السبت، 16 فبراير 2013

شهداء مصر في سوريا...

محمد محرز على درب جول جمال والحلبى

أضف تعليقك تعليقات :
نشر فى : السبت 16 فبراير 2013 - 8:00 ص
آخر تحديث : السبت 16 فبراير 2013 - 8:00 ص
أما بالنسبة لأموالى فليس على ديون لأحد، ولا أملك إلا الدراجة النارية وحسابى المصرفى رقم 26804 ببنك بى إن بى باريبا فرع شيراتون وأوصى بأن يتم تخصيص مبلغ 2000 جنيه كصدقة جارية عنى.

كما أوصى بأن يكون الوصى على أبنائى القصر هو: حازم عبدالمجيد محمد محرز وله أن يوكل زوجتى أو أى من إخوتى فيما يراه يحقق نفع أبنائى.

وأخيرا، أوصيكم إذا قدر الله لى الشهادة فى سبيله ووصلكم خبرى ألا تجزعوا بل اصبروا وافرحوا وادعوا لى بالقبول والرحمة والمغفرة، ولا تقيموا عزاء ولكن استبشروا خيرا من ربكم وتصدقوا عنى، وإذا استطعتم أن تذبحوا وتطعموا الفقراء والأقارب والأصدقاء فبها ونعمت، ومن استطاع منكم أن يعتمر أو يحج عنّى فليجزه الله خيرا».

أعلاه جزء من وصية الشهيد محرز،واحد من مفاخر مصر الذى لقى ربه أثناء دفاعه عن الثورة السورية التى قدمت حتى الآن ما يزيد على ثمانين ألف شهيد فى معركة باسلة من أجل الحرية والكرامة والعدل،ناهيك عن مئات الآلاف من الجرحى والمشردين.

لم يكن محمد محرز مقاتلا مرتزقا،ولا مناضلا بالإيجار، بل هو واحد من أحرار الإنسانية الخالصة،سافر لنصرة الثورة السورية على جناح الضمير،وليس على نفقة أحد ٠٠ اختار الانحياز لشعب شقيق،فيما هرول آخرون صوب خدمة سفاح النظام، ويلوكون كلاما ساقطا عن العروبة والقومية والممانعة،إلى آخر هذه المفردات التى باتت تعبر عن ابتذال سياسى لا حدود له.

وكما ابتذلت المفردات والمفاهيم، تعصف ريح الابتذال بقيم ومعانى الاستشهاد، فتجد من يغمز ويلمز فى أسباب هجرة محمد محرز إلى سوريا فى محاولة لتجريده من دوافع النضال والجهاد النبيل،ومن ثم لم يحتف به صنايعية قصص الاستشهاد بما يستحقه. لقد هانت الثورة السورية وطعنت من قطاعات من النخبة المصرية حين صارت ثمنا لمكايدات بعض قوى المعارضة المصرية، كما كتبت فى أكتوبر الماضى ومن حسن طالع مصر أنه فى مقابل هذه النوعية من النخب العلوية يبقى وعى شعبى بسيط يثبت أن فى مصر أحرارا ونبلاء قدموا إبداعا إنسانيا فى احتضان الثورة السورية ودعمها ومن هؤلاء، وفى طليعتهم شهيدنا على الأرض السورية.

إن محمد محرز هو الوجه الآخر من أسطورة البطل السورى المسيحى جول جمال الذى استشهد دفاعا عن الكرامة المصرية على أرض مصر فى الخمسينيات إبان العدوان الثلاثى على بورسعيد، وكلاهما امتداد لأسطورة البطل القادم من سوريا للاستشهاد على أرض مصر سليمان الحلبى، وثلاثتهم يجسدون الضمير العربى والنبل الإنسانى فى أنقى صوره وتجلياته.

مقالات أخرى للكاتب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق