الثلاثاء، 8 يناير 2013

مقال قديم مهم لوائل قنديل

فى انتظار الزعيم شفيق

أضف تعليقك تعليقات : 59
نشر فى : السبت 4 أغسطس 2012 - 9:25 ص
آخر تحديث : السبت 4 أغسطس 2012 - 9:25 ص
أن تنتقد أداء الدكتور محمد مرسى بعنف، وأن ترفض المنهج الذى شكلت على أساسه حكومة قنديل، وأن تعتبر هذه الحكومة ملهاة سياسية، فهذا لا يعنى أبدا أن يكون البديل على طريقة ثكالى وأرامل الجنرال الهارب، اللاتى والذين يمضغون بطريقة مضحكة عبارة «مش قلنالكم؟».

إن عناصر المعادلة لا تزال كما هى: الاختيار كان بين خصم كاره وعدو واضح للثورة، وبين مرشح ينتمى على نحو من الأنحاء لها، وعليه فلو تكرر هذا الموقف مائة مرة لكانت الإجابة هى ذاتها التى اختارها كاتب هذه السطور وهى «محمد مرسى» وهو الموقف الذى قد يثير حفيظة بعض الذين انتابتهم حالة «شفشقة» كاذبة بدعوى الانتصار للمدنية، وآخرين من «الشفاشقة» المحترمين الذين امتهنوا العمل فى حملته، ولا يزالون يستحلبون منه الكلام الأجوف على طريقة «قلت له فقال لى شوف» ويكتبون على لسانه عبارات أنيقة هو ليس قائلها بكل تأكيد من واقع متابعة حواراته التليفزيونية المباشرة، التى فاقت كوميديا «الليمبى ٨ جيجا».

وبشكل عام مهما كان حجم الإحباط من الأداء، ومساحة عدم الرضا عما جرى بشأن الحكومة الجديدة والفريق الرئاسى، فإن هذا كله لا يمكن معه استدعاء جنرال «تيرمينال ثرى» إلى المخيلة، والاستدعاء المنطقى والمقبول الوحيد له هو أن يجرى إحضاره للاستماع لأقواله فى أكوام البلاغات المكدسة ضده، وآخرها بلاغ النائب عصام سلطان الخاص بأرض جمعية الطيارين التى منحها لابنى الرئيس المسجون، حين كانا فى شرخ الصبا، والذى على أساسه أمرت النيابة بحبسهما ١٥ يوما، وعرضا التنازل عن الأرض.

إن الأوهام قد تبلغ بأعضاء رابطة مشجعى «تيرمينال ثرى» حد توهم أن أحدا يمكن أن يداهمه الحنين لزمن المخلوع، عن طريق استثمار الارتباك الحاصل فى مؤسسة الحكم الجديدة، ومن خلال توظيف لا تخطئه العين لمعظم أعمال دراما رمضان، وبرامج التوك شو الحوارية، التى تحفل بعديد من البكائيات على ما مضى، وكأن مصر كانت جنة.

وهذا ما يفرض على الدكتور محمد مرسى ألا يستسلم لمنطق التطبيع مع النظام القديم، وما يسمى بـ«الدولة العميقة» وقد بدا ذلك واضحا فى تشكيل حكومة هشام قنديل، والتى جاءت وكأنها حصيلة محاصصات أو تفاهمات أو تقاسمات بين جماعة الإخوان وجماعة العسكر، كما أن خطوة تعيين كمال الجنزورى مستشارا للرئيس تبدو غير مفهومة على الإطلاق، خصوصا لو عدنا بالذاكرة إلى تصريحات جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة وقت أن كان مرسى رئيسا له عن ضرورة إزاحة حكومة الجنزورى باعتبارها عقبة فى طريق الثورة.

لقد وعد الدكتور مرسى باستكمال الثورة والقطيعة التامة مع عصر النظام الساقط، غير أن اشتمال التركيبة الحكومية على رموز من أمانة سياسات ورجال جمال مبارك يجسد تناقضا صارخا بين الأقوال والأفعال.

إن الناس كانوا ينتظرون مصالحة مع قوى الثورة، ففوجئوا بمصالحة مع دولة مبارك العميقة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق