الاثنين، 2 يناير 2012

نجيب محفوظ بين السماء و ألأرض

يقع نجيب محفوظ في موقعان متناقضان متباعدان بشدة ,كبعد السماء و ألأرض.محبي محفوظ يرفعونه الي السماء و كارهي محفوظ يخفضوا من قدره الي ما دون سطح الأرض
بما أنني من "بتوع التحرير" فتجدني زي أي بتاع من البتوع السابق ألأشارة إليهم لا نميل الي تأليه من نحب ولا تشويه وسحق من نكره ألهم من قتل و خطف و عذب فلنا معه وقفة أخري
القصد,,إن محفوظ أديب و كاتب,الكتاب بقي ليهم مواقف و مراحل,,يعني عنده فكر معين ولكن ممكن يغيره بعد حين لظرف ما,,مثلا تقلب توفيق الحكيم من تصنيم و تأليه عبد الناصر الي محاسبة و تقييم عبدالناصر بدون تأليه ,,وهذا يحدث مع عموم أهل ألأدب و الفكر
نجيب محفوظ و ك كاتب له ماله و عليه ما عليه,,و من العجيب أن تري التيار الديني يحمل عليه حملة شعواء و دون النظر الي الحجم الطبيعي له ك أديب,,,نعم حصل علي نوبل و نوبل لمن لا يعلم يتم اللعب بها في إطار السياسة و الخطط الدولية,,حتي مع محفوظ,تجد أنهم لم يمنحوه نوبل علي أعماله ألأدبية ألأكثر نضوجاً و وزناً ولكن منحوه الجائزة عل عمل من بكريات أعمله من مرحلة البدايات و الأستهلال و هذا من ألأمور العجاب,و خاصة أنها رواية مثيرة للجدل و في عصر كانت الموضة ألأدبية مواضيع "العبث",حيث ينظر المفكر الي الدنيا نظرة عبثية و الدنيا عبث...الخ,,,,و أشهر من عبثوا كان الفرنسي الجزائري"البير كامي",,و كانك باقي العبثيين متأتر بموقف طفولة تسبب فيه رجل دين .عندما جاء الطاعون الي الجزائر,وحصد الكثير من البشر,أخذ القسيس يوبخ ألأهالي و أخذ يقول لهم إنه عقاب الرب لأنكم لا تحسنون الطاعة
القسيس واظب علي هذا الجلد كل يوم ولمدة طويلة,,و إذا بالقس نفسه يصاب بالطاعون و المفروض إنه و حسب ما أوحي للناس بأنه ألأكثر طاعة,,أول من تشكك في كل شئ سمعه وكل شئ رأه,هو الطفل ألبير,شك في الدين,و بالرغم انه لم يلحد,إلا أنه شك في حكمة الرب لسؤ تفسير القس لموقف الطاعون,فقد عمم حكم الفساد علي الجميعوبدون أن يلفت نظرهم أن من الفاسدين من يصلون و يصومون و يتصدقون ولكن يتواطئون علي الفساد,وترك رجل الدين هؤلاء في ظنهم إنهم ناس زي الفل و إحنا بتوع ربنا و هو إحنا عملنا إيه يعني؟ لقد حدثهم عن الفساد ولكن لم يوضح لهم دور و تقييم المشارك الجنتل اللي في حاله و....مالوش دعوة
المهم,نجيب محفوظ لا هو خير مطلق ولا هو شر مطلق و حل المشكلة في إخضاع الموضوع للنقاش و لن أقول ديني ولن أقول أدبي ولكن أقول نقاش علمي,و يجب أن نتوقف جميعاً عن رفع من نحب الي مرتبة الأنبياء وألا نخسف بمكانة من نكره أو مالا نفهم الأرض
أعتقد أن مشكلتنا تلك سوف تظل قائمة في ظل عدم القصاص من المجرمين الذين يحرصون أن تكون طريتنا في التفكير هلامية و عشوائية و مشوشة فلا نري الحق حق ولا نعرف كيف نراه أصلاً
صدق الله عندما أعلمنا أن الظلم ظلمات,,سبحان الله,,ظلمات ياسادة,,,ظلمات لا تري فيها الحق من الباطل و إذا ضربك من علي يمينك ضربت أنت من علي يسارك,,و الكيفية الوحيدة لأن نري بعضنا البعض في الظلام هي الصرخ,و الصراخ يزيد أذاننا صمم و أعيننا غشاوة,,,أما العدل فهو نور,,العدل من أسماء الله و كذلك النور,و في النور تري الحق وتعرف الباطل,,أما علي مانحن عليه ,فلا يعلم غير الله أي جرف نحن مساقون اليه,,,العدل ياسادة وإلا دخلنا الي ظلمات من بعد ظلمات
رضا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق