السبت، 24 ديسمبر 2011

كلمة حق و من يكتمها أثم قلبه(د.صلاح هلال)

إلى كل من يتعاطف مع القتلة ومنتهكي الأعراض وإلى كل من يركن إليهم وهو لا يفهم أو يخوض في دماء وأعراض الثوار و يخلط بين جيش مصر العظيم والمجلس العسكري والدولة وبين الثوار والبلطجية المأجورين لتشويه الثورة والقضاء عليها ... إلى كل من يقول الجيش أو الأمن عنده حق أو معذور ... إحترس ... سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "لو تشارك أهل المدينة ولو بشق كلمة في قتل رجُل، لقتلتهم جميعاً فيه" ... إحذر ... ولا تُبرر القتل وانتهاك الأعراض وتُفتي بما لم تشهد ... أتُحب أن يخوض الناس في دمك وعرضك؟!!! ... إن مجرد الرضى القلبي عما يحدث يجعلك شريكاً فيه ... فإن مجرد الركون أو الميل بقلبك إلى الظالمين يجعلك منهم وتتحمل معهم مسؤولية القتل وهتك الأعراض وأنت جالس في بيتك

قال تعالى في سورة هود ..... وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا َلكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ

يروى عن الامام الإمام أحمد بن حنبل، حينما كان مسجوناً في محنة (خلق القرآن) سأله السجان عن الأحاديث التي وردت في أعوان الظلمة، فأخبره بها، فقال له: هل أنا من أعوان الظلمة؟ فقال له: لا، لست من أعوان الظلمة، إنما أعوان الظلمة من يخيطوا لك ثوبك، من يطهو لك طعامك، من يساعدك في كذا، أما أنت فمن الظلمة أنفسهم،

وروي أيضا أنه جاء خياط إلى سفيان الثوري فقال: إني رجل أخيط ثياب السلطان، هل أنا من أعوان الظلمة ؟ فقال سفيان: بل أنت من الظلمة أنفسهم، ولكن أعوان الظلمة من يبيع منك الإبرة والخيوط ..!!

فلا تجعل بحثك عن مُسكّن لضميرك يؤدي بك إلى التهلكة ... إذا لم تستطع المشاركة في إنقاذ بلادك ودفع الظلم، فلا أقل من أن تكُفّ لسانك وتنشغل بعيوبك وتدعوا لمصر بالخير ... "فمن قال لا أعرف فقد أفتى" ... ولكن "من أفتى بغير علم فليتبوأ مقعده من النار" كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم


خلّوا بالكم وما تستسهلوش الكلام والفتي والفذلك
دكتور/صلاح هلال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق