الأحد، 19 فبراير 2012

السلفيين و تقديس شيوخهم.....مقال للأستاذ غبد العزيز الشناوي

أفيقوا يا شباب السلفية
قد لا يعجب كلامى البعض.. وقد يراه آخرون خروجا أو تطاولا.. ولكنها الحقيقة التى قد تكون صادمة..
فى السابق الذى ليس ببعيد عنا كثيرا، كان شيوخ السلفية لا يعلمون الشباب شيئا إلا بإعطاء دليل شرعى من الكتاب أو السنة، فكان الشاب يرى أن مرجعيته هى الكتاب والسنة، ثم يضيف الشيخ فهم السلف الصالح لهذا النص الشرعى، ليكون التأصيل الفقهى للسلفية مبنيا على "اتباع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة".. تلك هى الدعوة السلفية...
ومع مرور الوقت بدأ الشباب يأخذون كلام المشايخ بدون بحث عن دليل.. هى ثقة فى هؤلاء المشايخ.. ولكن الدين لا يؤخذ إلا بأدلته...
أحدث ذلك الأمر نوع من التعظيم أوالتبجيل للشيخ فى ذاته، وليس لأجل المنهج أو الأدلة التى يمتلكها.. الشاب يرى أن الشيخ يعلم الصواب المطلق.. يرى أن الشيخ يعرف الصحيح من الخطأ.. يرى أن الشيخ يتكلم بما يريد الشرع.. فقط الشيخ يمتلك العقل الراجح...
انتقلنا من تقديس المنهج السلفى إلى تقديس الشيخ السلفى.. انتقلنا من مرجعية الكتاب والسنة.. إلى مرجعية الشيخ والداعية..!!
أصبح الشاب السلفى ينتظر رأى الشيخ فى النزول للشارع والتظاهر من أجل حرية بلده، أصبح ينتظر رأى الشيخ فى اختيار مرشح بعينه دون غيره، فى المطالبة بمطالب دون غيرها.. أصبح الشاب السلفى بدون رأى _إلا من رحم_، لا يفكر، لا يقرر لنفسه، لا يتخذ موقفا إلا بعد الرجوع إلى شيخه..!!
بعض الشيوخ _وهذه حقيقة_ على علاقة وثيقة بجهاز أمن الدولة.. هو المحرك لهم.. يأمرهم بالنزول متى أراد.. وبالسكوت متى أراد.. وبمواجهة النازلين متى أراد.
إذا أراد تحجيما للمسيحيين.. دعاهم للتظاهر للبحث عن "أختنا كامليا".. وحينما لا يريد دعاهم للسكوت عن حق "أخيهم سيد بلال".. وطالبهم بتحريم التظاهر..!!
هؤلاء الشيوخ _شيوخ أمن الدولة_، هم من تفاوضوا مع أهالى الشهداء بالأسكندرية والسويس وغيرهما من المحافظات، وتغيير أقوالهم لتبرئة القتلة من الضباط..!!
هؤلاء هم من قالوا فى الفضائيات عن شباب الثورة أنهم مخربين، وعملاء، وممولين، وفوضويين..!!
هؤلاء هم من حركوا الشعب ضد ضحايا المجلس العسكرى فى ماسبيرو بدعوى أنهم مسيحيين ويستقوون بالغرب على مصر..!!
هؤلاء هم سخروا من فتاة التحرير المسحولة والمعراة بيد العسكر، بل وسخروا من كل من تضامن معها..!!
شيوخ أمن الدولة هؤلاء هم أشد بلاء أصاب السلفية.. هؤلاء هم من خرب عقول الشباب بحق..!!
قد يكونوا علماء بالفعل.. ولكنهم علماء السلطان.. علماء ولى الأمر.. علماء ولى النعمة..!!
هؤلاء الشيوخ.. وبعد مساعدة الأمن لهم طوال سنيين.. أصبحوا هم مرجعية شباب السلفية.. يقولون لهم، فيلتزمون.. يأمرون، فيُطاعون.. يقولون انزلوا، يتجمع عشرات الآلاف من الشباب.. يأمرون بالرجوع، فيرتجعون..!!
والآن... هؤلاء الشيوخ، وبناءا على تعليمات المجلس العسكرى.. يروجون بأن شباب الثورة مخربين.. يريدون الفوضى.. يريدون حرق البلاد.. يريدون تهييج الشعب على الجيش.
شباب الثورة التى ما كانوا ليدخل الإسلاميين البرلمان لولا فضل الله ثم شبابها.. عملاء وخونة فى نظر هؤلاء الشيوخ..!!
الشيخ يأمر وشباب السلفية وبدون أدنى تفكير ينفذون.. فيعترضون طريق كل من ينادى بإسقاط المجلس العسكرى.. هم كانوا كذلك أيضا فى أيام الثورة الأولى _إلا من رحم_ يهاجمون الثورة والثوار...!!
ينزل شباب السلفية للتصدى لعروض "عسكر كاذبون" فى الشوارع.. يضربون.. يطاردون.. يشتمون.. يشهرون بشباب الثورة، ويدافعون عن الجيش والمجلس العسكرى.
يمنعون الشباب من الوقوف فى الشارع، بدعوى "أنهم على خطأ كما يقول الشيخ الفلانى، وأن هذا لا يصح أن يعرض فى الشارع".. من أعطاهم الحق فى ذلك؟؟.. إنه الشيخ.. مرجعية الشباب السلفى الآن..!!
إن لم يستفق شباب السلفية فسيتحولون إلى خوارج هذا العصر.. سيكفرون كل من يخالفهم الرأى أو يعارض نظام الحكم.. سيشيعون فى الأرض الفوضى باسم الدين.
سيكره الناس الدين ذاته إن لم يفق شباب السلفية.. ويفكرون قليلا...!!
المرجعية للكتاب والسنة وليس للشيخ مهما علا شأنه...
أفيقوا يا شباب السلفية.. الدعوة فى خطر بسببكم.. أفيقوا فأنتم تستخدمون لوأد الثورة والقضاء عليها وأنتم لا تشعرون.. أفيقوا فبعض الشيوخ ينفذون أوامر المجلس العسكرى.. أفيقوا وفكروا قليلا.. أعقلوا التصريحات.. مرروا الكلام على عقولكم قبل الانصياع له.. أفيقوا ولا تقدسوا الرجال فإنها بداية الضياع...
أفيقوا فالحق لا يعرف بالرجال، بل يعرف الرجال بسيرهم فى طريق الحق.. أفيقوا فدينكم لا يأمركم بالإمعية، بل بالعقل.
أفيقوا فإن الإسلام أمانة، فلا تجعلوه يضار من جهتكم.. أفيقوا يا شباب السلفية فليس كل ما يقوله الشيخ دين.. أفيقوا وانظروا إلى ماذا توالون وتعادون.. إلى الدين أم إلى الشيخ.. انظروا أتعادون شباب الثورة لأجل دينكم أم لأن الشيخ يرى ذلك ويحثكم عليه...
أفيقوا قبل فوات الآوان.. الشعب لن يرحم من يبيعه.. التاريخ لن يرحم من يفرط فى حق بلده بل وفى دينه من أجل الحكم والحكام.
أفيقوا... فالله لا يرضى بالسكوت رغم الظلم.. الله لا يرضى بمعاونة الظالمين وتأييدهم.
أفيقوا يا شباب السلفية.. فمصر تحتاج من ينصرها.. مصر تحتاج عقلكم.. فلا تبخلوا على بلدكم بقليل من التفكير قبل التكفير.
أفيقوا يرحمكم الله،،،
عبدالعزيز الشناوى
23 يناير 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق