الجمعة، 24 مايو 2013

الأخوان بين ألأخطاء الخاصة و بين أهواء ألآخرين

لايمكن بحال من ألأحوال تبرئة ألأخوان من أخطاء الماضي التي دارت كلها في أطار الأخطاء السياسية القاتلة من حيث التخلي عن من كان من الممكن أن يكونوا دعماً لهم في العديد من المواقف و علي العكس,الإرتماء في أحضان من يذبحونهم بعد ذلك و هذه هي قصة حياتهم و كنت قد فصلت هذه الجزئية من قبل في مقال أواخر 2011,و كنت أهدف إلي التحذير من أجواء مستقبلية
هذا العيب في طريقة تفكيرهم لايمكن أن يكون له سبب وجيه ألهم الأنغلاق علي الذات و الحذر في غير محله نتيجة هذا الأنغلاق الذي يؤدي إلي إنكماش الخبرة و فقدان المهارات الإجتماعية و القدرة علي فهم ثقافة المجتمع المحيط و في نفس الوقت, يتمكن لأي فصيل أخر بعد أن يرصد طريقة تفكيرهم بعمق أن يقدم لهم النموذج الجاذب المناسب لهم و هو هذا الفخ الذي يسقطون فيه دائماً
يعلم الله أن هذا المُشكل هو ألأشد خطورة علي فصيل الأخوان قديماً و حالياً
حالياً و بالنظر إلي تجربتهما في تونس و في مصر و ردود أفعال الشارع,,و أقصد الشارع الطبيعي وليس الفلولي المرتبط بمصالح فاسدة سابقة,,,تدل علي فقدانهم لغة التواصل مع الشارع بتنوعه و زخمه المعبر عن التراكم الثقافي المُعقد
لن أقول للأخوان أو لأي أحد...تقبل الشارع علي حاله هكذا.... فمن المفهوم أن الشارع أصابه الكثير من العوار و الخلل بتراكم الظلم و الفساد لسنوات طوال,,ولكن أقول للأخوان,أنتم أيضاً ليس كل مابين أيديكم مثالي و حتي لو كان كذلك,فإن إنفصالكم عن الناس و الشارع يجعل مابين أيديكم جامد غير قابل للتطور و هو مايخالف الأسلام نفسه,ذلك الدين الذي يحض علي حسن الإختيار بين البدائل في إطار توجيه مستمر للتفكير و التعمق
وليس صب قالب ثابت و سحبه علي كل العصور
المشكلة الداخلية تلك,لا حل لها إلا بثورة فكرية داخل الجماعة نفسها,و فتح أبواب النقاش بين أبنائها بدون قوالب و ثوابت من النوع الذي يحدد النتائج مسبقاً. يجب أن يعيد الأخوان النظر في الشكل الذي تم تنميطه لأهل ثقتهم,و مدي إمكانية إدخال أنماط أخري,,و ما هي لغة التعبير عنهم و عن مواقفهم و هل مايخرج علي ألسنة بعض من أبنائهم يرفع من قدرهم أم العكس
إن لم يقم الأخوان بهذا و بسرعة,فالنتيجة الحتمية التاريخية سوف تلاحقهم و خاصة أن الحرب ضدهم ألآن يشارك فيها بعض من التيارات الدينية أنفسها و آخرون كثيرون
 أسأل الله لنا جميعاً البصيرة
رضا هلال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق