الخميس، 5 يوليو 2012

رسالة مهمة

كنت أنوي تكملة أخر مقال لي بجزء ثاني و لكن وجدت أن ما أريد قوله قد قاله غيري و بصياغة جميلة ,فبرجاء قرائته و التمعن في سطوره
أنا الدولة.. ما زالت الدولة العميقة ترسل رسائلها.
تسرب رواياتها بأنها من منحت الشرعية للرئيس، وليس الصناديق.
تتمسك حتى اللحظة الأخيرة بالروايات التى تؤكد أنها صانعة السلطة.
الرواية الكبرى عما حدث فى جولة الإعادة ليست مهمة فى التفاصيل، ولكن فى الرسالة: أن الرئيس لم يأت بشرعية الصناديق، ولكن بشرعية التفاوض فى الغرف المغلقة وبحضور شهود محليين ودوليين.
لهذا ما زالت روايات التفاوض حول نتيجة الانتخابات فاعلة وتنقل من مستوى إلى مستوى، لتسحب من الرئيس مشروعيته الشعبية، ومن المجتمع حقه فى منح الشرعية لمن يريد.
هكذا أبلغ الثعلب الصحفى البريطانى الشهير روبرت فيسك بالمؤامرة.. الدولة العميقة اختارت المرسى. ليست الدولة العميقة ولكن تنظيم «ضباط أحرار جدد» وهم ليبراليون.. ويسعون إلى إسقاط الجنرالات الفاسدين.
فيسك وثعلبه يرددان بعضا مما قاله مهاويس الثورة المضادة من مذيعين شنوا حربهم بعد فوز المرسى.
الثعالب لا كروم لها، لكنها تحتار أو تخطط فى اتجاهات متضاربة وتعلن نتائج لا تقل سوى شىء واحد: الرئيس لم يأت بشرعية الصندوق كما تتخيلون.. إنه أتى برضانا ومزاجنا.. ورؤيتنا لصالح الدولة، وبعد مفاوضات تتردد أسماء أطراف أخرى بين البرادعى ورئيس القوات الأمريكية فى شمال المتوسط وحتى أردوجان.
أساطير تبنى صورتها (أو ترممها) فى مواجهة صورة الشعب المنتصر، الثائر، والمجتمع المحطم لأقفاص الاستبداد.
الأسطورة تبنى الآن على أن اليد الكبرى تلعب فى الخفاء، صنعت الفخ لرئيس بطقوس الهايكستب لتركه يتحرك بحريته فى الفخ.. والرئيس رهن التحفز ضده.. ماذا يفعل؟ هل يصبح مبارك باللحية؟ أم عبد الناصر الإخوانى؟ أم النسخة المصرية من أحمدى نجاد بدون دولة الملالى؟
ماذا لدى الإخوان، ليقدموه فى حكم مصر؟ ماذا لديهم لترميم دولة التمساح النائمة تحت بحيرة أحداث سياسية ساخنة؟ وما خطتهم لقتل التمساح فى منامته؟
الإخوان التنظيم السلطوى، هل يرث دولة المماليك ويمنحها بركة جماعة تدار بالسمع والطاعة؟
لم يعد يتذكر أحد مومياء مبارك. طقوس التنصيب تمت على بعد خطوات من مرقده فى المستشفى العسكرى، بينما لم يعد يهم أحد هل مات اليوم إكلينيكيا؟ لم يبق سوى نميمة عن إناث العائلة المسمومة ستتصارع على تركة ملعونة، أم أن القدر سيجعل مبارك أيقونة الاستبداد التى ترى على عين حياتها انهيارات دولة الرئيس الفرد؟
لم يعد أحد يتذكر الرأس لكن الجسد، ورغم شيخوخته، ما زال يحتفظ بفتوى تمكنه من مقاومة سفلية للقنص الإخوانى.
والإخوانى ليس قناصا، إنه متسلل، يتسرب، وينتشر.. وهذا هو الفخ: العسكر انسحبوا من مواقعهم ليبدو الرئيس الإخوانى فى مواجهة الجميع.
والرئيس يظهر شجاعا، يحاول صنع شعبويته مداعبا نموذج أمير المؤمنين العادل، لكنه ينقل الموديل إلى زمن آخر ودون جسور ولا إدراك بالآليات سوى الحيلة.
الحكايات المأخوذة عن الثعالب، تعلى من قيمة الغرف المغلقة، كما تحب الدولة العميقة أن تفعل، تريد أن تثبت أنها ليست فى النفس الأخير، وتريد أن تقول للشعب كله: أنا الدولة.
هذه هى رسالة الثعالب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق