السبت، 5 يناير 2013

رجال أعمال من زمن المحترمين



للوطنية وجوه نعرفها وأخرى ما زلنا نحاول إكتشافها ، فى تاريخنا الوطنى حدث فريد من نوعه لوجه جديد من الوطنية يثير إنبهارك ودهشتك وقد يحرك دموعك إعجابا بهذا الوطن الملهم..
الحاج خليل عفيفى ..
تاجر أقمشة من الزقازيق لم ينتمى يوما إلى أى حزب سياسى أو تيار فكرى ، وصل لسمعه أن الزعيم الكبير محمد فريد توفى فى الغربة ( ألمانيا ) وأن الإحتلال الإنجليزى قرر عدم دخول جثمانه مصر ، إنزعج الحاج الغير مسيس بهذا القرار مع زعيم الوطن ، سافر إلى القاهرة وسعى قدر الإمكان للحصول على تصريح من الحكومة للموافقة على نقل رفات الزعيم إلى وطنه ، وافقت الحكومة لكنها رفضت تحمل أى تكاليف أو إجراءات نقل الرفات فى الوقت الذى تعانى فيه إسرة الزعيم من الفقر ، قرر الحاج عفيفى بيع جميع أملاكه وإستخدام النقود فى مهمة الوطنية تتمثل فى إحضار الجثمان بنفسه من ألمانيا ، سافر بالفعل إلى باريس لكنه توقف هناك لمدة شهر بسبب إندلاع مظاهرات فى ألمانيا ولم يكن الوضع مستقرا هناك هذا بخلاف إصابته بإلتهاب رئوى حاد ، بعد إستقرار الوضع فى ألمانيا تحامل الحاج عفيفى على ألام المرض وسافر إلى ألمانيا ليفاجئ هناك بقانون ألمانى يمنع نقل رفات أى متوفى خارج البلاد ، لم ييأس الحاج عفيفى وبدأ رحلة البحث عن مصريين هناك لمساعدته وفعلا يوفقه الله في العثور علي ثلاثة مصريين أيدوا فكرته وهم الدكتور عبد العزيز عمران واسماعيل لبيب والتاجر المصري محمد سليمان وبذل المصريون الأربعة كل المساعي لدي الحكومة الالمانية وساعدهم في ذلك البارون الالماني اوبنهايم، واحتج الأربعة لدي الحكومة بالالمانية بواقعة مشابهة إذ سبق أو وافقت علي نقل جثمان احد الضباط الفرنسيين إلي بلاده بناء علي طلب الحكومة الفرنسية..
وبالفعل حصلوا على ترخيص بنقل الرفات ، وسافروا بالجثمان من ألمانيا إلى النمسا ثم إلى إيطاليا وفى كل دولة يواجهون إجراءات وعراقيل يتغلبوا عليها ..
وبعد رحلة ثمانية أشهر من المعاناة يصل الحاج خليل عفيفى إلى ميناء الأسكندرية مصاحبا الجثمان فى تاريخ 21 مايو 1920 ، وإحتراما لجثمان الزعيم محمد فريد المغطى بعلم مصر نكست الأعلام فى الميناء وخرج المئات من المواطنين يطلقون الزغاريد والتهليل مصحوبة بالدموع لعودة رفات زعيمهم المحبوب إلى أرض الوطن حاملين لافتات فيها كلمات الزعيم ..
وضع الجثمان فى مقابر السيدة نفيسة وبعدها بعام قرروا جمع جثمان الزعيم محمد فريد وصديقه الزعيم مصطفى كامل فى ضريح واحد ..

أما عن الوطني الحاج خليل عفيفي الذى حصل على نيشان الوطنية من الحكومة فقد خرج في جنازته الاطفال والنساء والرجال والشيوخ، المسلم والمسيحي.. ليودعوا هذا الرجل الذي اعطي المصريين درسا في معني الوطنية الحقة.
وضعت علي قبره قطعة من الرخام مكتوب عليها: هذا قبر الوطني الصادق الوطنية المرحوم الحاج عفيفي ناقل جثة بطل مصر محمد فريد رحمه الله على شهداء مصر ورجالها وابطالها.

- الصورة ( أحفاد الحاج خليل عفيفى بجوار صورته وفوقها صورة الزعيم محمد فريد )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق