الأحد، 17 فبراير 2013

مقال لفقيه شاب و تعليقي

منذ خمس سنوات، أخبرني صديق أن صديقا له حاصل على إجازة في علم مصطلح الحديث وحافظ لصحيح البخاري، يرفض سماع الأغاني رُغم تبنيه الرأي الفقهي الذي يسمح بسماعها، ويقول: "لا يجوز لحافظ البخاري أن يرنو للأغاني". وقد يقرأ البعض هذا الموقف على سبيل الإزدواجية، إذ يؤمن صاحبنا بجواز سماع الأغاني لكنه لا يسمعها، وقد يقرأه بعض آخر بأنه من دروب التطرف أو المغالاة.

بالنسبة لي، اقرأ هذا الموقف في سياق مسئولية المثقف، الذي يستمسك بالأمانة العلمية لكنه ينزّه نفسه عن الشبهات، وموقف حافظ البخاري هذا يشبه موقف الإمام أبي حنيفة، قدس الله سرّه، من النبيذ، فهو يؤمن بأن المحرم من سائر الأنبذة المسكرة هو السكر نفسه لا العين، وبهذا يصطدم مع جمهور الفقهاء القائل بأن ما أسكر كثيره فقليله حرام، بيد أنه مع ذلك، وفيما يروى عنه، يقول: "والله، لو قتلوني ما قلت أنه حرام، ولو قتلوني ثانية ما شربته".

أتصور أنه من مضامين مسئولية المثقف محبة الحقيقة، ومطاردتها في كل موقف، والإزورار عن كل موقف يشتبه فيه دخول عوامل الهوى والمادة في تبني رأي معين.
Unlike · · · 3 hours ago near Giza ·

  • You, Mahmoud Galal Mostafa and 25 others like this.
  • Mohamed Addakhakhny انت مدخلتش على المصدر وقريت كلام الأحناف، ومصر تكابر. براحتك. أكرر لا تتعصب.
  • أحمد خلف هذا مذكور فعلا فى المصدر
  • أحمد خلف وأنا قرأته
  • أحمد خلف لكنه فى النهاية يتحدث عن النبيذ تحديدا أى الذى لم يصنع من التمر أو العنب، وليس على كل مسكر، مما قد يُفهم من سياق الحديث، وأنا راجعت كتب الأحناف ولم أجد تعليلهم بهذا الشكل، وأنا رجعت إلى عدد من كتب الأحناف المهمة ولم أجد التعليل على نحو ما ذكر الإمام ابن رشد المالكى، وأقوال كل مذهب تؤخذ من كتب المذهب نفسه حتى لا يحدث خلط وسوء فهم، فكل مذهب أدرى بمصطلحاته التى يستخدمها.
  • Reda Helal موضوع مهم و معالجة طيبة يامحمد......بالنسبة لرأي أبي حنيفة,فهو رأي صحيح مبني علي أن التحريم للعلة و ليس للمادة ذاتها,,بمعني ان الكحول ليس حرام ولكن شربه هو الحرام,,,وهكذا,,,,مثال آخر يوضح الفكرة,,,,ماذا لو أستخدمت الخمر-مثلاً- لأشعال النار كوقود يعني؟؟,,,الخمر هنا ليست حراماً,,,و يظل شربها هو الحرام................................أما بالنسبة لمشكلة الفقيه الذي يؤمن بحليّة سماع الغناء و يحرمه علي نفسه,,فأعتقد أنه يحتاج إلي الكثير من التأمل و تحديد الموقف دون الخوف من أحد أو مجاملة أي أحد بشأن الفتوة و العقيدة ,,أعتقد أنه كغيره يتبع و يقلد التيار الجارف من ألأفكار المتشددة لدي أصحاب الفكر الوهابي الذي يبتعد في أحيان كثيرة عن الفكر المرن المتحضر للأسلام و يلجاء إلي الأحتياط بالتشديد في أمر الناس..............مرة أخري أثابك الله علي أنك تمدنا بعلوم و مواضيع جيدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق