الاثنين، 24 سبتمبر 2012

مقال هام جداً لعماد الدين حسين

عملاء للموساد.. لكن بحسن نية

أضف تعليقك تعليقات : 0
نشر فى : الإثنين 24 سبتمبر 2012 - 8:05 ص
آخر تحديث : الإثنين 24 سبتمبر 2012 - 8:05 ص
الآن بدأت تتضح بعض ملامح الصورة الكاملة.

الآن بدأنا نعرف أن عملية تهريب السلاح واسعة النطاق من كل حدب وصوب خصوصا من ليبيا أثناء وبعد ثورتها لم يكن هدفه إدخال هذه الأسلحة من سيناء إلى غزة بهدف مقاومة إسرائيل، بل تخزينها فى مصر من أجل «مآرب أخرى».

قد يكون الذين دفعوا ثمن الصفقات وتكاليف النقل والتخزين تصوروا أنهم يؤدون مهمة مقدسة لصالح القضية الفلسطينية وأن هذه الأسلحة ستوجه لصدور الصهاينة انطلاقا من غزة.

ربما تكون بعض هذه الأسلحة دخلت غزة فعلا عبر الأنفاق، وقد يكون بعضها مفيدا إذا تم استخدامها فى عمليات مقاومة حقيقية ومدروسة ضد العدو.

لكن المشكلة الأكبر أن غالبية الأطراف التى شاركت فى إدخال وتهريب هذه الأسلحة لم تتصور لحظة أنها ستوجه لقتل واغتيال جنود مصريين أثناء تناولهم طعام إفطار رمضان، أو أثناء محاولتهم تطبيق القانون فى سيناء.

المفروض أن أى سلاح فى يد أى عربى يوجه إلى صدر المحتلين فى فلسطين، لكن وبدلا من ذلك تحولت هذه الأسلحة لسلاح باتر فى يد إسرائيل لتهديد أمننا القومى.

عندما كنا نقرأ عن ضبط صواريخ مداها ستين كيلومترا أثناء تهريبها من ليبيا إلى سيناء، كنا نعتقد بحسن نية أن أصحابها يريدون تهريبها لداخل غزة، لكن عندما تبين أن بعضها تم تخزينه فى بعض محافظات الدلتا «بدأ الفار يلعب فى العب».

وعندما بدأ «الإخوة الجهاديون» فى استخدام هذه الأسلحة الثقيلة ضد قواتنا المسلحة فى سيناء، بدأنا نعرف الهدف الحقيقى لتهريب هذه الأسلحة وبالتالى نخمن من هو المستفيد النهائى من العملية بأكملها.

لا يوجد وطنى عاقل يعارض أى عملية ضد العدو الصهيونى شرط أن تتم فى إطار «الإجماع الوطنى»، بمعنى أنه لا يمكننى كفرد أن أحمل سلاحى وأقف على الحدود وأطلق النار على جندى إسرائيلى فى الناحية الأخرى إلا إذا أدركت أن ضرر هذه العملية قد يكون أكبر من قتل هذا الجندى.


لا يريد الذين يعتقدون أنهم يجاهدون ضد إسرائيل انطلاقا من سيناء تصديق أنهم ينفذون خطة الموساد الإسرائيلى من حيث لا يشعرون. هذا «البمب» الذى يتم إطلاقه على إسرائيل من سيناء لم يقتل أكثر من عشرة إسرائيليين طوال أكثر من عام ونصف العام، لكن الصورة التى ترسخت فى كل العالم نتيجة هذا «البمب» هى أن مصر غير قادرة على حماية سيناء رغم أنه لا يسمح لها بزيادة قواتها لمواجهة الخروج على القانون طبقا لبنود «اتفاقية السلام».

إذن ما هو الحل من وجهة نظرهم؟!

مراكز أبحاث وهيئات ومؤسسات غربية بدأت تتحدث عن ضرورة وجود إشراف دولى ما على سيناء، أو جعلها مكانا لاستيعاب الزيادة السكانية فى فلسطين.

وكيف يتقبل الرأى العام الدولى والعربى بل والمصرى مثل هذه السيناريوهات؟!.

الحل بسيط وهو زيادة عمليات إطلاق النار على إسرائيل من داخل حدودنا، وزيادة الفوضى فى سيناء عبر استخدام أسلحة ثقيلة ومروعة من قبيل مهاجمة مديرية الأمن بالصواريخ أو إطلاق صواريخ على طائرات مصرية، ونشر أعلام ورايات وصور بن لادن والظواهرى فى سيناء وعلى السفارة الأمريكية.. إذا تكررت مثل هذه الأعمال قد نجد دوائر كثيرة لا تمانع فى قبول تدويل سيناء.

تصريحات نتنياهو الخطيرة قبل يومين بأنه يفكر فى تنفيذ عمليات عسكرية واستباقية ضد «الإرهابيين فى سيناء»، وزيادة العمليات الاستخباراتية فيها، هو النتيجة المنطقية لـ«لعمليات الصبيانية» لمن يعتقدون أنهم يجاهدون فى سبيل الله.

هل يفهم «المراهقون» فى سيناء بعد هذه التصريحات الصهيونية أنهم يعملون لصالح الموساد؟! أشك كثيرا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق