الجمعة، 21 سبتمبر 2012

الدين و الوطن

منذ أكثر من ثلاثون عاماً كنت أشرح لزملائي في فريق المسرح بالجامعة وجهة نظري بخصوص حدوتة الدين و الوطن,و كان هناك من يحدد الدين بأنه هو الوعاء للوطن و آخرون يرون في الوطن نفسه هو هذا الوعاء.
وجهة نظري بكل بساطة كما كنت أوصلها من خلال مثال بسيط كنت أصور لهم المسئلة علي أن هناك قبة كبيرة تشملنا جميعاً و هي الوطن بتاريخه قبل الدين و بعد الدين و ثقافاته المتراكمة و الديانات الآخري الموجودة,و ألأعراق المتعددة التي أصبح الوطن هو الرابط بينها وليس الدين,وهكذا.
القبة التي تضمنا جميعاً هي الوطن,أنا مرتبط بجاري المسيحي أولاً بالوطن ثم بالدين,,بمعني الوطن فرض علينا التواجد المشترك,لو إنهارت العمارة متنا سوياً,لو حدث حريق بشقتي فلن أرفض مساعدة جاري الخواجة أو المصري المسيحي,,لكن لو القبة دين,فلن يجوز الأستعانة بمن هو دينه مخالف لديني ولن نعمل سوياً و سوف تسقط الأرض في جحيم التقسيم الي كيانات تافهة صغيرة تأكل بعضها البعض فتفني و تخرج من سياق الحضارة ألأنسانية.
الكل يشارك بما يدعي من خير-محبة,صدق,حماية للجميع, تعاون, زكاة و عشور و جزيات,وتراث ثقافي....الخ-في سبيل دعم الكيان الواحد و السفينة الكبيرة.....الوطن
حكم رسول الله بالأسلام كيان كبير أشبه بالأمبراطورية و بها العرب المسلمين و المسيحين و اليهود و الفرس و الرومان وكانت لكل دولة من الدول التي كان يحكمها تراثها الثقافي و تاريخها و عادتها و تقاليدها و أزيائها كل هذا في إطار القبة الكبيرة لهم و هي الوطن و ألأسلام كان الشريعة و القانون داخل هذه القبة يسير مع كل المتراكم الموجود طالما لايخالف شرع الله ولكن لم يلغي الأسلام مالديهم من تراث ثقافي و عادات و فنون
ولكن قدم لهم جهاز لقياس المعاير ألأخلاقية يقومون هم بإستخدامه بالطريقة التي تتناسب معهم في ظل القبة الأكبر و هي وطنهم.
أصبح الصيني المسلم سعيد لأنه مسلم و لأنه صيني أيضاً, و ألماليزي و الهندي و ألأوربي...الخ
يعتز المسلمون في العالم كله بالأسلام و يفخرون بتاريخ وطنهم و تراثه الثقافي,بالرغم من أن هذا التراث و هذا الوطن يشتمل علي أصحاب ديانات أخري,ولكنه وطنهم جميعاً.
لقد أباد الأنجليز و البرتغال و الأسبان في أمريكا الشمالية و أمريكا اللاتينية أكثر من 45مليون هندي أحمر بحجة نشر المسيحية,,قتلوا ملاين الزنوج لنفس السبب,,زرعوا الفتن الطائفية في العالم كله بأسم تدمير الديانات المخالفة,,لم يحترموا الثقافات المحلية و سخروا منها,,ألأسلام لم و لن يفعل هذا,,,فلماذا يصر بعض المسلمين علي ألأتجاه و بأسم الدين الي هذه الوجهه؟؟؟؟؟
الوطن أي وطن نسخة مصغرة من الدنيا ,تشتمل في داخلها علي كل النماذج و هذه إرادة الله في ملكه,والكل مأمور بأن يتعامل و يتعارف و يثبت للأخرين أن دينه هو ألأفضل بالعلم و السلام و الأحترام,,,وفي ذلك فليتنافس المتنافسون-الآية
رضا هلال       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق