الجمعة، 6 يوليو 2012

متابعة للمقالات المهمة في الصحف

مصيبتان ابتلى بهما رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى منذ يومه الأول على الكرسى الرئاسى. الأولى هى فلول شرطة مبارك التى لا تزال فى الخدمة والتى لم تنس أنها فقدت المكانة والهيبة والإتاوات، والمصيبة الثانية هى الإعلام المرئى والمقروء والمسموع الذى يعمل بكامله ضد رئيس الدولة المنتخب. وفى حدود علمى هذه هى المرة الأولى فى تاريخ أى دولة التى تتكتل فيها الصحف المملوكة للدولة مع تلك المملوكة لرجال المال، وكذلك قنوات التليفزيون ومحطات الراديو الحكومية والخاصة ضد رئيس الدولة بهدف تشويهه وإرباكه وابتزازه وتهديده طول الوقت، ومحاولة وضعه تحت ضغط وإلزامه جانب الدفاع حتى ينهار ويعجز عن التصرف ويبدو للناس فى الصورة التى يريدها الفلول الذين يخططون لعودة السنوات السوداء. يذكر التاريخ أنه عندما فاز هارولد ويلسون زعيم حزب العمال برئاسة الوزراء فى بريطانيا، فإن المحافظين الذين كانوا يسيطرون على مفاصل الدولة أخفوا عنه معلومات من الواجب أن تكون متاحة لرئيس الوزراء، وكانت الأجهزة ترفع له تقارير منقوصة. وهذا ما أتصور أنه يحدث الآن مع الرئيس مرسى الذى يفترض أنه يتلقى تقارير يومية بحكم منصبه من جهات وهيئات عديدة، لكننى أظن أن رئيس الوزراء البريطانى كان أسعد حالا، على الأقل لأن وسائل الإعلام فى بلده لم تكن ملوثة ولم تكن تعمل لحساب عصابات إجرامية بهدف عرقلة الرجل وضرب برنامجه وهز صورته أمام شعبه، كما أن أجهزته الأمنية لم تكن تنسج المؤامرات ضده ولا كانت تستعين ببلطجية يمثلون دور إسلاميين ويقومون بذبح الناس فى الشارع، ولعل الناس تذكر أن المشير طنطاوى وهو يتفقد المصابين من رجال الجيش بعد موقعة العباسية وجد بالمستشفى العسكرى مجموعة من الملتحين، ولا أدرى كيف فسروا له وجود هؤلاء!
وليست حكاية الشاب فقيد السويس الذى لقى حتفه على يد مجموعة من البلطجية الملتحين إلا حلقة فى السلسلة القذرة التى ستتوالى فى الأيام القادمة وكلها ستشير إلى جرائم ارتكبها ملتحون بهدف إلصاق التهمة بالإسلاميين.
وفى الحقيقة فإن من يفعلون ذلك يدركون أن التهمة الجنائية لن تثبت بحق هؤلاء، لكن ما يهمهم هو الصورة الذهنية التى يسعى إعلام العار إلى خلقها فى الضمائر عن رئيس الدولة وعن الإسلاميين. لا أحد ينكر أن بعض الجانحين والمهاويس من التيار الإسلامى قد ارتكبوا جرائم فى الماضى، لكنهم توقفوا عن هذا السلوك وأدركوا فداحة نتائجه وهم ليسوا بحاجة إليه الآن بعد أن صار بالسلطة رئيسًا ينتمى إلى الإخوان المسلمين، وبعد أن أكدت الأغلبية التى حصلوا عليها فى البرلمان وقوف الشارع معهم، وكل هذا مدعاة للثقة بالنفس ومدعاة لاعتماد الآليات الديمقراطية والنهج السلمى اللذين ثبتت نجاعتهما فى تحقيق أهداف ذلك التيار. لهذا أتصور أن كل محاولات مرسى فى إدخال تحسينات يلمسها رجل الشارع فى الأيام المئة الأولى ستبوء بالفشل الذريع إذا لم يتخذ إجراءات حاسمة لمواجهة المصيبتين اللتين تواجهانه. أنا أتصور أن الرئيس يسعى إلى التغيير بالأسلوب الهادئ، ويريد أن يصفى بؤر الفساد على مراحل، لكن مشكلة هذا النهج أنه لا يتناسب مع خطورة الوضع ولا مع شراسة ووضاعة المتآمرين عليه، وأخشى أن صبره وهدوءه يمنحهم الوقت الذى يحتاجون إليه لنسج المؤامرات وتنفيذها، ولا يجب أن يندهش أحد إذا ما قاموا فى الفترة القادمة بمزيد من الاعتداءات على الناس وسفك دمائهم، أو حتى بتفجير الكنائس والحوادث الطائفية، وسوف يتواكب هذا بالتأكيد مع ظهور الكتائب الإعلامية التى ستؤكد تلقيها بيانا من «تنظيم (العائدون) من جمصة» يعلن فيه مسؤوليته عن تفجير الكنيسة أو أن جماعة «الفئة الناجية» أعلنت عبر صفحتها على «فيسبوك» مسؤوليتها عن قتل الفتاة السافرة.. كل هذا متوقع ومرجح حدوثه من أجهزة أمن مبارك وكتائبه الإعلامية، إلا إذا قام مرسى بالتعامل مع الأمر بالسرعة والجدية التى يستحقها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق