الاثنين، 13 مايو 2013

الشهيد البطل الطالب جواد حسني


كتب على حائط زنزانته " أسرت يوم 16 نوفمبر 1956 .. إنى أغمى علي قرب القتال متأثرا بجروحى التى أصابنى بها الإسرائليون قرب العريش ، أخذنى الفرنسيون إلى بورسعيد للإستجواب ثم إلى بور فؤاد ثم إلى هنا فى 21 نوفمبر 1956 .. جواد حسنى قائد فدائى كلية حقوق جامعة القاهرة .. تحيا مصر " ..
وكتب أيضا " "اسمي جواد ، طالب بكلية الحقوق..فوجئت بالغرباء يقذفون أرضي بالقنابل فنهضت لنصرته، وتلبية نداؤه..والحمد لله لقد شفيت غليلي في أعداء البشرية، وأنا الآن سجين وجرحي ينزف بالدماء..أنا هنا في معسكر الأعداء أتحمل أقسى أنواع التعذيب..ولكن ياترى هل سأعيش؟ هل سأرى مصر حرة مستقلة؟ ليس المهم أن أعيش..المهم أن تنتصر مصر ويهزم الأعداء" ..

إنه البطل الشهيد جواد حسنى إبن الـ 21 عاما
فور حدوث العدوان الثلاثى على بور سعيد إلتحق جواد بالكتيبة العسكرية ، وكان أول من تطوع للدفاع عن وطنه وهو ما يزال طالبًا بالسنة الأخيرة في كلية الحقوق.

في مساء يوم الجمعة 16 نوفمبر 1956، بعد أن علموا أن بعض القطع البحرية المغيرة أنزلت قوات كوماندوز بالسويس للوصول إلى بورسعيد، خرج جواد حسني في دورية استطلاعية مع مجموعة الحرس الوطني في القنطرة، وتوغلت كتيبة الحرس الوطني داخل سيناء فقابلتهم دورية إسرائيلية كانت مرابطة عند الكيلو 39 في طريق "الكاب" شرقي قناة السويس، واشتبكوا معهم فأطلق رصاص رشاشه عليهم فأصيب برصاصة في كتفه الأيسر، فتقدم منه زملاءه وضمدوا جرحه وطلبوا منه العودة، لكنه رفض وتعهد بحمايتهم بنيران رشاشه.

جواد حسنى كتيبة عسكرية مكونة من فرد ..
في الليل تسلل جواد حسنى من بين أفراد الكتيبة، وواصل التقدم حتى وصل إلى الضفة الشرقية التي احتلتها القوات الفرنسية، فاشتبك مع دورية فرنسية وكان مدفعه سريع الطلقات (600 طلقة في الدقيقة) فظن الفرنسيون انهم يحاربون قوة كبيرة فطلبوا النجدة، فإذا بقوة من الجنود الفرنسيين تتقدم تجاهه واخذ جواد يقذفهم بالقنابل اليدوية مع نيران مدفعه ودماءه تنزف، فسقط مغشيًا عليه، فتقدمت القوات نحوه وهى تظن أن هذا السقوط خدعة، فوجدت شابًا في الحادية والعشرون من عمره ملقى وسط بركة من الدماء يحتضن مدفعه ويقبض على قنبلة شديدة الانفجار، فنقلوه إلى معسكر الأسرى وسجل بدمائه التي تنزف قصة اعتقاله وتعذيبه يوم بيوم ابتداء من يوم اسره في 16 نوفمبر 1956.

الموت غدرا ..
رفض جواد أن يبوح بأى كلمة من أسرار الوطن، فأوهمه قائد القوات الفرنسية أنه سيطلق سراحه وأمره بالخروج من حجرة الأسرى، وأثناء سيره أطلق الجنود الفرنسيون رشاشاتهم على ظهره فسقط شهيدا في الثاني من ديسمبر 1956.

رحم الله البطل الشهيد ، رحم الله شهدائنا وغفر الله لهم واسكنهم فسيح جناته

المصدر ..
البطل جواد على حسني بقلم "أبو الحجاج حافظ " المجلس الأعلى لرعاية الشباب والتربية الرياضية، 1957.

------------------
--

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق