الأحد، 24 يونيو 2018

من تقارير لورانس

من تقارير لورانس
يقول لورنس العرب : 

" لو تمكنا من تحريض العرب على انتزاع استقلاليتهم من العثمانيين فجأة وبالعنف لقضينا على خطر الإسلام إلى الأبد ودفعنا المسلمين إلى إعلان الحرب على أنفسهم فنمزقهم من داخلهم وفي عقر دارهم، وسيقوم نتيجة لذلك خليفة للمسلمين في تركيا وآخر في العالم العربي ليخوضا حرباً دينية داخلية فيما بينهما، ولن يخيفنا الإسلام بعد هذا أبداً "

أما تعهده للعرب بمنحهم الحرية فكانت تلك هي الطريقة المثلى لجعلهم يشتركون في الحرب، يقول في أحد كتبه:
"كان علي أن أشترك في المؤامرة... وقد جازفت بالاحتيال اعتقاداً مني بأن العون العربي ضروري للوصول إلى نصر سريع وقليل التكاليف في الشرق... الربح مع الإخلال بالعهد أفضل من الخسارة"

لذلك كانت العقبة الأساسية التي كانت تواجه بريطانيا وحلفاءها هي الإسلام؛ لذلك سعوا للقضاء عليه عن طريق هدم الخِلافة الإسلامية، والدليل تقرير سريّ كتبه لورنس عام 1916 بعنوان "سياسة مكة" أوضح فيه رأيه في ثورة العرب :

" إنّ نشاط "الشريف حسين" ملك الحجاز وشريف مكة، وأول من نادى باستقلال العرب من حكم الخلافة العثمانية مفيد لنا إذ أنّه ينسجم مع أهدافنا الكبيرة، وهي تفكيك الرابطة الإسلامية وهزيمة الإمبراطورية العثمانية وانحلالها، لأنّ الدول التي ستنشأ لتخلف الأتراك لن تشكل أي خطر على مصالحنا... فإذا تمكنا من التحكم بهم بصورة صحيحة فإنهم سيبقون منقسمين سياسياً إلى دويلات تحسد بعضها البعض ولا يمكن أن تتحد "

اذا اردنا أن نعرف مدى الانحطاط الذي وصلت إليه دولنا العربية أو المستعمرات الغربية التي نعيش فيها نجده في مانشرته صحيفة أخبار الخليج يوم 21/5/2005م عن الجنرال لورنس أنه رغم مرور سبعين سنه على وفاته فإن حياته لا تزال تلهم الذين يريدون السير على خطاه، ورغم مرور سبعين سنه على وفاة لورنس العرب (يوم 19 مايو 1935م) فإن شعبيته لا تزال قوية، وفي شهر أكتوبر القادم يقام له معرض في المتحف الحربي بلندن بعنوان : (( لورنس العرب حياته – أسطوريته)) . يعترف لورانس بفضل العرب الرعاع -على حد وصفه - بما حققه حيث استطاع أن يحقق ماعجزت عنه الجيوش الصليبية والجيوش التتارية, والمخططات الغربية، والأطماع الصهيونية. 

كلما سارع اليهود في الاستيلاء على فلسطين وزراعة أراضيها كان ذلك أفضل

هذا الرأي عمل لورنس فيما بعد على وضعه موضع التنفيذ

وصف بأنه (ملك العرب غير المتوج) والمغامر الذي كشفت المؤلفات والأبحاث عن هويته الاستعمارية وولائه المزدوج لبريطانيا والصهيونية العالمية ، وكيف خدع العرب وعايشهم في خيامهم (إبان الحرب العالمية الأولى) على هدف واضح هو إسقاط الدولة العثمانية والإيقاع بين العرب والترك ودفع العرب إلى الاقتتال من أجل استيلاء فرنسا وبريطانيا على أراضي فلسطين وسوريا ولبنان
وقد كشف عن هذه الخدعة التي قام بها في كتابة (أعمدة الحكمة السبعة) وفضح نفسه :
حين قال لو قيض للحلفاء أن ينتصروا فإن وعود بريطانيا للعرب لن تكون سوى حبر على ورق ، ولو كنت رجلاً شريفاً وناصحاً أميناً لصارحتهم بذلك وسرحت جيوشهم وجنبتهم التضحية بأرواحهم في سبيل أناس لا يحفظون لهم إلاً ولا ذمة ، وقوله : أما الشرف فقد فقدته يوم أكدت للعرب بأن بريطانيا ستحافظ على وعودهم ، وقوله : لقد جازفت بخديعة العرب لاعتقادي أن مساعدتهم ضرورية لانتصارنا القليل الثمن في الشرق ، ولاعتقادي أن كسبنا للعرب مع الحنث بوعودنا أفضل من عدم الانتصار ، ومن ذلك قوله : 

إني أكثر ما أكون فخراً أن الدم الإنجليزي لم يسفك في المعارك التي خضتها لأن جميع الأقطار الخاضعة لنا لم تكن تساوي في نظري موت إنجليزي واحد ، لقد جازفت بخديعة العرب لأنني كنت أرى أن كسبنا للحرب مع الحنث بوعودنا أفضل من عدم الانتصارولقد خدع لورنس العرب وعمل على تحطيم قوى الجيش العثماني ونسف القطارات المحملة بالذخائر ، فلما انتهت المعركة وأعلن لورد اللنبي في القدس (الآن انتهت الحروب الصليبية) وأعلن غورو في دمشق قولته : ها نحن قد عدنا يا صلاح الدين، عمد لورنس إلى أعظم سرقة حين سلب قبر صلاح الدين إكليلاً من الذهب كان قد قدمه له الإمبراطور غليوم يوم زيارته لدمشق

كان لورنس يؤمن بأن حراس مشروعه في تفتيت المسلمين هم االعرب وبعكس ماقاله
وينستون تشرشل : " سنجعل عند كل بئر بترول شيخ "قال عنه ونستون تشرشل: "لن يظهر له مثيل مهما كانت الحاجه ماسه له"

( نصحت وزارة الحرب البريطانية الجنود البريطانيون ابان المشاركة في احتلال العراق وابادة أهله بقراءة ذكريات ومذكرات لورانس مع العصابات العربية بتأن وتمعن وهي مذكرات بعنوان ( الأعمدة السبعة للحكمة ) ليتعلم الجنود الإنجليز من معلمهم الأول لورانس كيف يستخفون بالعقول العربية، وما المداخل النفسية والثقافية والاجتماعية للشخصية العربية )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق