإعفاؤه من منصبه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق