الخميس، 16 فبراير 2012

كيف يري هؤلاء الثورة؟

ن الصعب جداً ان يتمكن الأنسان ان يري ما حوله و أن يري ألأخرين بمعزل عن ما تربي عليه و عن تركيبة شخصيته,,و هذا في العموم و يستثني منه قليل جداً من بين من ادركوا اهمية تحيد الكثير من الأمور عند تقييم و تحليل سلوك و افكار الآخرين,و أهم ما
يجب ان يبعدونه تماما هو الظن و الوهم و المواقف التي يتخذها البعض مسبقاً بناءاً علي تلك الظنون و الأضغاث
عموم الناس لا تمتلك ملكة "مقاومة غسيل المخ",,فيسهل جداً ان تخدعهم و خاصة لو كانوا هم انفسهم مستعدون لتقبل هذا الخداع
ضربت مثل في مقال سابق عن خداع النفس و اسقطت هذا المثل علي تلك النوعية من الناس التي تعاني الضعف و الخوف و عدم القدرة علي المواجهة
هذه النوعية المرتعبة تعمل دائماً علي إخفاء حقيقة الجبن و التخاذل اللذان يملئان وجدانهم,فيتصرفوا دائما بثقة في النفس مبالغ فيها
إبتسامة ساخرة في وجه من يتحمس ويتخذ مواقف حقيقية,,,تخذيل مستمر للآخرين المحاربين من اجل الحق و الكرامة,,و كذلك إستخدام قوالب كلام معينة مثل,,"هو إنت حتصلح الكون؟",,"يا عم عمرها ما حتتصلح",,و عندما يجدك تقاتل و تنزف و تواجه لا يفوته ان يساعد علي جذبك الي الخلف و عرقلتك فتجده يقول لك,,"شوفت اللي حصلك,,ما انا قلتلك""ء
العجيب هو قدرته علي تناسي ان هذه الحرب هي من اجل اشياء تهمه هو ايضاً من ناحية,, و ان سيادته لابد ان يكون له دور فيها من ناحية آخري,,ولكن و يا سبحان الله علي هذا النوع من البشر,فإنه يجلس متفرجا كأنما ألأمر لا يعنيه من بعيد او قريب و يتحول الي حكيم الحكماء الذي يفهم ما كان يحدث و ما يحدث الأن اكثر منك بالرغم من بعده عن ساحة المعركة و تجده يحكي و يلت بالتفصيل في اشياء لم يراها و يرفض المشاركة في الحد الأدني من متابعتها بشكل جدي
تراه يستمع الي الأكاذيب و نفسه تستريح اليها,,,,لماذا؟؟؟,,,لأن من أعدوا هذه ألأكاذيب له ,أعدوها بطريقة تريح نفسه التي تميل الي الهروب من المواجهات و الصدام حتي ولو كان من اجل كرامته و حقه و عرضه,,,,أكاذيب توفر له ابواب للهروب من المسؤليات
و بطبيعة الحال,لكل جهاد رجاله و نساءه,,فحتي لا يتورط هذا المسكين في موقف "مش حيقدر عليه",,يبدؤون معه بحملة تشويه شديدة "البلاهة",عن رموز هذه الحرب او تلك و تجده يفرح بما يسمع كأنما جاءه الخلاص حتي لايجد نفسه مضطر علي ألأقل للتعاطف
مع ثائر او مناضل,,,إن الكاذبون يوفرون له هذا المهرب الآمن,,,فهذا عميلو الآخر يقبض من الخارج,,و الضحية ليست الا عاهرة و ألأطفال المقتولين بلطجية و تم قتلهم بيد بلطجية,,كما لو أن قتل الناس بأعداد ضخمة علي يد بلطجية يعفي الحكومة من المسؤلية!!!!!!ء
كلام تم إعداده بقذارة و خبرة و فهم لعقلية الزبون الذعور الذي لا يريد ابداً ان يتورط في اي مواجهة ,لايكتفي اخينا هذا بتقبل هذا الكلام و ألأنسحاب و ألأختباء ولكن تجده مثل أب حنون قد احضر الهداية الثمينة لأبنائه,فيأتي الي مجلس ألأصدقاء و وجهه متهلل من شدة الفرح ,تملئه الثقة,,و يبدأ نشر هذه ألأكاذيب السعيدة حتي يبرر موقفه الشاذ و أيضاً خدمة للأصدقاء العطشة لهذه الجرعة من الخزعبلات لتوفر لهم قليلا من النسيم و هم في ضيق الأنبطاح و التخاذل
بطبيعة الحال,فإن هؤلاء حتي ولو نزلوا اليك في الميدان و انت جالس مع اصدقاء من المحاربين الحقيقين و المثقفين الواعين و تتبادلون الأفكار الطيبة من اجل مصلحة و كرامة هذا الوطن الذي سٌرقت مصلحته و كرامته لسنوات طوال,و تطبقون كلامكم بشكل عمل في نضال قاتل ضد الفساد و الظلم و تعملون علي إصلاح ولو عدد قليل من المُحيطين,من أبناء الشوارع و غيرهم,,,فإنه عندما يصل الي مجلسك فلن يهنئك علي مجهودك ولن يعزيك في شهيدك و لكن اول ما سوف تسمعه منه هو""إيه الزبالة اللي في الميدان دي؟؟"
و ده علي إعتبار ا، شوارعنا كانت مشهورة بالنظافة و أيضا لو كانت الحكومة هي السبب في هذا بالحفر العشوائي و إهمال أعمال النظافة ماكنت سمعت له هذا الفحيح اصلا,,,ثم سؤال اخر ليس عن ماتتحدثون عنه ولا ماحدث ولا تشجيعا لكم علي مجهودكم تجاه هؤلاء ألأطفال قليلوا النظافة و الحظ,,تجده يباغتك بصور النماذج السلبية من الشمامين و الداعرات عند مداخل الميدان,كأنما سيادته
مسيطر علي الحي الذي يسكنه منذ عشرات السنين و قد تمكن سموه من تطهيره من مرشدين الداخلية هؤلاء,و نحن من فشل في فعل نفس الشئ
اعلم اماكن معيشة الكثيرين من هؤلاء الفلاسفة و اعلم كم القمامة و المجرمين المتراكمين فوق رؤسهم ولا يستطيع اي فتوة كلام منهم فعل شئ ولكن إذا حضر الي الميدان,فإن اول مايظهره لك هو القرف و الأشمئزاز و يااااااااااي
انا لست غاضبا علي هؤلاء,إنها طبيعة الأنسان الضعيف عندما "ينهرس"تحت حذاء الديكتاتورية و الظلم سنوات طويلة,فيطول امد زحفه و يلتصق وجهه اكثر و اكثر بألأرض فلايري الا ما يسقط من فتات مائدة الكبار و يراه النعيم المُقيم و إذا حاولت ان تقنعه انه يستحق الأفضل,و ألأفضل هذا قد سرقه منه الجرمون و يجب ان يحارب من اجل الحصول عليه حتي لا يترك لآبنائه وضعاً أسوء,تجده
يجبن و يهرب و يتهمك بإفساد الدنيا و تعطيله عن لعق ما قد سقط من البشاوات علي ألأرض
لن يفيق هؤلاء من سكرتهم و ترنحهم الا بقطع رؤس الفساد,فتطمئن قلوبهم.لقد آمن البعض بالنبي صلي الله عليه وسلم عندما سمعوامنه كلام الله ولكن الكثيرون آمنوا عندما رأوا أصنامهم و هي تتهاوي علي ألأرض ,فإطمئنت نفوسهم ,,القصاص و بدونه لن تُحل هذه المشكلات ولن تكون هناك الحياة التي ارادها الله لعباده,,ولن يكون الذل و التوسل خالصا لله ابدا طالما يجبرون الناس علي هذه الشرك و الخوف من غير الله
رضا هلال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق