الاثنين، 16 يناير 2012

الجواب بيبان من عنوانه

تمتلك الحاجة بهية قصراً جميلاً و أكثر مايزيده قيمة و بهاءاً أن بكل شبر منه لمسة من لمسات جدودها
لا أحد يعرف متي بُدأ انشاء هذا القصر,لم يستدل العلماء علي أسم أول من بدأ في إنشاءه من جدود الحاجة,ولكن الواضح أن كل من سكنه من جدودها زاد فيه من دمه و عرقه,كل شبر يشهد,بتحويشة عمر أحدهم و قد بني جناح لضيوفه, وآخر بني مضيفة لتوزيع الصدقات بشكل دوري علي الفقراء,حتي لا يشعر أحد في البلدة انه محتاج و قد كان جدود بهية يشعرون بالعار لو جاع احد في بلدتهم أو تسول,لقد تميزوا بالفروسية و الكرامة,منهم الشاعر الذي حفر بيوت من الشعر علي جدران القصر حكي فيها حبه و حب جدوده لهذا القصر و منهم من كان محارباً سخر حياته و سيفه للزود عن قصر جدوده,أنظر,يمكن
أن تري دمائه علي جزء من واجهو المبني و قد حفر بيده جانبها كلامه قبل الشهادة"روحي فداء كرامة
أوطاني, ودمي فداء عرضي",,و هناك الكثير و الكثير من علامات العز و البهاء و الكرامة.مرت سنوات
تعاقب علي السيطرة علي هذا البيت جدود الحاجة و كذلك أعدائهم و ذرية اعدائهم,عاشت الحاجة معززة
مكرمة كملكة,,و بسبب إهمال و غفلة بعض الجدود سقطت كثيراً في غياهب الذل و القهر و ألأهانة
إندس في وسط العائلة من هم ليسوا من صلب الجدود,مجموعات من نسل الهكسوس و من نسل فرعون و هامان,تسلل هؤلاء في غفلة من اهل القصر الي قمة القصر و أتخذوا من حثالة العائلة أعوانا عسساً بعد اغروهم بأم يكونوا جزءاً من روح السلطان او جزءاً من حذائه
كانت الحاجة بهية و أبنائها يعون تماما عظمة قصرهم و قيمته الغالية.لذلك وضع المغتصبون خطة لقتل هذا الشعور لدي اصحاب القصر
عكفوا سنوات طوال علي تشويه تاريخ القصر المحفور علي جدرانه,سرقوا الكثير مما تركه الجدود من نفائس عسي ان يظهر القصر بمظهر الخرابة التي لا قيمة لها,فيهون علي اصحابه فيفرظون فيه,ملئوا القصر بروثهم وروث بهائمهم,,لكن لم تُفلح هذه الخطة,,,,تاريخ القصر ليس هو هذا المحفور علي جدرانه فحسب,ولكنه محفور و بشكل اعمق في قلوب الحاجة و أبنائها.مشكلة وضعوا خطة اشد قذارة لمواجهتها,إفساد ابناء الحاجة و من لا يفلحون في إفساد فلن يكون الا القتل مصيراً له.إستمر المغتصبون في تنفيذ مخططهم المنحط هذا,حتي ظنوا أن جسد اصحاب العزم من اهل القصر قد همد و أوشك ان يتحلل بظنهم و ان الأخرون من الضعاف قد سكنوا الي غيبوبة الفساد و دوامة القهر
ولكن نسوا ان للقصر قدسيته و ان لأهله ذكر في الكتب السماوية و قد كان اغلبهم لا يعرفون شئاً عن ذلك,و لم يعرفوا شيئاً عن تاريخ القصر و أهله,ولا يعرفوا كم مرة ثار و كم مرة طحن تحت قدميه الحافيتين قياصرة و ملوك و حطم هكسوساً و صليبين و تتار و أمم
حكمت الدنيا قبل ان تأتي الي حتفها علي ابواب هذا القصر الذي لا آمان لمن يدخله عدواناً و ظلماً,مهما طال المقام
ولغباء و غرور هؤلاء لم يلحظوا أن أهل القصر يرسلون لهم الرسالة تلوا ألأخري عسي ان يرتدعوا و يرجعوا عن طغيانهم و فسادهم
ولكن لا حياة لمن تنادي,فقد قتل الفساد بصيرة هؤلاء,ولم يكن هناك الا ان ينفجروا في وجوه الطغاة موجهين اليهم ضربة قطعت رأس أكابرهم,فهرع هؤلاء ألأكابر الي خنادقهم و الي بيوت من ربوا من العبيد علي ايديهم طوال اعوام طلت من قبل السقوط
حالة القصر بعد خروج بعض من فصيل الخونة و المغتصبين لم تكن تسر الناظرين,لا يزال هناك الكثير من روثهم باقي و الكثير من
الخراب يحتاج الي إصلاح و الأسوء من ذلك من إختبأ من عصبة ألأجرام تلك في بيوت بعض من ضعفاء عائلة الحاجة و بعض من فاشلين و طامعين ألأهل و ألأبناء
وهنا طلبت الحاجة من ابنائها ان يعيدوا الي القصر بهائه و عظمته ولكن لم تلحظ الحاجة ان ابنائها انفسهم ليسوا كلهم من ثاروا و خرجوا من اجل الكرامة,أحسنت الظن بكل ابنائها,,فجاء منهم من اظهروا لها التدين و الأستعداد لأعادة القصر الي حالة العز التي كان عليها...نظرت الحاجة و قد ملئها ألأمل,و الثقة في ابنائها ,لقد شدوا اللحي و بيضوا جلابيبهم و شمخوا بعممهم,إنهم اشبه بالصاليحن و المجاهدين,,,والله خير إن شأالله,,سوف ينزلون الي ساحة القصر و يزيلون ألأنقاض و ينظفونه من درنه و قاذوراته,,خير خير
ولكن المشهد تغير عن ما حلمت به الحاجة,,لم يحضر هؤلاء الفؤس و لا المقشات و لا أدوات التنظيف ولكن,,اسرعوا جميعاً مهرولين يحاول كل منهم ان يختطف حجرة لنفسه,و يقتنص من اخيه مكتباً او كرسياً,,,صٌدمت الحاجة,,كيف يكذب عليها ابنائها؟؟,,كيف يرضون لأنفسهم العيش في خرابة؟؟؟,كيف يرضون الجلوس و النوم علي كراسي و اسرة قد ملئتها الصراصير و العناكب؟؟؟,,كيف يفرحون بالجلوس بجوار الجييف و الروث؟؟,,كيف تمتلئ عيونهم بالفرحة و السعادة و هم يحملون فوق رؤسهم ما تخاطفوه من بعضهم البعض من أكوام القمامة و الحُطام؟؟؟,,,كيف يشرعون في تأسيس منازلهم فوق هذه ألأكوام من الزبالة؟؟
لايزالوا يصرخون في أذن الحاجة كلمة سألتهم عن فعلتهم تلذ"""يا ست ماتخافيش,,إحنا بنبني أهو,,هو إنت عايزة الدنيا تقف و الناس تتعطل؟؟؟",,لم تفهم بعد الحاجة لماذا يفعلون هذا,,ولكن الجواب بيبان من عنوانه,,إن ماسوف يبنوه علي المستنقع,لن يستفيد منه الا الثعابين و العقارب وكل كلب اجرب سعران يتربص بهذه الخرابة الجديدة و ينتظر فراغهم من بناء صرحهم الهش الفاسد ليجد به المأوي الذي يألفه و يجيد العيش فيه,,,و الحاجة تعود مرة أخري الي حجرتها في اطراف القصر ,تخرج البوم صور الجدود,,وتتأمل في وجوههم,تدعوا الله ان تري هذه الوجوه مرة اخري بين أبنائها,,,,إدعولها
رضا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق