الخميس، 21 يناير 2016

أجاكس و أستمرار المأمورية

رجل حاول أن يسترد ثروات بلاده من فك إنجلترا فأنقلب عليه العسكر

[5][6] محمد مصدق (بالفارسية: مُحَمَد مُصَدِق) (16 يونيو 1882 - 5 مارس 1967)، رئيس وزراء إيران السابق ، انتخب مرتين سنة 1951 و1953[1][2][3][4]. إلا أن مخابرات الأمريكية السي آي ايه والبريطانية MI6 خلعته في عملية مشتركة سميت بعملية أجاكس[5][6]

كان مصدق محام ومؤلف وبرلماني بارز قبل أن يصبح رئيسا لوزراء إيران في 1951. بدأ حياته السياسية عام 1906 حينما أصبح نائبا ببرلمان إيران ، ثم أصبح وزيرا عام 1917، وفي عام 1944 أسس حزب الجبهة الوطنية وأصبح رئيسا له ، وفي عام 1950 تم أختياره كرئيس للوزراء. قد أدخلت إدارته إصلاحات اجتماعية وسياسية واسعة مثل الضمان الاجتماعي وتنظيم الإيجارات واستصلاح الأراضي[7]. ولكن يبقى تأميم صناعة النفط الإيرانية هي النقطة الأبرز في سياسة حكومته حيث كان البريطانيون يسيطرون عليها منذ 1913 من خلال شركة النفط الأنجلو-إيرانية (APOC / AIOC) (سميت لاحقا باسم شركة النفط البريطانية أو BP)[8].
تسببت قراراته في تأميم شركات النفط في أزاحته في إنقلاب عليه يوم 19 أغسطس 1953 بعد إجراء استفتاء مزور لحل البرلمان[9]، (ويعرف بالفارسية بانقلاب 28 مرداد 1332[10] حسب التقويم الإيراني[11]) فقد طلبت المخابرات البريطانية مساعدة السي آي إيه في تنفيذ الإنقلاب واختيار الجنرال فضل الله زاهدي ليخلف مصدق[12]. فأسقطت الحكومة وسجن مصدق ثلاث سنوات ثم أطلق سراحه، إلا أنه أستمر رهن الإقامة الجبرية حتى وفاته سنة 1967.[13].
قع الانقلاب على حكومة الزعيم الإيراني محمد مصدق يوم التاسع عشر من أغسطس عام 1953، بعد أن احتدم الصراع بين الشاه ومصدق في بداية شهر أغسطس من عام 1953، فهرب الشاه إلى إيطاليا عبر العراق وقبل أن يغادر وقع قرارين: الأول يعزل مصدق والثاني يعين الجنرال فضل الله زاهدي محله. قام زاهدي في التاسع عشر من أغسطس 1953 بقصف منزل مصدق وسط مدينة طهران؛ في حين قام كرميت روزفلت ضابط الاستخبارات الأميركي والقائد الفعلي للانقلاب الذي أطلقت المخابرات المركزية الأميركية عليه اسماً سرياً هو عملية أجاكس، بإخراج "تظاهرات معادية" لمصدق في وسائل الإعلام الإيرانية والدولية. كما أوعز روزفلت إلى كبير زعران طهران وقتذاك شعبان جعفري بالسيطرة على الشارع، وإطلاق الهتافات الرخيصة التي تحط من هيبة الدكتور مصدق؛ بالتوازي مع اغتيال القيادات التاريخية للجبهة الوطنية التي شكلها مثل الدكتور حسين فاطمي الذي اغتيل بالشارع في رائعة النهار. حوكم مصدق أمام محكمة صورية استفاض بعدها محاميه جليل بزركمهر في كشف أنها لم تكن تتمتع بالحد الأدنى من شروط الحيادية. حَكَمَ نظام الشاه على الدكتور مصدق بالإعدام، ثم خفف الحكم لاحقاً إلى سجن انفرادي لثلاث سنوات؛ ومن ثم إقامة جبرية لمدى الحياة في قرية أحمد آباد، الواقعة في شمالي إيران ليترك الدكتور مصدق نهبا لذكرياته.
الدكتور محمد مصدق ليس مجرد شخصية سياسية تولت منصب رئيس الوزراء في إيران، بل هو زعيم سياسي من طراز رفيع، قاد أول ثورة مدنية في تاريخ الشرق الأوسط ضد أعتى الإمبراطوريات الشرقية آنذاك. والزعيم الشعبي المتحدر من عائلة عريقة تمتد بالنسب إلى سلالة القاجاريين التي حكمت إيران طيلة قرون، تحدى سلطة الشاه محمد رضا بهلوي والمصالح الكونية التي وقفت خلفه بإعلانه تأميم شركة النفط الإنكليزية الإيرانية عام 1951. وهكذا أدخل الزعيم الإيراني الكبير مصطلح التأميم لأول مرة في تاريخ الشرق الأوسط، واليوم لا توجد دولة واحدة في المنطقة لم تربح من الآثار التي خلفتها ثورة مصدق سواء من حيث شيوع التأميم في المنطقة، أو لناحية تعديل التوازن بين الدول الوطنية والشركات الكبرى لصالح الأولى.
جاء مصدق إلى الحكومة الإيرانية قائداً لثورة مدنية حقيقية، ولم يكن مدبراً لانقلاب يضع النياشين والرتب والأوسمة على بزته العسكرية، كما جرى ويجري في الكثير من دول المنطقة. قطع مصدق طريقاً طويلاً قبل أن يصل إلى مركز صنع القرار، حيث بدأ الطريق في عمر الرابعة والعشرين إبان انتخابه نائباً عن أصفهان في البرلمان الإيراني عام 1906. بعدها سافر مصدق إلى فرنسا للدراسة ومن ثم إلى سويسرا لتقديم أطروحة الدكتوراه في القانون الدولي؛ وشغل بعد ذلك منصب وزير المالية في حكومة أحمد قوام السلطنة 1921 ولاحقا وزيرا للخارجية في حكومة مشير الدولة 1923. بعدها أعيد انتخاب مصدق نائباً في البرلمان، فكان أن ظهرت ميوله المعادية للعسكر والعسكرة بأن صوت ضد انتخاب رضا خان شاها على إيران عام 1925. وتوج مصدق نضوجه السياسي بقيادة الجبهة الوطنية أو جبهه ملي التي أسسها سوياً مع الدكتور حسين فاطمي، و أحمد زراكزاده، و على شاكان، و كريم سنجابي وكان من أهدافها تأميم النفط الإيراني.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق