الاثنين، 25 يناير 2016

الكنيسة بعد أن تحولت إلي حزب سياسي


خناقة بالشوم والسلاح بين قس و6 خدام فى كنيسة ببورسعيد

خناقة بالشوم والسلاح بين قس و6 خدام فى كنيسة ببورسعيد

أسقف بورسعيد للأقباط الأرثوذكس يصدر قرارا بحرمان الخدام من دخول أى كنيسة.. والمتضررون يلجأون إلى البابا «تواضروس» لحل الأزمة
سابقة هى الأولى من نوعها فى تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية، أن تنشب مشادة كلامية تتحول بعد دقائق إلى مشاجرة بالعصا والشوم بين قس و6 خدام، بل يصل الأمر إلى ساحات المحاكم للفصل بين المتنازعين.
الواقعة شهدتها كنيسة الشهيد أبى سيفين والقديسة دميانة للأقباط الأرثوذكس ببورسعيد، حينما دعا القس فيلوباتير عبدالملك المسئول عن رعايتها، الخدام الستة ، يوم الثلاثاء الموافق 2 يونيو الماضى إلى اجتماع فى مكتبه الخاص للتشاور معهم فى أمور الخدمة، وأثناء كلامهم انفعل القس، وقام بطردهم من مكتبه الخاص بعد الاختلاف فى وجهات النظر بشأن إدارة خدمة القديس يوسف النجار المسئولة عن اجتماع العمال المغتربين – على حد قولهم.
لم يتوقف الأمر عند ذلك، بل تطور إلى مشاجرة بالشوم والسلاح، حيث أكد الخدام فى ثلاث شكاوى أرسلوها إلى البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للتدخل لحل الأزمة، حصلت «الفجر» على نسخة ضوئية منها، اعتداء كل من «مراد زكى ميخائيل»، المسئول عن عمل القربان بالكنيسة، وأخيه «سامح» عليهم بالسب والشتائم، والضرب بالأيدى ومحاولة الأول والثانى الاعتداء عليهم بالشوم والسلاح الأبيض، بعد طردهم خارج الكنيسة، الأمر الذى شهده رجال الأمن أثناء مرورهم مصادفة أمام الكنيسة، محاولين التدخل لفض الاشتباك.
الشكاوى التى أرسلها الخدام مجدى عبدالملاك، وإنجى واصف كامل، وجرجس شوقى عياد، ومى صبرى زاهر، والرومانى أيوب كامل، ومها صبرى زاهر، اختصموا فيها كلاً من الأنبا تادرس أسقف بورسعيد للأقباط الارثوذكس، والقمص مينا عبدالله، والقس فيلوباتير عبدالملك جرجس والذى حمل اسم «حنا» قبل رسامته قسًا، وهم رعاة الكنيسة السابق ذكرها، بجانب مراد زكى ميخائيل وأخيه سامح الخدام بالكنيسة.
قال الخدام فى شكاواهم إن القس فليوباتير رفض المصالحة معهم، مؤكدًا أن الكنيسة تعاقب إياهم، ما دفعهم لتحرير 6 محاضر ورقية فى قسم شرطة الزهور ببورسعيد، أولها حمل رقم 2115/2746 بتاريخ 2 يونيو 2015، وآخر بتاريخ 11 يونيو 2015 حمل رقم 2746 لعام 2015، وثالث بتاريخ 12 يوليو 2015، بالإضافة إلى مذكرتين قدمهما محمود محمد الدالى، عضو هيئة الدفاع عن الشاكين، إلى وكيل نيابة الزهور، ومدير نيابة الزهور، وتظلم آخر قدمه الشاكون إلى المستشار المحامى العام لنيابات بورسعيد.
المحاضر والمذكرات التى حررها الشاكون، تسببت فى لجوء رعاة الكنيسة إلى الأنبا تادرس، أسقف كنائس بورسعيد للأقباط الأرثوذكس، الذى أصدر بدوره قراراً بحرمانهم من الخدمة فى الكنيسة، وهو ما اعتبره الشاكون أشد عقاب، خاصة أن هذا القرار يمنعهم مما أسموه «التناول من الأسرار المقدسة»، والتى يقوم عليها الإيمان المسيحى، ومن ثم يمنعهم من الدخول إلى أى كنيسة منذ تاريخ الواقعة يوم الثلاثاء 2 يونيو إلى اللحظة الحالية.
ما أثار غضب الخدام الستة أن الكنيسة لم تقم بالتحقيق معهم أو تقصى الأمور من جهتهم أو استجوابهم قبل صدور القرار الصارم، الذى حرمهم من مفتاح السماء حتى الآن- على حد تعبيرهم- بدعوى عقابهم على فعلتهم ولجوئهم إلى الشرطة وشكوى رعاة الكنيسة، ما دفعهم لتصعيد الأمر إلى رأس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية البابا تواضروس الثانى.
مى صبرى، 32عاما، ربة منزل، إحدى الخدام الستة، قالت فى تصريح خاص لـ«الفجر»: هناك عدد من الأفراد حاولوا التدخل لتهدئة الأمور ومصالحتهم على القس فيلوباتير عبدالملك، سعيًا لرفع الحرمان الكنسى وعودتهم إلى الكنيسة مجددًا، إلا أن فيلوباتير رفض المصالحة تمامًا، بدعوى أنهم يستحقون ما وصل إليه الأمر، مؤكدة أن الشاكية «إنجى واصف كامل»، أنجبت طفلاً منذ ما يقرب من 3 أسابيع، ما يتطلب بحسب طقوس المسيحية تدخل رجل دين لإجراء الطقوس الكنسية والتى تبدأ بصلاة الحميم الأول للمولود الجديد، والتى لم تتم بسبب الخصومة الموجودة والحرمان الواقع عليهم- حسب قولها.
بالإضافة إلى إجراء طقوس المعمودية والرشم بزيت الميرون المقدس، وهما الشرطان الأساسين لاعتبار أى فرد فى أى بلد فى العالم «مسيحيًا»، والتى لا يمكن أن ينتمى أى فرد مهما كان إلى المسيحية بدونها، لاسيما أن طقس المعمودية والرشم بالميرون والذى تم استخراجه من أطياب المسيح شخصيًا- حسب الإيمان المسيحى- لا يمكن إجراؤه إلا بمنطقة محددة داخل عمق الكنيسة، بينما الحرمان الواقع عليهم من الأسقف يمنعهم من دخول الكنيسة، مؤكدة أنه بسبب خلافاتهم مع راعى الكنيسة حياة المولود الجديد مهددة، حيث إن الكنيسة تؤمن أن أى فرد ينتقل من العالم دون الحصول على المعمودية والرشم بالميرون لا يعتبر مسيحيا ولا تصلى عليه الكنيسة.
وأوضحت «صبرى»، وهى المتحدثة باسم المجموعة المكونة من 6 خدام، أن قوانين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تنص على وجوب عقد مجمع كنسى مكانى أو مسكونى، لتطبيق الحرم على فرد ما أو مجموعة من الأفراد، وليس لأى سبب مثل الخلاف الإدارى مع رعاة الكنيسة.
وأشارت «صبري» إلى أنه إذا قام كل رجل دين بحرمان الخدام المنوط بالإشراف عليهم، لأجل خلاف إدارى معه أو اختلاف فى وجهات النظر لهلك الكثير من الأفراد، موضحة أن الكنيسة البورسعيدية أمرت بفصل زوجها المحامى جرجس شوقى عياد، من وظيفته التى كانت تتبع الكنيسة بعد تطور الأمر للأبعاد السابق شرحها.
وأكدت «صبرى» أن الشاهد الذى شهد معهم والذى كان موظفًا أيضًا بالكنيسة، وهو «مكرم خير عبدالملاك شنودة»، نال نفس نصيب زوجها جرجس، حيث طرد من وظيفته كما اتهمه القس فيلوباتير بالخيانة والعمالة فى قلب الكنيسة، على مسمع ومرأى من الجميع، بسبب تضامنه معهم وشهادته فى المحضر، موضحة أنه فى المقابل مازال كل من مراد زكى وأخيه سامح يتمتعان بكامل حريتهما والبقاء فى بيت الله بحرية كاملة دون أن يعاقبا على الألفاظ التى تلفظا بها وإهانتهما والتى وصفوها فى المذكرة المقدمة لوكيل نيابة الزهور بأنها تمس الشرف والعرض، أو على التعدى البدنى عليهما ومحاولة أذيتهما بالسلاح.
وأوضحت «صبرى» أن أعياد رأس السنة والكريسماس وسهرات الشهر الكيهكى، وعيد الميلاد المجيد وجميع المناسبات الكنسية مرت دون أن يسأل عليهما أحد من الكنيسة أو يطمئن عليهما، فى إشارة إلى انهما يخشون ان ينتقل أحدهما من العالم وهو محكوم عليه بالحرمان فلا يُصلى عليه، مناشدين البابا تواضروس بالتدخل لحل الأزمة وفك الحرمان الواقع عليهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق