الأربعاء، 14 نوفمبر 2012

أقؤا هذا المقال ربنا يكرمكم

إنه حزب البرادعى وأحمد حرارة

نشر فى : الأربعاء 14 نوفمبر 2012 - 8:10 ص
آخر تحديث : الأربعاء 14 نوفمبر 2012 - 8:10 ص
هل ضاقت الأرض بما رحبت على أعضاء الحزب الوطنى السابقين لكى يصبح حزب الدستور، حزب ثورة المصريين، حزب البرادعى وأحمد حرارة، ملجأهم الوحيد لممارسة حقوقهم السياسية؟

إن للفلول من الأحزاب القائمة بالفعل عشرة، وأمامهم من الأحزاب الواقفة فى منتصف المسافة بين الثورة وضدها الكثير، ولم يقل أحد بحرمانهم من الممارسة السياسية والحزبية، بل إنهم يحتشدون الآن لإحياء الحزب الوطنى المحترق، وبالتالى لديهم من النوافذ والأبواب المفتوحة على مصاريعها ما يسد جوعهم للسياسة إن أرادوا. لقد غضب كثيرون من أعضاء حزب الدستور بعد ما كتبته فى هذا المكان أمس، واعتبروا ذلك محاولة لهدم الحزب، وينسى هؤلاء أنه ليس مطلوبا لهدم أى حزب وتفجيره من الداخل أن يعبث أحد فى كيميائيته السياسية، ويزرع فى تربته أجساما غريبة، من المستحيل أن تكون مؤمنة بأفكاره ومبادئه ورسالته ككيان يأخذ على عاتقه حماية الثورة المصرية واستكمالها.. وأتمنى أن يتخيل هؤلاء صورة شاهد الثورة وشهيدها الحى أحمد حرارة جالسا على منصة واحدة بجوار رجل أعمال من المنتمين للحزب الوطنى المنحل.

وإذا كان البعض يحاول أن ىخفف من وقع صدمة تصريحات نائب رئيس الحزب الدكتور أحمد البرعى المنشورة بالزميلة «التحرير» بذهابهم إلى أنها تعنى فقط ثلاثة ملايين شاب حملوا عضوية الحزب الوطنى رغم أنفهم، وطمعا فى مزايا وتسهيلات معيشية، فإن الثابت والذى يعلمه جيدا قياديون فى الدستور أن هذه القضية مثارة منذ أكثر من شهر، وشهدت نقاشا حادا واشتباكا داخل الحزب حين طرح أحد قادته أسماء رجال أعمال من الوزن الثقيل كانوا رموزا فى الحزب الوطنى للانضمام إلى حزب ولد كفكرة على وقع أصوات قنابل الغاز والرصاص الحى فى أحداث محمد محمود فى مثل هذا الوقت من العام الماضى.

ويعلم بعض الغاضبين تمام العلم أن الموضوع لا يتعلق بقطاعات من الشباب حملت عضوية الحزب الوطنى كمجرد كارنيه فى جيبها، وليس عقيدة فى فكرها وقلبها.. بل إن الموضوع يدور بشكل أساسى حول رجال أعمال وسياسيين سابقين معروفين بالاسم وكانوا ضمن ماكينة الحزب الوطنى التمويلية.. وعليه فإن مجرد التفكير فى دمجهم داخل حزب كان أحد الأسماء المقترحة له «حزب ضمير الثورة» يعد نوعا من الامتهان للقيم الأخلاقية والإنسانية التى تأسس عليها.

إن ما يؤخذ على نظام الحكم الحالى أنه يبدو متوافقا ومتصالحا مع ما يسمى بالدولة العميقة، وقد كتبت فى هذا المكان بعد إعلان تشكيلة حكومة هشام قنديل أنه «لا يعقل أبدا ونحن بعد عام ونصف العام فقط من اندلاع الثورة أن تأتى الحكومة الجديدة بوجوه من الحزب الوطنى ونظام مبارك، بالإضافة إلى أسماء أخرى مستهلكة فى حكومتى عصام شرف والجنزورى».

وإذا كان هذا التوجه مرفوضا بالثلث إذا اقترفه من يحكم مصر الآن، فإنه لا يليق بحزب معارض أنشئ ليكون مستودعا لأحلام الساعين إلى الانعتاق الكلى من زمن حسنى مبارك وحزبه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق