السبت، 18 مايو 2013

الإتحاد الإشتراكي...المُنحل.....الفقري

Reda Helal كان لي جيران من قيادات الإتحاد الإشتراكي و أصبحوا من قيادات المُنحل بعد ذلك,,كانوا يدورون علي الناس في المنطقة و يجلسون معهم لساعات طويلة يروجون لكلامهم و هو قائم علي التشكيك في حرب أكتوبر و كيف أنها كانت "مسرحية" و دعاية للسادات ووووو.......تجرأت و سألت أحدهم:"طب حضرتك ليه اليهود وافقوا علي المشاركة أصلاً في المسرحية دي؟؟؟"""",,,,,ورد علي رد مُقنع و خاصة أن نبؤته قد تحققت إذ قال لي:"يارضا إنت لِمض و حتفضل فقري طول عمرك""",,,وفعلاً ,,أنا لسه فقري, لكن دايماً بأسأل نفس السؤال من زمان,,هو ليه الناس دي -الإتحاد الإشتراكي ثم المُنحل,ليه بيروجوا لنفس كلام تل أبيب في كل المواقف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟,,,مش فاهم,,,أو يمكن علشان فقري
 

أكتوبر 73.. نعم انتصرنا وليذهب المشكّكون إلى الجحيم


هل انتصرنا حقا في حرب أكتوبر؟ قد يبدو السؤال ساذجا بعد 37 سنة هي عمر النصر، لكن السؤال يطرح نفسه بشدة حتى بعد ما رأيناه على الأرض من واقع تغيّر بعد الحرب، لكن نجد الكثير من التشكيك في الحرب، وفي نتائجها، وفي تحقيق المصريين لأول نصر على العدو الإسرائيلي.

وحتى نكون منطقيين فلهذا السؤال بالتأكيد أسباب غير محاولات الصهاينة العادية في تزوير الحقائق، لكن هذه الأسباب تحتاج إلى نظرة عميقة وألا نحكم بظاهر الأمور.

كيف انتصرنا ولم تتحرّر الأرض إلا عام 1982؟
وقبل أن نقرّ بمنطقية هذا التساؤل علينا أن نتأكد أن هدف حرب أكتوبر -كما ذكرت العديد من المصادر ومنها الرئيس السادات نفسه- لم يكن تحرير الأرض ولا احتلال تل أبيب، ولا إلقاء إسرائيل في البحر، بل نلاحظ من توجيه الرئيس السادات للجيش المصري قبل الحرب بيوم أن الأهداف تمثّلت في إزالة الجمود العسكري، وكسر وقف إطلاق النار، وتكبيد العدو أكبر كمّ من الخسائر، وتحرير الأرض على مراحل متتالية حسب قدرات القوات المسلحة.

أي أن الهدف السياسي المعروف للجيش في تلك الحرب هو تحريك الوضع العسكري الميت، وتحرير الأرض طبقا للإمكانات المتاحة على مراحل متتالية.

ولم يتحدث التوجيه السياسي أو خطة الحرب كلها عن تحرير كامل لسيناء لأن ذلك ليس ضمن قدرات الجيش المصري في هذا الوقت، وعلى هذا الأساس تمّ وضع الخطط الهجومية من عام 1968، وتطورت طبقا لإمكانات القوات المصرية.

في حين نجد في المقابل أن الهدف العسكري الإسرائيلي من الحرب القادمة (قبل حرب أكتوبر) يتمثل في وضع خطة "شوفاح يونيم" (برج الحمام) للدفاع عن خط قناة السويس، ثم خطة "الغزالة" لتطوير الهجوم غرب القناة، واحتلال السويس ومحاصرة الجيش الثالث، واحتلال الإسماعيلية ومحاصرة الجيش الثاني.

وطبقا لمذكرات رئيس الأركان الإسرائيلي "دافيد إليعازر"، ومذكرات "إيلي ذاعيرا" -رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية في ذلك الوقت- فقد طلب موشيه دايان في مايو 1973 وضع خطة هجومية أخرى لعبور القناة والوصول إلى القاهرة، لكن الخطة ماتت باندلاع حرب أكتوبر.

ولذلك من يقول إن عدم تحرير الأرض كاملا دليل على عدم انتصار القوات المصرية هو واهمٌ بالفعل، فمبقارنة أهدافنا بأهداف الإسرائيليين نجد أننا حقّقنا بالفعل أكثر مما كنا نتوقع، خاصة مع المقارنة بين الإمكانات المتوفّرة لنا وبين ما كان متوفّرا لهم من أسلحة وذخائر ومساعدة أمريكية علنية وصريحة.

ثغرة شارون والدبابات الإسرائيلية التي كانت على مشارف القاهرة
وهذه هي الحجّة الأكثر شيوعا التي يذكرها كل من توسوس له نفسه بالتشكيك في انتصارنا في أكتوبر 73، فبعد أن كانت إسرائيل في صدمة وفي حالة من التخبّط والهلع في الأيام العشرة الأولى من الحرب، بدأت تحصل على الإمدادات الجديدة من الأسلحة الأمريكية وصور الأقمار الصناعية الأمريكية التي نبّهتها إلى مناطق الضعف، واستطاعت أن تجمع أشتات قواتها وتقوم بهجوم مضاد.

وتمكّنت وحدة بقيادة أرئيل شارون من عبور القناة عبر ثغرة ضعيفة الحماية وحاصرت الجيش الثالث، واستمر شارون في توسيع الثغرة ببطء شديد؛ لأن المصريين تنبّهوا لها وراحوا يلاحقون جنودها بالمناوشات المستمرة حتى قام الجيش الثاني بمحاصرة الإسرائيليين، بعد أن كانوا بالفعل قد اقتربوا من القاهرة، لكنهم أبدا لم يكونوا يستطيعون التقدّم وإلا فما الذي منعهم؟ هل صدور قرار مجلس الأمن رقم 338 بوقف إطلاق النار منعهم؟! لا يمكن أن نصدّق هذا، خاصة مع تاريخ الإسرائيليين الطويل في الضرب بالقرارات الدولية والمعاهدات عرض الحائط، فهم لا يعرفون إلا منطق القوة ولا يستسلمون إلا له، ولو كانوا بالفعل يستطيعون الوصول ما منعهم قرار دولي ولا أمريكي حتى.

ولا شك في أن حدوث هذه الثغرة قد سرق بعض الوهج من بريق النصر المصري، وإن كان لم يستطع أن يقلّل من عظمة الإنجاز العسكري المصري بشكل عام، خاصة مع تدخّل الأمريكان وتهديدهم للسادات بضرب القاهرة إذا قام بتصفية الثغرة وضرب الإسرائيليين حيث كانوا سيخسرون فيها ما يقرب من 400 دبابة.

ذهاب السادات إلى الكنيست
قد يبدو من الظاهر أن ذهاب الرئيس السادات للكنيست بعد الحرب دليل ضعف وعدم إيمان بقدرة القوات المسلحة على خوض المزيد من الحروب لاسترداد المزيد.

لكن بواقع تاريخ طويل من المناوشات العربية الإسرائيلية نجد أنه كان داهية في السياسة بحق، فليس معنى أنه ضنّ بدماء المزيد من أبنائه على حرب رأى في نفسه القدرة على تجنّبها أنه كان جبانا.

فقد أحدث حراكا عسكريا، وتكلّم من موقع قوة، وبمنطق من يحمل كفنه على يديه، ووضع القوى الكبرى أمام مسئولياتها في دعم السلام، بحيث لا يقول قائل إن إسرائيل مظلومة وجيرانها جبابرة وهمج، وهذه كانت الصورة السائدة عن العرب في العالم الخارجي، والتي روّجت لها إسرائيل ولا تزال.

فأمام العالم جعل صورة مصر مشرّفة مشرقة، ومن ناحية أخرى كان يدرك تماما أن سلاما تاما وتطبيعا كاملا هو أمر غير وارد على الإطلاق على الأرض، لكنه لعب في ذكاء بأوراق في يده، واستعار في دهاء أسلوب اليهود في اللعب بالكلمات، ثم تطبيق سياسة الأمر الواقع.

فنجد أن كل تعامل مع الإسرائيليين بعد الحرب كان يتم بطرق غير مباشرة، أما الطرق المباشرة فظهرت في الآونة الأخيرة، كما ظهرت من دول ومناطق عربية ليس بينها وبين إسرائيل أي معاهدات سلام ولا علاقات دبلوماسية، لكنه سلام الأمر الواقع الذي فرضته إسرائيل بقوّتها وبمساندة الأمريكان لها.

لذلك رغم كل تشكيك وكل ادّعاء لا يمكن إلا أن نفخر بما حقّقناه في هذه المعركة، فيكفي أننا حطّمنا أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر، وأعدنا للجندي المصري اعتباره بعد أن كانت هزيمة 67 وبالاً عليه.



المصدر : http://www.boswtol.com/politics/reports/10/october/10/20897

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق