الأحد، 24 يونيو 2018

و ادي كمان جاسوس خدم خونة جزيرة العرب



من هو فيلبي كبير مستشاري الملك عبد العزيزآل سعود للشئون الخارجية؟ 

"هذا أعظم مكتشفي جزيرة العرب" 

هذا هى العبارة المكتوبة على شاهد قبر المستشرق والرحالة الشهير الحاج عبد الله فيلبي
"هذا أعظم مكتشفي جزيرة العرب" 

هو الكولونيل هاري جون سانت فيلبي من مواليد 3 أبريل عام 1885 في جزيرة سيلان
انتقل مع أبيه إلى بريطانيا عام 1891 وأكمل دراسته في جامعة كامبردج عام 1907، ثم درس التاريخ والقانون الهندي، وتعلم اللغات الفرنسية والألمانية والهندستانية والفارسية والعربية، وعاد إلى الشرق ضمن أفواج المخابرات البريطانية، أمثال كتشنر ولورنس ومكماهون، وكوكس ومس بل وكلايتون، وغلوب وولسون وغيرهم.

أُرسل فيلبي إلى الهند عام 1908ليعمل في المخابرات الإنجليزية هناك، وترقى عام 1914 ليصبح نائب حاكم (لايلابور) ثم انتقل ليرأس دائرة الصحافة في البنجاب، ولكن بعد نشوب الحرب العالمية الأولى بدأت بريطانيا تعد العدة لانتزاع ما يمكن انتزاعه من ممتلكات الدولة العثمانية وفي مقدمتها العراق، فشقت البحرية البريطانية طريقها إلى البصرة في نوفمبر 1914 يترأسها السير برسي كوكس ومن أبرز معاونيه المستر فيلبي الذي عيِّن ضمن الجهاز الإداري الذي يرأسه كوكس.
بعد عام واحد عيِّن فيلبي مساعداً مالياً في البصرة وأنيط به تحرير صحيفة (الأوقات البصْرية) التي تصدرها دائرة المندوب السياسي البريطاني. وقد كان لجولاته في جنوب العراق لجمع المعلومات ولقائه بديكسون الذي سبقه إلى المنطقة في سوق الشيوخ أثر بالغ عليه للولع بالعمل في الصحراء.
بعد احتلال بغداد في 17 مايو 1916 عين فيلبي مساعداً ثانياً للحاكم هناك واشترك مع القسيس ماري الكرملي في إصدار صحيفة (العرب)
ذكر في سيرته الذاتية
" إنه أصبح لديه شيء من الهوس" وأنه "أول اشتراكي ينضم لجيش الراج البريطاني في عام 1907. وتم أرساله إلى لاهورفي عام 1908 حيث تعلم الأردية والپنجابية والبلوشية والفارسية ولاحقاً العربية. تزوج فليبي زوجته الأولى ((دورا جونسون)) في سبتمبر 1910, وكما كان شاهد العريس في مراسم العقد ابن عمه الذي أصبح فيما بعد المارشال برنارد مونتغمري, والقائد الأعلى لقوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وكانت زوجته الأخرى من المملكة العربية السعودية. لم ينجب الا ابن واحد وثلاث بنات

افرج مكتب السجلات العامة والارشيف القومي ببريطانيا صباح الخميس 28 نوفمبر (تشرين الثاني) 2003، ولأول مرة عن 311 ملفا عن العملاء والنشاط الاستخباراتي، كان مقررا الافراج عنها عام 2005.
بين تلك الملفات، ملفان بالرقمين KV/2/1118 وKV/2/1119 عن هاري سانت جون بروجر فيلبي، الذي اصبح الحاج عبد الله فيلبي بعد اعتناقه الاسلام، وفي الملفين 236 وثيقة
رجل يستقيل من الخدمة المدنية الهندية ليدخل المنطقة العربية، ثم يعتنق الاسلام ويصبح مقربا من الملك عبد العزيز وتدور به الدائرة ليقول له الملك «انت كذاب». ورجل يجادل حكومته البريطانية بأن الملك عبد العزيز هو الوحيد القادر على توحيد السعودية خلافا لترشيحات لورنس العرب، فيقول له اللورد كيرزون عضو مجلس الحرب «انت مجنون يا فيلبي..».
- وعد بلفور 1917 : التمهيد لوعد بلفور إسرائيل
عندما قامت الثورة العربية ضد الخلافة العثمانية هي ثورة قام بها الشريف حسين حاكم مكة ضد الدولة العثمانية في يونيو عام 1916 بدعم من بريطانيا خلال الحرب العالمية الأولى؛ حيث تمكن أفراد القبائل الذين انضموا إلى الثورة من تفجير خط سكة قطارات الحجاز بمساعدة ضابط المخابرات البريطاني "لورنس العرب "، ومنعوا وصول الدعم العثماني إلى الحجاز، ثم طردوا الجيش العثماني من مكة والمدينة والطائف وجدة وينبع والعقبة ومعان ودمشق وأخيرًا حلب في عام 1919م. وكان ذلك نذيرًا ببدأ ضياع فلسطين..
اتفق الشريف حسين مع بريطانيا على إنشاء مملكة للعرب، يكون الشريف حسين ملكًا عليها، وتضم هذه المملكة الحجاز والعراق وسوريا والأردن وعاصمتها مكة المكرمة، مع استبعاد فلسطين من الاتفاق حيث كان يرتب لها أشياء أخرى في المستقبل.. كما تم الاتفاق على التعاون العسكري بين المملكة العربية الوليدة وبريطانيا، الذي كان يعني فرض الحماية البريطانية على المملكة نظير حماية المصالح الإنجليزية في المنطقة الإسلامية، ووقوف الشريف حسين إلى جانب بريطانيا في مواجهة الخلافة العثمانية! وبموجب هذا الاتفاق قام الشريف حسين بحمل سيفه لضرب الخلافة العثمانية في ظهرها؛ بينما كانت دولة الخلافة تحارب في الغرب والشمال أوربا الشرقية وإنجلترا وفرنسا وإيطاليا، وبينما تحارب في الشرق روسيا القيصرية يأتي الشريف ويطعن في الجنوب، فيضرب الجيش التركي المسلم في الشام وفلسطين..
ذلك ليس بمسمى الخيانة ومساندة الصليبيين ضد دولة الخلافة الاسلامية ؛ ولكن تحت اسم جميل عنوان براق وهو: "الثورة العربية الكبرى"؛ ثورة للتحرر -كما يقولون- من الظلم والاستبداد واحتلال الأتراك للعرب!!
سرعان ما تكشَّف زيف هذه الدعاوي؛ فعلى الرغم من تعهدات بريطانيا للعرب بقيام دولة عربية كبرى؛ فإنها أجرت مفاوضات واتفاقيات سرية مع فرنسا وروسيا تناولت اقتسام الأملاك العثمانية بما فيها البلاد العربية، ثم انفردت بريطانيا وفرنسا في اتفاقية سرية عرفت باتفاقية "سايكس بيكو" نسبة إلى كل من المندوب البريطاني مارك سايكس والمندوب الفرنسي فرانسوا جورج بيكو وقد قاما بهذه المفاوضات في الفترة من نوفمبر عام 1915 إلى مايو 1916م – أي قبيل أحداث الثورة العربية- والتي افتضح أمرها بعد قيام الثورة البلشفية الشيوعية في روسيا في شهر فبراير عام 1917 م
وعد بلفور 1917 ثم في السنة نفسها غدرت بريطانيا بالعرب مرة أخرى حين قدمت لزعماء الصهاينة وعدًا بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين من خلال ما عرف بوعد بلفور الصادر في 2 من نوفمبر 1917م. وبلفور هذا هو "آرثر جيمس بلفور - وزير خارجية بريطانيا، في حكومة "ديفيد لويد جو رج " الذي خلف أسكويث في رئاسة الحكومة البريطانية، الذي وجدت في فترة ولايته الأصوات المؤيدة لإقامة دولة يهودية في فلسطين آذانًا صاغية
كان ذلك الوعد في خطاب أرسله بلفور إلى اللورد اليهودي روتشيلد، وعلى الرغم من أنه مجرد خطاب لا يحمل أي صبغة قانونية، ونصَّ فقط على أن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى إقامة وطن قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وسوف تبذل خير مساعيها لتسهيل بلوغ هذه الغاية، فإن هذا الخطاب أصبح الأصل الرئيسي الذي اعتمد عليه الصهاينة في إقامة دولتهم.
ترنحت الدولة العثمانية تحت الضربات البريطانية المتكررة خلال سنوات الحرب العالمية الأولى؛ مما اضطرها إلى سحب قواتها من فلسطين في عام 1917م بدافع الحفاظ على الوطن التركي، وأيضًا لتجنيب الأراضي المقدسة ويلات الحروب، وبالتأكيد فإن المتغيرات الحادثة في عقر دار دولة الخلافة وارتفاع صوت أصحاب النزعات القومية كان له أعظم الأثر في اتخاذ مثل هذا القرار! على كل الأحوال فقد تسبب سحب القوات العثمانية إلى خُلوِّ الطريق أمام القوات البريطانية لاحتلال الأراضي الفلسطينية، وبالفعل في 9 من ديسمبر 1917م كان الطريق ممهدًا أمام الجنرال الإنجليزي "ألنبي " لدخول مدينة القدس ! والمحزن أن الهدف من دخول القدس كان واضحًا في ذهن الجنرال الإنجليزي أكثر منه في أذهان العرب والمسلمين؛ فقد كان أول ما قاله الجنرال الإنجليزي وهو "يتبختر" مترجلاً في أراضي المسلمين:
" والآن انتهت الحروب الصليبي "
وانتهت الحرب العالمية الأولى، وسقطت الدولة العثمانية بعد هزيمتها، واحتلَّ الحلفاء واليونان أجزاءً منها، ووقعت الأستانة تحت سيطرة الإنجليز، وأصبح الخليفة كالأسير فيها، وقُسِّم العالم الإسلامي الخاضع للدولة العثمانية بين الحلفاء المنتصرين فيما عُرف بالانتداب.. وقُدِّر عدد القتلى من جميع أنحاء العالم في هذه الحرب بنحو عشرة ملايين إنسان، وبلغ عدد الجرحى عشرين مليونًا . فقد شَهِد العالم في هذه الحرب الدموية أسلحة لم يعهدها من قَبْلُ؛ فاستُعْمِلَت الأسلحة الكيميائية، وتم قصف المدنيين من السماء لأول مرَّة في التاريخ؛ فعلى الرغم من أن الحرب الجوية كانت فى بدايتها ، فإن الحرب العالمية الأولى شهدت مباراة مفزعة بين الدول المتحاربة في ضرب المدن ودكِّها بالقنابل والفتك بالمدنيين؛ فقنابل الطائرات تتساقط على أي مكان، لا تُفَرِّق بين الأطفال والنساء، ولا تستثني مدرسة أو مستشفى أو دورًا للعبادة، وبعدما كانت الحروب تخاض بتقابل جيشين متنازعين في ساحة المعركة بعيدًا عن المدينة، أصبحت المدن المأهولة بالسكان ساحاتٍ للمعركة؛ مما نتج عنه سقوط ملايين الضحايا . كانت كل دولة تهدف إلى تحقيق السيطرة الكاملة على منافسيها، وكان فهمهم -في هذه المرحلة السوداء من التاريخ الأوربي- أن هذه السيطرة والحسم السريع لن تحدث إلا عن طريق العنف والدمار، ودَفْعِ الشعوب المحاربة إلى الإذعان والاستسلام بتهديد حاجاتهم الأساسية من طعام وشراب ومسكن، وقبل ذلك العمل على سلبهم أدنى شعور بالأمن والأمان في بلادهم. ولكن بمرور الأيام كانت هذه السياسة الإجرامية -التي تنكَّرت لأبسط المبادئ الخُلُقيَّة التي تعارف عليها البشر كبشرٍ وليسوا قطعانًا من البهائم- تتسبب في تأجيج نيران الحرب وزيادة اشتعالها. وقد أنشئت بعد ذلك عصبة الأمم كمحاولة لحل المشاكل بين الدول بالطرق السلمية، ولمنع مثل هذه الحروب مستقبلاً، وعلى الرغم من صواب فكرة إنشاء هيئة دولية لفض المنازعات بين الدول، وبالأخص الدول الكبرى؛ فإن الأيام أثبتت أن العلة ليست في وجود مثل هذه الهيئة، وإنما في توافر النيات الصادقة والمعايير الخلقية التي تدفع هذه الهيئة أولاً إلى أخذ القرارات العادلة، ثم تدفع ثانيًا الدول بكاملها للالتزام بقرارات هذه الهيئة وتنفيذها
أمَّا فلسطين فأصبحت محتلة رسميًّا من الإنجليز، ولكي يستقر الوضع وتهدأ نفوس العرب والمسلمين أعلنت إنجلترا أنها لا تحتل البلاد؛ ولكن فقط هي انتداب وإشراف إلى أجل مسمّى، وهذا الأجل جعلته ثلاثين عامًا؛ فينتهي الانتداب الإنجليزي على فلسطين في 14 من مايو سنة 1948م باعلان قيام دولة اسرائيل !!
نعود الى جون بريدجر فيلبي ‏(( 3 أبريل 1885 - 30 سبتمبر 1960)
"جون فيلبي" أو الشيخ عبد الله، هو مستعرب، مستكشف، كاتب، وعميل مخابرات بمكتب المستعمرات البريطاني. لعب دوراً محورياً في ازاحة العثمانيين عن المشرق العربي وخاصة عن السعودية والعراق والأردن وفلسطين. أعلن إسلامه وخطب الجمعة في الحرم المكي عن فضائل آل سعود على الهاشميين حكام الحجاز سابقاً . لعب دورا فعال في قيام شركة أرامكو تزوج من أمرأه نجدية وأنجب ابنه الوحيد كيم فيلبي.

الحاج عبد الله فيلبى !!
الرحالة الأشهر وصاحب المؤلفات التاريخية والجغرافيا، الغزيرة والضابط والدبلوماسى والذى كان مستشارا سياسياً للملك عبد العزيز، ومن قبل الحرب العالمية الأولى، كان يعمل فى الظاهر كمسئول عن الدائرة السياسية فى البصرة، لكنه فى حقيقة الأمر كان عضواً بمكتب المخابرات الحربية البريطانية ومقره فى العراق - البصرة ..

فقرة دونها فيلبى فى كتابه «أربعون عاما فى البرية» ص 175 جاء فيها «هناك كراسة تربطنى بلورانس، وهى تتعلق بفكرة تحويل خارطة الشرق الأوسط، كانت تلك الكراسة بعنوان – الأروقة المقنطرة لحقبة زمنية منسية – من المحتمل أن تكون بالفعل قد أدينا دوراً فى ذلك التحول»! والأمر المؤكد أنهم أدوا أدوارهم ببراعة – تظاهر بالإسلام عام 1930 وأدى فريضة الحج واشتهر بالحاج عبد الله فيلبى وأصبح من أقوى المقربين حتى أثار بعضا من البلاط الملكى – فى المؤامرة الواسعة التى دبرتها بريطانيا وفى إطارها وزعت عملاءها وجواسيسها..
فيلبى يتظاهر بمناصرة آل سعود، ولورانس يتظاهر بمناصرة البيت الهاشمى، وجيرترود بل تتظاهر بمناصرة أمير حائل ابن رشيد، حليف الأتراك وعدو آل سعود.. كان لورانس يأمل بأن يحكم الأشراف الجزيرة العربية كلها، على الرغم من قناعة فيلبى مبكرا وعلى خلاف رؤية المكتب العربى: «أن رجل الأقدار فى جزيرة العرب هو عبد العزيز أل سعود وليس الشريف حسين بن على، هو رجل المستقبل القادر على تنفيذ سياسة بريطانيا فى المشرق العربى» وتناول فيلبى تفاصيل الحروب الطاحنة بينهما، بعد أن تدهورت علاقتهما حتى وصلت إلى درجة القطعية والعداء، لم يكن عبد العزيز ليرضى بأقل من سحق الهاشميين فى الحجاز، بينما يفاوض فيلبى الهاشميين ويتظاهر بمناصرتهم بوصفه «المشير الناصح الأمير» ويزود القبائل بالمال والسلاح لكى تنضم لصفوف الوهابيين.. كانت الثورة العربية فى أوجها، وعد الشريف حسين نفسه ملكاً للعرب، والأمر الذى لم يكن مقبولاً لدى عبد العزيز «وتطلب الأمر زيارة من رونالد ستورز لابن عبد سعود فى الرياض لينقل له الأهمية التى تعلقها الحكومة البريطانية على الملك حسين!» أيام عربية ص 193.
كما تحدث فيلبى عن دعم الأشراف والقبائل العربية بالعملات الذهبية الإنجليزية، تحدث أيضاً عن «حاجة ابن سعود إلى المال والسلاح إذا أرادت منه بريطانيا أن يحقق هدفها، لا سيما أن جميع وارداته لم تكن لتربو آنذاك على المائة الف جنيه فى العام تضاف اليها منحة سنوية قدرها ستون ألف ليرة ذهبية يتقاضاها من بريطانيا» !
وبينما كانت بريطانيا – ممثلة فى لورانس وفيلبى وستورز – تسرف فى وعودها للشريف حسين، وعقب توقيع اتفاقية سايكس – بيكو بنحو خمسة أسابيع كان الهجوم الكبير للوهابيين على الحامية التركية فى مكة المكرمة وذبح أكثر من 26 ألفا من أهلها ومن الأشراف، بالتزامن مع قصف الأسطول البريطانى لحصون جدة !
ووسط هذه التطورات السياسية والمعارك الرهيبة بين خصمين عربيين، أشار فيلبى فى أحداث مايو 1916- الشهر الذى وقعت فيه اتفاقية سايكس – بيكو – إلى التحرك الروسى فى العراق جزيرة العرب، فكتب «حدث فى مايو – بالمصادفة – أن مجموعة صغيرة من الضباط الروس حضروا عبر بلاد فارس لإجراء اتصالات رسمية مع قواتنا فى قطاع الكـوت.. ثم جاءوا لزيارة البصرة وتم الترحيب بـهم بحرارة أثناء إقامتهم وأعد لهم مطعم القسم السياسى حفلة عشاء كبيرة، قدم لهم فيها المأكولات والمشروبات الروسية احتفالاً بهذه المناسبة الفريدة! ولقد كان غريباً بالنسبة لأولئك الرجال الذين قاموا بتلك المسيرة الشاقة عبر جبل فارس، أن يحضروا حفل عشاء فى البصرة وهم يرتدون زيهم القوقازى الكامل، وكان هناك اثنان من ضباط استخباراتنا يتحدثون الروسية بطلاقة، ولذا فقد استمر المرح الصاخب إلى ساعة متأخرة من الليل»! أيام عربية ص 168 .
وكذلك تحدث عن الطيار الروسى «شيريكوف».. شخصية غريبة وسكير.. كان يعمل فى جدة لصالح الهاشميين، فكتب «أكد لى شيريكوف أن معظم الرسميين فى جده يريدون تعيينه رئيساً للأركان، واستعداداً منه لتسلم هذا المنصب كان يعد خطه لجلب نحو أربعين روسياً لقيادة الطائرات والدبابات التى كان يتم إصلاحها فى جدة بغرض تدمير السعوديين وطردهم من جدة، وبعد أن وصلت الطائرات قمت بزيارة أماكنها لمشاهدتها، وهناك عرض أن يوصلنى بسيارته للقاء القنصل الروسى «كريم خان حيمكوف».. كان شيريكوف يتقاضى راتباً شهرياً بلغ ستين جنيها إسترلينيا إضافة إلى خمسة جنيهات عند كل رحلة بالطائرة إلى جانب السكن المجانى والوجبات اليومية التى كانت تشمل زجاجة ويسكى يومياً يتقاسمها مع الميكانيكيين الروس!

تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد السوفيتى كان أول دولة تعترف بالمملكة السعودية – كما كانوا أول من اعترف بدولة إسرائيل – وأول دولة ترفع تمثيلها فى جدة بعد أربع سنوات من القنصلية إلى المفوضية ليصبح «حيمكوف» أول وزير مفوض فى السعودية، وبالتالى أصبح عميداً للسلك الدبلوماسى!
وكانت الإشارة الوحيدة فى كل مؤلفات فيلبى عن اتفاقية سايكس – بيكو تلك التى كتبها فى: أيام عربية ص 206 «وضعت معاهدة سايكس – بيكو فى عام 1916 التى ما زالت سرية صورة كاملة لتقسيم الأراضى العربية التابعة لتركيا بين إنجلترا وفرنسا، ولقد حازت الأخيرة على محافظة الموصل، بينما احتفظنا نحن ببغداد والبصرة.. وبدأ مواطنو بغداد المحبين للحرية يقولون إنه عندما يأتى دورهم فإنهم أيضاً لن يفوا بوعود تصدر عنهم تحت ضغط الحروب، ولهذا فإن الحاجة قد أصبحت ماسة لوجود صحيفة دعائية وبدأنا فى إحياء مشروع صحيفة العرب» !
وأشار فيلبى إلى أن الأوراق التى قدمها إلى برسى كوكس المعتمد البريطانى فى بغداد ومكتوب عليها «عاجل جداً» و«سرى» جعلت كوكس «راضياً تماماً عن النتائج التى تم تحقيقها» !

نجح الوهابيون فى اجتياح الحجاز بكامله، وضم إلى نجد ولقب عبد العزيز ب «سلطان نجد والحجاز» واقتنع تشرتل بوجهة نظر فيلبى بأن «عبد العزيز هو رجل جزيرة العرب»، وفى حماية البريطانيين نقل الشريف حسين وأسرته إلى قبرص وعاش بها حتى عام 1930 وعندما اشتد عليه المرض نقل إلى عمان وتوفى عام 1931 وعمل البريطانيون بقوة لتحجيم طموحات الوهابيين «حتى لا تصطدم بخطط ومشاريع المكتب العربى».. وتوصل المكتب العربى إلى فكرة تخصيص إمارة جديدة للهاشميين باقتطاع جزء تابع لفلسطين عام 1919 أطلق عليه «إمارة شرق الأردن» وتنصيب عبد الله بن الحسين بن على أميراً عليها، وتنصيب فيصل بن الحسين على سوريا ثم العراق .. تبنى الإنجليز إنشاء هذه الإمارة لخدمة أهدافهم السياسية، بينما رأى العرب أنها ستكون منطلق الثورة لتحرير الوطن العربى وإرغام بريطانيا وفرنسا على احترام العهود التى قطعوها على أنفسهم.. وتغلب دهاء الساسة البريطانيين وأدواتهم فى المنطقة على سذاجة الزعماء العرب، فتقلصت أحلام الأمير عبد الله وقبل بإمارة زائفة فى هذه البقعة من الأرض، وانتدب لورانس للعمل مؤقتاً كمعتمد سياسى بريطانى فى إمارة شرق الأردن، ثم خلفه فيلبى حليف ابن سعود وعدو عبد الله بن الحسين!

نهاية المسرحية ! رحلات «استكشافية» قام بها فيلبى فى أرجاء جزيرة العرب..
رحلات وجولات طاف فيها فيلبى ولورانس ما بين بلاد الرافدين وإمارة شرق الأردن وفلسطين وتركيا فى جو من المؤامرات والدسائس، فقد ارتبطا باليد الخفية ليقوما بأدوار البطولة فى هدم الممالك وإقامة الأخرى واللعب بمقدرات الشعوب!
وكم كان محقاً «الحاج فيلبى» عندما كتب فى لحظة صدق: «لم أر ضرورة للتدخل فى التطور الطبيعى للمسرحية، ولكن نهاية المسرحية كانت من نوع آخر لم يتوقعه أحد من المسئولين البريطانيين: فقد انتهى عصر الخلافة الإسلامية بعد أن أعلن مصطفى كمال إلغاءها !!

و«على الرغم من حالة الإحباط التي واجهت مسعى ابن سعود في الحصول على اعتراف الولايات المتحدة في دولته، لكن محاولاته استمرت معتمدا على وسائل كثيرة، وهنا برز دور فيلبي أحد أولئك الوسطاء الذين أسهموا عبر تحركاتهم السياسية وحضور المفاوضات ونقلهم آراء الأطراف المختلفة... وساطته استمرت وحققت نتائج إيجابية». يكتب صبري فالح الحمدي، مضيفا أن نشاط فيلبي تصاعد «في محاولاته إحداث تطور في العلاقات السعودية الأميركية بالمجال الاقتصادي لقناعته بوجود مصلحة مشتركة تجمع الجانبين على توثيق صلاتهما على إثر اكتشاف النفط في الأحساء، فالمملكة بحاجة إلى أموال لتوفير مستلزمات إقامة دولتها الحديثة، فيما كانت الشركات النفطية الأميركية تستعجل الخطى لوضع أقدامها في الأراضي السعودية مع وجود الشركات البريطانية المنافسة لها».
وأخيرا
قال جون فيلبى بالنص: "طبقاً للقرآن، فلا ينبغي أن يكون هناك قتال بين أخيار المسلمين -أي الوهابيين (هكذا يقول فيلبي)- وبين المسيحيين لأنهم من أهل الكتاب، والتسامحُ معهم توجيه من الله؛ أما قتال المسلمين الأخيار وجهادهم فلا يكون إلا مع المشركين والكفار، وأولُ الكفار والمشركين هم الأتراك العثمانيون وأيضاً الأشراف الهاشميون، وباختصار كلّ "المحمديين فيما عدا الوهابيين"!؛ ويضيف فيلبي عبارة قال إ لها رنيناً لا تزال أصداؤه سارية حتى الآن، وهي: "ليس من شأننا تصحيح الخطأ في هذا الموضوع، بل على العكس علينا تعميق كراهية ابن سعود لكلِّ المسلمين من غير الوهابيين؛ فكلما زادت هذه الكراهية للجميع كان ذلك متوافقاً أكثر مع مصالحنا"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق