الأربعاء، 22 فبراير 2012

يفسد الشئ من اعلاه-الحديث

عموم البشر لايرتدع ولا يمتثل لقييم الخير الا تحت ضغط من كبار الأمة او كبار مجتمعهم الصغير,و الضغط هنا ليس في ألأجبار أو التشديد ولكن ,ايضاً,في الشعور بالآمان لدي خفيفوا العقل عندما يقلدون اكابر المجتمع سواء كانوا هؤلاء يؤتون الخير او كانوا
يرتكبون الموبقات,,المهم ان يقلدوهم فيشعرهم هذا التقليد و ألأتباع بالآمان و الثقة بالنفس

هناك من هم الصالحون الذين لا تبهرهم حياة الكبار ولا تخدعهم مظاهر الأبهة و الجاه,,فالقواد واضح لهم و اللص مميز و الفاسد
يكادوا يشمون رائحته ولو من علي بعد,قدوتهم المبادئ التي توارثوها من اصول دينهم و متراكم قيمهم ,قدوتهم الصالح من نماذج البشر
وليس المتفوق ماديا و سلطويا فحسب دون النظر الي اسباب تفوقه,,اهي قييم ومُثل عليا يتبناها مجتمعهم ,أم قييم الفهلوة و النصب؟؟؟
إنهم يعلمون ان علو الفاسد لا يكون الا بفرصة يمنحها حاكم فاسد و نظام فاسد و تكون نهاية هذا العلو هي الأنهيار و الفشل له,,أو للدولة كلها لو طال أمد هذا الفساد,,مثل ذلك الفساد الذي يستوجب البتر للعضو الفاسد,او الفساد الذي استشري و تمكن فإنه يهدم البنية كلها
التاريخ يظهر لنا العديد من المواقف التي تثبت هذا,,و اليوم اتذكر الجزء ألأول من تاريخ الجبرتي ,هذا العالم الجليل الذي آثر ان يقدم لنا الحدث في شكل يوميات و أن يترك لنا مساحة كبيرة جداً,لإعمال العقل و تحليل الموقف
من قبل الجبرتي تدلديد من ألأمور المتعلقة بالإدارة تحت ظل سيطرة النظام المملوكي ثم سيطرة نفس النظام ولكن تحت إدارة اعلي و هي الأمبراطورية العثمانية و التي إتخذت لأنفسها كمن سبقوها إسم"الخلافة" في محاولة لإيهام الناس-كمن فعلوا من قبل-أنهم علي خطي الخلفاء الراشدين في ولاية امر الرعية من مسلمين و غير مسلمين
حقيقة ألأمر ,سيطر علي مشهد هذه الخلافة عدد من الظواهر,اولاها:الأتساع و السيطرة,,ثانيها:المعمار المتميز الفخم,,الثالث:الرشوة
و الفساد,,الرابع:تغليب العرق التركي و اللغة التركية مع أن الخلافة اسلامية و الدين هو ألأسلام و الكتاب هو القرآن و لغته العربية
لم يهتم العثمانيون بأن يديروا شؤن مصر مباشرة بأنفسهم ولكن إكتفوا بتحصيل ألأموال و الثروات و التراث و تعين والي و قاضي
يشرفان علي التحصيل و النقل الي تركيا
ألأدارة الداخلية بقيت كما هي في يد المماليك,ولكن زاد نهمهم و توحشهم لجمع المال,فهم لا يجمعون لأنفسهم فقط,ولكن للسلطان ايضاً,إذاً يجب تعظيم الحصص,,ولكن كيف يتمكن للناس ان يؤدون مبالغ فوق الطاقة و الربح الطبيعي؟؟؟,,,الحل هو ترك البلاد فريسة للفوضي و الطرف الثالث و التغاضي عن أعمال مثل النهب و الغش و الرشوة و الدعارة,,,,كلها انشطة تضمن رفع نسبة الربح و بالتالي الحصيلة
ترسخت الدعارة بشكل ملفت-ارجع الي دراسات التاريخ المتعلقة بهذا الموضوع-,,حتي اصبح للداعرات موكب يدورون به بالشوارع كل أسبوع و كل شهر و كل موسم لأستعراض بضاعتهم و ذلك تحت سمع و بصر المماليك و الوالي العثماني و كل هؤلاء ممن ينتظرون نصيبهم من هذه السبوبة
من الأمور التي تجدها متشابهة في كل النظم الفاسدة غير التشجيع علي الحرام,تجد ان هذه النظم تستعين ببعض الأفراد ذوي السمعة الطيبة كل فترة لتحسين واجهة النظام و من أجل خداع الناس و تخديرهم و إعطائهم أمل كاذب بأن ألأمور علي وشك أن تنصلح و نصبر عليهم شوية ,,ده حتي جابوا راجل محترم.....الخ
في اوائل عهد الجبرتي ارسلت "الخلافة"العثمانية قاضي عسكر-كان هذا هو اسم المنصب لتبعيته للحامية العسكرية-و كان المنصب اشبه بقاضي القضاة و كان رجل متدين.أول ما أمر به هو منع "زفة الغواني" , ومنع ظهورهم العلني هذا,,ولكن لم يمنع الدعارة و لم
يمنع ما حدث بعد ذلك....ماذا حدث بعد ذلك؟؟,,نفس الزفة ولكن بتحايل علي قرار القاضي فقام القوادين بمنع ظهور الداعرات في الزفة
و إستعاضوا عنهم-حسب تسمية عصر الجبرتي-ب"الخولات"و كان كبير هؤلاء هو حسن البلبيسي
كان هذا البديل مقبول من نظام يحافظ علي وجود الفساد بأي شكل,فلم يثور القاضي علي هذا الوضع,,ولكن ظلت المشكلة في الداعرات الغاضبات حيث قلت ارزاقهن و لازلن يدفعن ألأتاوات للباشاوات
هذا الغضب و البؤس تجلي في اكبر زفة خرجن فيها يوم إنتهاء خدمة القاضي الذي ظل طوال فترة خدمته متشدد بشأن الاعرات و مصهين بشأن الخو...ت. كانت زفة عودتهن ضخمة بالفعل فقد اشار اليها الجبرتي و غيره من معاصريه,فخرجن في ابهي الحلي و الزينة و أخذن يرقصن و يغنين في شوارع القاهرة,و كان لهن نشيداً عظيماً يومها كانوا ينشدن قائلات""يالا نقحب و نسكر,راح عنا قاضي عسكر""",,-إرجع الي مصادر التاريخ لهذه الفترة-,و هكذا و بزوال القاضي أصبحت العودة الي ما كانو عليه مضمونة ولا أعرف كيف عرفوا ان التالي عليه في الخدمة سوف يرحب بنشاطهم و من أعطاعهن الضوء الأخضر!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!ء
تذكرت هذا الموضوع الذي كنت قد قرأت الكثير عنه منذ زمن عندما لاحظت التطور الذي حدث منذ بدأ ثورة 25 يناير حيث كتن الموظفون يرفضون الرشوة و الطعام رخيص و المعاملةطيبة و اهم من هذا تهذب التلفزيون المصري فيما يقدم و فيما يقول
فقد كانت الثورة بقييمها الجميلة هي التي تسيطر علي كل شئ زلكن الثورة لم تنتبه الي ان الفساد لم ينتهي ولكن إنبطح فقط ثم هاهو بعد شهر من الثورة يجد من يمد له يد العون لينهض في زفة اقوة من تللك التي كانت له من قبل ,فيعود الفاسدون و ضعفاء النفس الذين يستسهلون الحصول علي أرزاقهم بأي طريقة حتي ولو بغضب الله عليهم
هاهم يعودون يقحبون و يسكرون,بعد ان قتل و إعتقل العسكر الثائرون,,ولكن هل يقبل الله ان تضيع دماءاً ذكية هدراً؟؟لآ والله لم نعرف هذا ابدا عن ربنا الذي يمهل ولا يهمل و قد تطهرت قلوب الكثيرون و ما عادوا يقبلون ذلاً ولا ظلماّ ولا خداعاً,,و أصبحوا لا يطربون لزفة الداعرات و لا لزفة الخو...ت
رضا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق