الأربعاء، 7 مارس 2012

مين العميل بالظبط

‎6 أبريل و6 أكتوبر

المعنى الوحيد للقبض على عضو فى حركة 6 أبريل بتهمة توزيع بيان تعريف بالحركة هو أن شهداء 25 يناير ماتوا فى أحداث يناير، وفقا للتعريف الجامع المانع للعلامة حمادة هلال.

ويبدو أن مصر تدار على الطريقة الهلالية منذ الخلع، حيث تمضى الأمور بشكل ابتذالى ركيك، فى دائرة مخيفة من الكلمات والتصرفات التى بلا معنى.
ولعلك تذكر أن حركة 6 أبريل التى يحاكم أعضاؤها بتهمة التعريف بها، هى ذاتها الحركة التى كتب فيها المجلس العسكرى قصائد سطحية ضعيفة، تتغزل فى وطنية شبابها وتفخر بهم (راجع خطابات السيد المشير فى أكثر من مناسبة) وهى أيضا الحركة التى رفضت أكثر من دعوة رسمية من المجلس العسكرى لحضور جلسات السمر اللطيفة التى أطلقوا عليها «حوارات وطنية مع ائتلافات الثورة»، وكل ذلك ثابت ومعلن ومحفوظ فى أرشيف أحداث الثورة المصرية من يناير 2011 وحتى تاريخه، ومن ذلك الرسالة رقم 60 للمجلس العسكرى على صفحته الرسمية أواخر شهر مايو الماضى، والتى ردت عليها الحركة ببيان ترفض فيه تلبية الدعوة قبل استبعاد الفلول وبقايا الحزب الوطنى المنحل.
وكم من المرات كال فيها العسكرى وخبراؤه الاستراتيجيون الاتهامات للحركة بالعمالة والتخريب، كان رد الحركة عليها أنها جاهزة للمواجهة والذهاب إلى القضاء لو كانت هناك أدلة إدانة ضدها، ومع ذلك لم يتقدم أحد.
ولا معنى لدعوة حركة أثبتت حضورها فى الشارع المصرى على مدى سنوات للمشاركة فى حوار مع السلطة الحاكمة فى البلاد، سوى أن هذه السلطة تعترف بالحركة.. ثم إن الأهم من كل ذلك أنه لولا 6 أبريل وغيرها من الحركات الثورية قبل 25 يناير 2011 لما كان المجلس العسكرى يجلس على سدة الحكم فى مصر الآن، فالذى صنع هذه الثورة وصاحب الحق الأصيل فيها هو الشعب المصرى، وفى طليعة هذا الشعب كان الشباب، ومن ضمنهم شباب 6 أبريل، الذين فجروا شرارة الثورة فانضمت إليها مختلف فئات وأطياف المصريين ولما نجحت الثورة وتأكد نجاحها فى إزاحة المخلوع، جاء «العسكرى» عارضا شراكته فى ثورة نجحت بالفعل، وقد قبل المصريون ذلك بمنتهى النبل والكرم، ومنحوه الفرصة لكى يثبت جدارته بالشراكة والحماية والإدارة، والنتيجة كما ترى: آلاف المعتقلين وشلالات دم لم تتوقف وحملات تشويه وطعن فى وطنية الطرف الأصيل فى الشراكة، وتخبط سياسى وعجز أمنى وفشل اقتصادى منقطع النظير.. وأخيرا فضيحة سياسية من العيار الثقيل فيما يخص قضية التمويل الكاذبة والانحناء المخجل أمام الإرادة الأمريكية.
لقد مل الناس هذه اللعبة السخيفة، لعبة اتهام كل المعترضين على أخطاء وكوارث «العسكرى» بأنهم عملاء يريدون هدم الجيش، وتقويض دعائم الدولة، والمؤكد أنه لا تعارض أو تناقض بين 6 أبريل و6 أكتوبر، وليست المطالبة لرحيل «العسكرى» عن السلطة السياسية سوى دعوة مخلصة للحفاظ على الجيش بإبعاده عن مستنقعات الفشل السياسى.
ومن أراد التثبت من هذه الحقيقة فليشارك فى فاعليات الاحتفال الشعبى بالعسكرية المصرية الباسلة مجسدة فى شخصية الشهيد عبدالمنعم رياض بعد غد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق