الثلاثاء، 10 يناير 2012

أفلامنا و أحوالنا

بعض من أفلامنا معبرة جداً عن أحوالنا و تظهر تفاصيل شخصيات مصرية و وقائع نعيشها بالرغم من البعد الزمني بين أيامنا و زمن إنتاج هذا الفيلم أو ذاك
أثناء إستماعي لبعض الناس المتحمسين للجنزوري و حسب قولهم"الغرقان يتعلق ب قشة"و لا أخفي عليكم أنني أكره بشدة منذ طفولتي "القشة" في أي شئ,,ليه؟؟لإن القشة لاتعطيك النجاة أبداً و أنت تغرق بين أمواج متلاطمة,ولكن القشة في هذا الموقف تشبه المخدرات, تعطيك عالم وهمي كاذب يضيع وقتاً ثميناً يستفيد منه غيرك الذي دس عليك هذه القشة و يستمتع برؤيتك متشبث بها و يضحك من ظنك بأمل وهمي لن يصل بك الي خير أبداً
الناس التي تتعلق بهذه القشة لا توهم نفسها بفائدة القشة تلك الفائدة الكاذبة, ولكن توهم نفسها بماضي عظيم غير موجود علي أرض الواقع لهذه القشة لكي يعززون لأنفسهم أسباب هذا ألأختيار الخاطئ أصلاً
تخد الشخص الذي مثلته لكم بالقشة,يشاع عنه الشرف و ألأمانة,,و هنا نعود سوياً الي أفلامنا العريقة,وخاصةً "سي عمر",,نشاهد اللص"كوارع" عضو في عصابة"عبد المجيد ساطور"",عادي و طبيعي,"كوارع" لص محترف لن نتحدث عنه,,ولكن التواجد في وكر العصابة,لن يكون إلا لمحترف مثل"كوارع" أو,مخطوف مثل الريحاني
الريحاني هنا هل هو طيب فعلاً؟؟؟,,,لا أعتقد,لقد تماشي مع "ساطور" وسرق و نصب معه و حصل علي نصيبه,صحيح مصيبه أقل كثيراً من ألأخرين,و لكن أنت تشاهده و تتعاطف معه و تظن فيه الخير لأنه مًعرض لضغط,,لكن لو غيرنا في القصة,,و مات "ساطور"و جاء رئيس-عصابة- آخر و برضه الريحاني فضل معاه و مارس نفس الشغل؟؟؟,,,بلاش كدة,,,مات الرئيس ده,وجه واحد تالت و برضه الريحاني فضل معاه و طوّل لحد 16سنة لدرجة إنه وصل للمنصب الذي كان يشغله "كوارع"نفسه!!!!!!!!!,,,هل تظل علي ظنك به خيراً؟,,,ل و إستمريت علي هذا الظن,,فإنك تعاني من مشكلة حقيقية بخصوص تقييم الشخصيات
نفس هذا النوع من الشخصيات المنتشرة في المجتمعات التي تصلت عليها شياطين ألأنس بإعلامهم القذر جداً,,تجده في فيلم أبو حلموس,الريحاني مرة أخري,,الفيلم يقول و يؤكد لك أنه رجل طيب جداً ولكن كيف يعمل؟؟؟؟,,,,يدلس و يقدم أفضل الخطط للسرقة ليستفيد منها الرئيس-التالت-,حتي لو أنه لا إلا علي القليل,,بيشتغل بمزاج و يسعده تحقيق ذاته بخدمة أسياده و هذا يكفيه فقط
من ناحية أخري تجد ألريس-التالت- لا يحقق لأصحاب العزبة إلا الخسائر و الديون و كل كوبري يبنيه أو مجاري أو طريق يرصفه يسرق من وراه تمنه عشر مرات,و كل شئ ليه لزوم الشئ بتاعه,,,و مين بيظبط الليلة دي؟؟الراجل الطيب اللي بيمكن الريس ده من تقديم حجج لسرقاته الهائلة بشكل يخدع به الناس
لكن عندما أراد الريس-بتاع العصابة-تدبيسه في بلاوي جامدة و طلب منه يظبط و يتحمل سرقة المزرعة كلها و تسليمها لأبن الريس
و حب الريس يصدر هذا المتفاني في خدمة كل الرؤساء في هذه المأمورية,خاف الجنز..حاني,,و مارضيش يحط رقبته علي مقصلة الشعب أو يعرض نفسه لغضب الجيش,,و هنا فقد فائدته ألأساسية,وهي التدليس و التظبيط,,و صبح مالوش لازمة
بعد كده طلعت هجايص توشكي,كما لو أن توشكي دي طلعت فجأة و أتفاجئ بها الريس-بتاع العصابة-,ثم أنها أنشئت و أستفاد منها صديق الريس و أنجاله الأمير وليد,و مش حايمشوا الريح...زوري,علشانها وإلا الوليد حايزعل و مايبعتش اليخت الجديد للأولاد
أن يفعل هذا الرجل مافعل فهو الفساد و خلل المعاير وغيبوبة الضمير التي تنتشر بين الناس في عصور القهر و الظلام,ولكن أن يعود بعد الثورة فهذه هي البجاحة و التمادي و المخاطرة بمصير البلاد في مرحلة شديدة الخطورة ,و علي المستوي الشخصي,فعودته تعتبر إضاعة لفرصة ذهبية للتوبة و.....الخروج الآمن
أفلامنا جميلة و معبرة,,و قد كنا في هذه الحلقة مع فلمين من الأفلام المتميزة في تاريخ السينما المصرية و إلي لقاء آخر و حدوتة
أخري
رضا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق